خصصت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الشهيرة عددها الأخير (يوليو/أغسطس 2020) للعالم ما بعد كورونا.
ومما أعجبني فيه مقالة المفكر الأمريكي ذي الأصول اليابانية فرانسيس فوكوياما (ص 26 وما بعدها)، فقد طرح فوكوياما أفكارا حية جدا منها:
• استبعاد فوكوياما أن تأتي تلك اللحظة التي تكون فيها الدول قادرة على إعلان النصر على الوباء.
• توازن القوة يميل صوب الشرق بشكل مطرد، فشرق آسيا أدار الأزمة الوبائية بحزم أفضل من أوروبا والولايات المتحدة.
• الصين كانت مصدر الجائحة وتسترت عليها أولا حتى انتشرت لكنها ستجني فوائد من الأزمة ولو نسبيا.
• في المقابل أخفقت الولايات المتحدة بشكل مريع في استجابتها للجائحة ونرى هيبتها تتراجع كثيرا. خصوصا أنها تعاملت بشكل أخرق مع الجائحة.
• تعامل واشنطن مع الجائحة قد يفضي إلى ولادة جديدة للديمقراطية الليبرالية، التي يصفها فوكوياما في مقاله بأنها نظام أربك المتشككين مرات عديدة لما أظهره من مرونة وقدرة على التجديد.
• الجائحة تقود إلى استمرار تآكل النظام العالمي الليبرالي وعودة الفاشية في أرجاء المعمورة.
• من التبعات الاقتصادية لأي أزمة يطول أمدها أنها ستفضي إلى مزيد من الإخفاقات التجارية ودمار صناعات مثل مراكز التسوق وسلاسل البيع بالتجزئة وشركات السفر.
• شركات التكنولوجيا العملاقة ستجني مكاسب أكثر من غيرها إذ بات التواصل الرقمي ذا أهمية أكبر من أي وقت مضى. أما الشركات الكبرى ذات الإمكانيات المالية الكبيرة فستكون هي وحدها القادرة على الصمود في وجه العاصفة.
• حكومتا المجر والفلبين استغلتا أزمة كورونا لتمنح نفسيهما صلاحيات طوارئ مما يبعدها أكثر عن الديمقراطية. وهناك دول أخرى، مثل الصين والسلفادور وأوغندا، تبنت إجراءات مماثلة.
• سيزداد الغضب الشعبي وسيسعى اليائسون من الناس إلى الهجرة من بلدانهم وسيستغل "الزعماء الديماغوجيون" الأوضاع للاستيلاء على السلطة، وسينتهز السياسيون الفاسدون الفرصة للسطو على ما يستطيعون سرقته، وستتخذ العديد من الحكومات إجراءات صارمة أو ستنهار.