إن المتتبع لمسيرة لغن منذو نشأته وحتى اليوم وماصاحب تلك المسيرة من لمسات نقدية وملاحظات سطحية يدرك أن تلك اللمسات وتلك الملاحظات لاتخرج في الغالب عن إطار عيوب لغن المتعارف عليها والتي هي من قبيل :هذا النص امليط ، أو هذي التافلويت امعكلية، أو هذي التافلويت فيه ژي، أو هذي الكلمة ماه زينة دير افبله كذا، أو نصلت هذي الطلعة اعل الگاف ماه زينة ، اُهذي التافلويت ظالعة...الخ
مع مصاحبة تلك العيوب بمايعرف بالمحسنات البديعية والمعنوية والتي هي من قبيل :هذا اتروسي زين ، اُهذا الجناس اُذي المقابلة مافاتُ اعلي ، اُهذا الافلاق ماكلفك شي ، اُهذا مگيم الطلعة مايگوم بيه آزوازيل، اُهذا التضمين والاقتباس احفول، اُهذي التورية والتلميح مولاهم عاتن...الخ
منهنا تَوَجب علينا طرح هذي الاشكاليةالتي تمت صياغتها في مايلي :" متى يتجاوز نقد لغن العيوب الوزنية والمحسنات البديعية والمعنوية إلى المناهج النقدية الحديثة ؟"
لقد قرأت عن سوق عكاظ وماكان يجري فيه من نقد انطباعي وعن المعلقات وسبب استحسانها وقرأت الاصمعيات للاصمعي وطبقات فحول الشعراء لابن سلامة الجمحي وقرأت رباعية ابن قتيبة حول اللفظ والمعنى وعن موسوعية الجاحظ وعن ابن طباطبا وقدامة بن جعفر وتأثرهما بالفلسفة اليونانية وعن عبد القاهر الجرجان الذي كان اذكى هؤلاء واقدرهم على ابتداع منهج نقدي شبه علمي لكن لم ألاحظ -رغم أن النقد في هذه المرحلة كان نقدا انطباعيا تأثريا يقوم على المفاضلة والاستحسان أو الاستهجان وعلى الاحكام المبالغ فيها- أن استحسانهم للنص أو تفضيلهم له لم يعطوا للعيوب الوزنية ذلك الاهتمام الذي نلاحظه وبشكل كبير ومخيف عند نقاد لغن على عكس المحسنات البديعية والمعنوية التى كانت ربما هي الرافعة التى وصلت بالنقد الى بر الأمام وخاصة في تلك الفترة وماتلاها من تلك الفترات ...الخ
لن اذهب بكم بعيدا إلى المناهج النقدية الحديثة:
((المناهج السياقية؛المنهج التاريخي ، المنهج الاجتماعي ، والمنهج النفسي...
والمناهج النصية النسقية؛ البنيوية ، التفكيكية،جمالية التلقي...الخ))
بل أحاول من خلال هذي التوطئة أن اكتشف معكم بعض تلك الارهاصات النقدية في لغن التي ربما تكون توازي النقد التأثري الانطباعي عند ابن سلامة الجمحي وعبد القاهر الجرجاني وزملائهم:
١-گصر الكرة :الذي نلاحظه وبشكل عفوي عند الناقد المقتدر المختار ول دادا :
معن ماجابو ياحرك بوه=كاف امن اربع تيفلواتن
من لبتيت الله لجابوه=ذوك اطلع تنبسرلاتن
٢-كسر الروتين أو الخروج على المألوف أو الحاجة الابداعية : وهي مانلاحظها جلية عند سيدي ول هدار في قوله :اگبيل احتجت اعل گاع...الخ فلولا حس هذا الناقد المرهف لكان وقف عاجزا أمام تلك القيود المتمثلة في العيوب الوزنية
وعند ول انجرتو في ظاهرة اللحن التي مكنته من توصيل رسالته وربما تكون هذه أول صيحة في وجه تلك القيود
٣- البلاغة أوجودة الشكل والمضون: لقد استخدموا البلاغة من محسنات لفظية وبديعية وبيانية كأداة لاستحسان هذا النص واستهجان النص الخال منها فاستخدموا اتروسي والتلميح والتورية والاقتباس والتضمين واللف والنشر والجناس الى غير ذلك من تلك المحسنات :
انجكان وظهر الظلعَ = والدخلءُ لخنَيْك افدفعَ
دار احوَيريّه لربعَ = وأتان ءُ لمغَيِّس والرَّك
لحوريّه دار السبعَ = ذليام امجيهَ من شرك
والدّخلَه والشك التسعَ = دار الهَ والعاشر دكدك
ظلت فيه اتصوع الرتعَ= وآن مانِ فم أصل الحك
غير اعليَّ بعد ابليَمان = الّ لحكت كد التلحك
دار احويريه فانجكان = دار احوريه دار الشَّك
دار احويريه لا جحدان = منزلهَ لمغَيِّس والرَّك
والظّلع والدّخله وأتان= والدخل ءُلخنيك ودكدك
٤-المسكوت عنه: وهو مايظهر جليا عند امحمد ول هدار غير التعبير اغلبني ماگ كلت خليت فخلاگ يداگ...الخ
٥-خلاف التوقع: ويظهر في طلعة :
يامس تدليت اكتاب =اعزيزة ذيك اعذاب
اتركب خرب افباب =خيمتهم تركاب
هو حالت تركاب =لخراب اعل باب
فالمتلقي كان يتوقع أن يستطرد في وصف ذلك الكتاب لكن جاء التعبير مخالفا للتوقع
٦-العذر بالجهل: ومنه طلعة اربان ول اعمر ول محم خظت اعل دار اليوم= اهل أي يالقيوم
اشفت أگوم التيدوم= لمسهوي كان الدار
محروگ اوعاد احموم= سبحانك يالقهار
معود حراگ أكوم = ماه فاهم لخبار
فحراگ أگوم معذور بالجهل
٧-صدق العاطفة: ويظهر ذلك جليا في نص البوصادية:
عنك لحّك لأحمد عــــنِّ =عزُّ ذاك البيه اشطنِّ
نوبتنَ عـــــــند انصـــفنِّ =ليلتنَ عند اخوَيمتْ منتْ
اهل اسلَيمان ، اعوَيْشنِّ=عن ذاك اعليه ألّا مزلت
و أحمد لَعاد الٍّ ناســــيه =ولل زاد ابحد ؤبدّلت
لوح اسلام اعوَيْشنِّ فيه =و آن واسينِ ما سلّمتْ
٨-دقة التصوير : أو الصورة المتحركة
هذا بل ارماد النيران =دار امعان ول اعميرة
اهذا هو لحشيش الكان =منشورة فوگ لحصيرة
ومنه: طاحت عيش =منت المخطار
فوگ احشيش= من فوگ احمار
ومنه:
ما نبق يالواحد في الذات =تكتلن يمول الصفات
ما شفت اخويمات اكللات=اخريف اعل راص اوريم
واغنيم ساحل لخويمات=عند امليزم فيه اجقيم
واكليب تنبح واجديات= واذويب ايحاوت لغنيم.
٩-عدم تفراگ اجماعة : وهي مرحلة متقدم من النضج والجودة الادبية التي لايتوصل لها إلا القليل ويمثل لها دائما بطلعة :
حد اكصرل ذا الدهر اقطار = الدمع اعل دار انبطار
حق ان ذاك اعل مثل عار =يقدر يكصر حد اتواسيه
غير اقطار الدمع اعل دار = انبطار ابلا غرظ فيه
فالحق ان متفقد ش = فم اعيت انراه ابديه
وايتم الدمع الا يمش = ماه كاع ءان لمشيه
١٠-استفتي :ويظهر ذلك في استخدام الموروث الشعبي والديني ويستحضرني من ذلك نص للولي ول الشيخ يب:
اغن من لمغنيين= وسهالي مولاي
في التدنيت افاردين= افلگصب والژوژاي
وطلعة:
لغن ش من زين =زين اوش من شين
شين أوش من بين=هاذ كثرت لكلام
وافمذهب لمغنين=يعتراوه لحكام
فيه المن مطلوب=بلوجوب الش هام
والجايز والمندوب=والمكروه أولحرام
لكن ألا يمكن لهذي الارهاصات أن تكون قواعد وأصول من خلالها يمكن للمناهج النقدية أن تدخل على خط لغن فتظهر المناهج السياقية والنصية والنسقية؟ ويستفيد الناقد للغن منها ؟كما سيستفيد منها لغن وتذهب بيه الى فضاء العالمية؟ !!.
الداه/شيخاتي/محمدرارة