أعلن المجلس الأعلى للديانة الإسلامية في فرنسا اليوم أن رؤساء البديات فى فرنسا ما زالوا مصرين على عدم السماح بتخصيص مربعات لدفن الموتى المسلمين، الذين ماتوا بسبب كورونا ولم تسمح السلطات الفرنسية لذيوهم بنقلهم إلى البلدان الإسلامية نظرا للإجراءات الاحترازية المطبقة فى فرنسا منذ 17 مارس المنصرم.
وأوضح المجلس أنه طلب من الرئيس إيمانويل ماكرون التدخل والضغط على رؤساء البلديات لكي يخصصوا مساحات جديدة في المقابر الفرنسية ليتسنى دفن الموتى المسلمين. لكن لغاية الآن لم تستجب السلطات المحلية لهذا الطلب .
ودعا المجلس في بيان أصدره الإثنين إلى "عدم الإضافة إلى مأساة العائلات المسلمة معاناة أخرى والمتمثلة في عدم تكريم موتاها" والصلاة على أرواحها.
وحسب عز الدين غاسي عميد مسجد بلدية "فيلوربان" الواقعة بضاحية مدينة ليون (وسط فرنسا)، فإن ثمة مقبرة إسلامية واحدة في فرنسا تقع في بلدية "بوبيني" بضاحية باريس الشرقية، تم بناؤها في العام 1937 أي سنتين فقط بعد تشييد مستشفى "ابن سيناء" في نفس البلدية. كما توجد مقبرة إسلامية ثانية في الأراضي الفرنسية، وتقع في جزيرة "لا ريونيون" في المحيط الهندي.
وإلى جانب هاتين المقبرتين، هناك نحو 70 مربعا إسلاميا موزعا على كامل التراب الفرنسي. وهي عبارة عن قطع أرض مخصصة لدفن موتى المسلمين. لكن مع ارتفاع عدد أفراد الجالية الإسلامية في فرنسا، باتت هذه "المربعات" غير كافية لاستقبال جميع الموتى المسلمين.
ولتخفيف الضغط على العائلات المسلمة، والتي لا تجد مساحات لدفن موتاها في المربعات المخصصة لهذا الغرض، قام مجلس مساجد إقليم "الرون" [ليون والمدن المحيطة بها] الذي يضم نحو 40 مسجدا، بإصدار فتوى تسمح للمسلمين بدفن موتاهم في المربعات غير الإسلامية بما في ذلك تلك المخصصة لليهود والكاثوليك.
وتسمح هذه الفتوى، كما أكده عميد مسجد "فيلوربان" لفرانس24، "للمرة الأولى بدفن المسلمين في المساحات المخصصة للجالية اليهودية والكاثوليكية". وأضاف غاسي: "لا يوجد في الإقليم سوى عشرة مربعات مخصصة لدفن المسلمين، وكلها مكتظة في الوقت الحالي بسبب الوفيات التي خلفها وباء كورونا من جهة واستحالة نقل الموتى إلى أوطانهم الأصلية من جهة أخرى. وباتالي فالحل الوحيد هو السماح بدفن المسلمين في أماكن أخرى غير المربعات الإسلامية وهذا أمر غير مخالف للدين الإسلامي".
ويكشف امتناع عمد بلديات فرنسا عن تخصيص مربعات لدفن المسلمين الفرنسيين فى هذا الظرف عن مدى عنصرية ووقاحة الفرنسيين المتأصلة ضد المسلمين، وعن مدى زيف ادعاءاتهم بأنهم بلد الحريات. فأي حرية وأي سماحة تسمح لعمدة منتخب برفض تخصيص مربع لجثة مواطن مثله يتمتع بكامل حقوقه؟؟!!! لقد كشف وباء كورونا عن الوجه القبيح للفرنسيين.