نواكشوط – "المحيط":
أعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط عن أهم عملية اندماج حزبي منذ تولي الرئيس الموريتاني الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني السلطة في بلاده في أغسطس الماضي.
وأعلن رسميا اندماج "حزب اللقاء الديموقراطي الوطني" في حزب "الإصلاح"، وذلك في حفل ضخم مساء اليوم في قصر المؤتمرات بنواكشوط، ووسط حضور نوعي للنخبة السياسية والحزبية في البلاد.
واتفق الحزبان في خطابيهما بالمناسبة أن هذه الخطوة الاندماجية تأتي بعد تطابق الرؤى حول القضايا الوطنية بين الحزبين، ما تجسد في توحيدهما ضمن "حزب الإصلاح" كإطار سياسي جامع.
وفي خطابه بالمناسبة، قال محمد ولد أحمد سالم طالبنا رئيس حزب الإصلاح "نحمد الله اليوم ونقاسمكم فرحتنا هذه التي تغذي الأمل لشعبنا الأبي، في لقائنا مع اللقاء من أجل الإصلاح، وعلى سفينة الإصلاح الوطنية الشاملة، التي يقودها بأمان في مجريها ومرسيها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي شكل الإعلان السياسي لترشحه في فاتح مارس 2019 يوما خالدا ومصباح أمل لشعبنا العظيم، الخائف يومها من التيه والضياع في مناخ محلى ودولي لا يبقى ولا يذر".
وقال "لقد رسم برنامج فخامة رئيس الجمهورية، الذي نخلد اليوم الذكرى الأولى لتنصيبه - بكل اعتزاز- لوحة تجسد رؤيتنا لموريتانيا الدولة والمجتمع، التي نريد."
وقال "يحق لنا في حزب الإصلاح ونحن نتمسك بهذا القائد العظيم، وهذه القيم النبيلة، أن نفتخر اليوم، بأن طريق الإصلاح أصحبت سالكة وأن نسير إلى جانب رجال ونساء وشباب قادهم النقيب محفوظ ولد بتاح الذي يمتاز بنبل المناضل وشجاعة أهل الحق وصلابة الإيمان بالمبادئ الرفيعة، وهي قيم لا شك أنها في كل قادة ومناضلي حزب اللقاء الديمقراطي لأنه مثلما تكونوا يولي عليكم".
وشدد على أنهم في قيادة حزب الإصلاح سيعملون "مع الأحزاب والشخصيات السياسية التي التحقت بنا مؤخرا والتي ستلتحق بنا في الأمد القريب، إلى إعادة - بناء سفينة الإصلاح - من خلال مؤتمر بهيج يشهده الجميع، قبل نهاية السنة الجارية، على أسس منيعة وقوية تنطلق من فكرة وأسلوب المؤسساتية، التي تشكل وحدها، نقلة كبرى ومهمة على صعيد إنضاج التقاليد السياسية المدنية لشعبينا، خلافا لما يخدم فردانية شخص أو مجموعة أشخاص".
وأكد أن المؤتمر المرتقب لحزبه "سيخرج منه الحزب قوة جامعة لقوى الإصلاح الوطنية المستنيرة والمتمسكة بمنهاج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الإصلاح والتغيير، والقيم الوطنية الكبرى".
وكان محفوظ ولد بتاح رئيس حزب اللقاء الديمقراطي في خطابه بالمناسبة، قد أكد أن قرار قيادتي الحزبين القاضي باندماجهما في حزب واحد هو حزب الإصلاح يعبر عن خيارهما الجماعي بتغليب المصلحة الوطنية على النوازع الشخصية وخطوة سياسية تشكل مناسبة لدعوة كافة الفاعلين في الطيف الحزبي وخارجه الداعمين لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، للالتحاق بالحزب من أجل خلق فضاء سياسي يحقق معادلة كفيلة بإيصال مضمون برنامج فخامته إلى كافة فئات الشعب الموريتاني.
وتحدث ولد بتاح عن جملة من الإنجازات التي تحققت خلال السنة الأولى من مأمورية الرئيس الغزواني، مشيرا إلى محوري "النجاح الدبلوماسي" وسياسة دعم الفقراء.
ولخص ولد بتاح رؤيته للسنة الأولى من حكم الغزواني بأنها كانت "فرصة لإبعاد المخاوف وتقريب الآمال ."
وفيما يلي تنشر "المحيط" نص خطاب رئيس حزب الإصلاح محمد أحمد سالم طالبنا:
بسم الله الرحمن الرحيم
الســـادة رؤساء الأحزاب السياسية والمدعون الكرام،
السيــد رئيس حزب اللقاء الديمقراطي،
الســادة الأعزاء أعضاء قيادة اللقاء ومناضليه الشرفاء،
الســادة المناضلون في صفوف وقيادة حزب الإصلاح،
الســلام عليكــم ورحمة الله تعالى وبركاته،
إننا في حزب الإصلاح نعتبر بأن الاعتراف بالخلل – أيا كان- هو قيمة أخلاقية عليا، وهو مصدر إيجابي لا غنى عنه، فبدونه لا يعقل أصلا تصور أي علاج لأي عاهة، وليست مهمة الحزب السياسي الجاد إلا تشخيص الداء وتحديد الدواء، ولذا أدركنا مبكرا في حزب الإصلاح وجود خلل عميق في نظام الحكامة الذي عرفته هذه الربوع بدء من دولة المرابطين إلى اليوم، مع اعترافنا بالأدوار المهمة واللبنات الأساسية التي وضعها كل من مر بحكم هذه البلاد، في مراحلها المختلفة.
على الرغم مما صاحب ذلك من القصور في التشخيص في الانطلاق الفعلي إلى بناء دولة بمستوى طموحنا ورسالتنا الإنسانية، وجعل ممارسة السياسة مهنة قدسية في التدبير الإيجابي على الأرض، بدل أن نفسد فيها ونسفك الدماء ونهلك الحرث والنسل.
ينطلق المهتمون بها من ثوابت أصيلة إلى أهداف مستنيرة متجنبين محظورات خطيرة في التكتيك والإستراتيجية.
نعم أيها الإخوة الكرام.
نعلم علم اليقين أن طريق الإصلاح شاقة وأن جبهة الفساد قوية ولها أذرع متعدد متناغمة مع الغرائز الحيوانية للإنسان الذي هو في طبيعته " لَفِي خُسْر، ٍإلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر ِ"
وهو ما جعلنا نؤمن أن عملية الإصلاح تحتاج إلى الإيمان الصادق، والحكمة التي هي أم العلوم، والشجاعة والتجربة والصبر، وهي قيم مجتمعة لا تتوفر في كثير من الناس.
وهذا ما ألزمنا في حزب الإصلاح بالدقة في انتقاء المصادر البشرية التي تختار منها قادة مشروعنا وحراسه.
وبذلك نحمد الله اليوم ونقاسمكم فرحتنا هذه التي تغذي الأمل لشعبنا الأبي، في لقائنا مع للقاء من أجل الإصلاح، وعلى سفينة الإصلاح الوطنية الشاملة، التي يقودها بأمان في مجريها ومرسيها
فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي شكل الإعلان السياسي لترشحه في فاتح مارس2019 يوما خالدا ومصباح أمل لشعبنا العظيم، الخائف يومها من التيه والضياع في مناخ محلى ودولي لا يبقى ولا يذر.
نعم أيها الإخوة والأخوات لقد رسم برنامج فخامة رئيس الجمهورية، الذي نخلد اليوم الذكرى الأولى لتنصيبه، - بكل اعتزاز-. لوحة تجسد رؤيتنا لموريتانيا الدولة والمجتمع، التي نريد.
وهي التي لا مكان فيها لقوى الفساد والشر، لأنها لا تتناسق مع المرحلة وقيمها، ونحن متأكدين أن شعبنا سيتشبث بقيم الإصلاح ويتزين بها وأهلها، لأن الشعوب تنطبع بطبائع حكامها. وهي قاعدة جربنا صدقها حتى في تاريخنا الوطني والعربي والإنساني المشهود.
ومن هنا يحق لنا في حزب الإصلاح ونحن نتمسك بهذا القائد العظيم، وهذه القيم النبيلة، أن نفتخر اليوم، بأن طريق الإصلاح أصحبت سالكة وأن نسير إلى جانب رجال ونساء وشباب قادهم النقيب محفوظ ولد بتاح الذي يمتاز بنبل المناضل وشجاعة أهل الحق وصلابة الإيمان بالمبادئ الرفيعة، وهي قيم لا شك أنها في كل قادة ومناضلي حزب اللقاء الديمقراطي لأنه مثلما تكونوا يولي عليكم.
أيها الإخوة والأخوات كل باسمه وجميل وصفه.
إننا في قيادة حزب الإصلاح سنعمل مع الأحزاب والشخصيات السياسية التي التحقت بنا مؤخرا والتي ستلتحق بنا في الأمد القريب، إلى إعادة -بناء سفينة الإصلاح- من خلال مؤتمر بهيج يشهده الجميع، قبل نهاية السنة الجارية، على أسس منيعة وقوية تنطلق من فكرة وأسلوب المؤسساتية، التي تشكل وحدها، نقلة كبرى ومهمة على صعيد إنضاج التقاليد السياسية المدنية لشعبينا، خلافا لما يخدم فردانية شخص أو مجموعة أشخاص.
نعم إنه المؤتمر الذي سيخرج منه حزبنا قوة جامعة لقوى الإصلاح الوطنية المستنيرة والمتمسكة بمنهاج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الإصلاح والتغيير، والقيم الوطنية الكبرى.
"إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ".