في الذكرى الثالثة السبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي أصدرت القيادة القومية للحزب البيان الآتي.
تحل الذكرى الثالثة والسبعون لتأسيس حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، والأمة العربية تمر بمرحلة مصيرية من تاريخها المعاصر.
مرحلة تتصاعد فيها الأخطار المهددة للأمة ولوجودها من الداخل والمداخل، وتأخداً بُعداً خطيراً، من خلال تكشف مخططات قوى إقليمية ترى في الجغرافيا العربية، مدى حيوياً لمشاريعها العدوانية التوسعية، وهي تترافق مع استنفار عصبياتٍ أثنية ودينية وطائفية وقبلية وجهوية لتفتيت بنى المجتمع العربي، والنزول بالواقع العربي دون ما هو قائم، لتوفير الأرضية لتشكيل نظام إقليمي تحت مسمى الشرق الأوسط الجديد، يتماهى مع النظام الدولي الجديد، ويكون بديلاً للنظام الذي تشكل قبل سبعة عقود، وكان المكون القومي العربي هو قاعدته الارتكازية وإطاره الحاضن.
ان هذا النظام الاقليمي الذي يخطط لتشكيله، يراد له ان يضم كيانات غير عربي، بعضها يستوطن قلب الوطن العربي في فلسطين كحال الكيان الصهيوني، وبعض آخر يندفع من المداخل عبر أشكال مختلفة من التدخل والعدوان، وهو بلغ ذروته في التغول الإيراني بكل تعبيراته العدوانية والتدميرية والتهجيرية للسكان، وحيثما وصلت امداءات تأثيراته، وهو الذي يلاقي بالنتائج الدور التركي بتدخلاته العسكرية في العديد من الأقطار العربية، وكلا الدوران باتا يشكلان ردائف موضوعية للمشروع الصهيوني ،وهما يؤديان دورهما في اضعاف عناصر المناعة الوطنية والمجتمعية العربية، وخلق المناخات الملائمة لدى نظم عربية ترويجاً للتطبيع مع العدو الصهيوني، وتمهيد الأرضية لتمرير الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية، التي تقدم تحت عنوان صفقة القرن. ان هذا الذي تتعرض له الأمة العربية في هذا الوقت ،ما كان ليصل إلى هذا المستوى من الخطورة، لو لم تخفت وتتراجع الصيغ العملية للعمل الوحدوي العربي، ولو لم ينخفض منسوب مستوى الحرية في الخطاب السياسي العربي وتتعطل آليات العمل الديمقراطي، وتتحول وظيفة الدولة الوطنية في حشد الجهود لمواجهة مهددي الأمن القومي العربي وإدارة الصراع معهم، إلى وظيفة أمنية تمارس القمع ضد الحركة الشعبية التي تناضل لأجل دولة الرعاية الاجتماعية وتطبيق حكم القانون على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات .
ان هذا الذي وصلت اليه الأمة في واقعها الراهن، ما كان ليصل أيضاً، إلى هذا المستوى من الضعف في الجسم العربي، والتشظي في البنى المجتمعية العربية، لو لم تتعرض المواقع والقوى الوطنية العربية التي تحمل مشروعاً للتحرير والبناء الوطني في مواقع السلطة وخارجها، لهجوم شامل لإسقاطها، بغية أحداث فراغ سياسي وفكري وتعبوي في البنيان القومي، لتسهيل إعادة املائه بمضامين مشاريع سياسية تنطوي على محتوى خطاب سياسي نقيض لمضمون المشروع القومي العربي الوحدوي والتحرري، بكل أبعاده السياسية ومضامينه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
إن مشهدية الصراع الدائر في الأمة، ترسم حالياً تمحوراً بين القوى التي تناضل لأجل وحدة الأمة وتقدمها وتحررها ،وبين القوى الرجعية التي ارتبطت بشبكة علاقات تبعية ،سياسية واقتصادية مع مراكز التقرير في النظام الاستعماري ولعبت دوراً تنفيذياً في تعطيل الصيغ العملية لأي عمل عربي وحدوي على مستوى الإطارات السياسية الرسمية والشعبية، ومستوى البنى التحتية على صعيد المواصلات وفتح الحدود والمشاريع الاقتصادية ذات البعد الاستراتيجي، وتسهيل شروط الإقامة كضرورة لابد منها لإقامة السوق العربية المشتركة. أما الصراع على الأمة ،فيتمحور بين القوى التحررية العربية التي تحمل مشروع التحرير والتوحيد والتقدم، وبين قوى الاستعمار الجديد التي تقودها الامبريالية الأميركية و تلعب دور القيادة الإستراتجية لها، والتي أصبحت أكثر تبلوراً بعد انهيار النظام الدولي الذي أفرزته نتائج الحرب العالمية الثانية،وبعدما دخل العالم نظام القطبية الواحدة، الذي كانت أولى ضحاياه الأمة العربية، من خلال العدوان على العراق واحتلاله وإسقاط نظامه ودولته الوطنية، وتشديد الحصار على شعب فلسطين سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لفرض القبول عليه بالشروط الإسرائيلية التي تسوقها أميركا بإسم صفقة القرن.
إن استحضار التاريخ الذي أعلن فيه عن تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، إنما يستحضر بكل دلالاته النضالية، لأنه يوم مشهود في التاريخ العربي حيث كان أزيز الرصاص في فلسطين يسمع في أكثر من ناحية عربية، وميزان القوى الذي كان سائداً آنذاك ولم يكن في مصلحة شعب فلسطين ومن لبى نداء الواجب القومي من المجاهدين العرب ،لم يمكّن من تحقيق انتصار عربي في فلسطين، لان العرب لم يدخلوا الحرب موحدين، ولأن من تولى إدارة الحرب في الكواليس السياسية الرسمية كان يفتقر إلى المصداقية القومية، فيما العدو الصهيوني المدعوم من الامبريالية العالمية قديماً وحديثاً، اذ استطاع مشروعه أن يحقق تقدماً، ويوسع من دائرة احتلاله وقضم مزيدٍ من الأرض العربية، فلأنه والقوى الداعمة والراعية كانوا يخططون استناداً إلى رؤية إستراتيجية تضع خططها ومشاريعها انطلاقاً من وعيهم بأن العرب امة واحدة، فيما البعض من العرب من نظم وقوى سياسية قفزوا فوق هذه الحقيقة ،وانخرطوا في مشاريع تكريس نهائية التقسيم الكياني وحماية للامتيازات التي يعتبرونها نتاج هذا الواقع، وديموتها إنما ترتبط بديمومة التجزئة والتقسيم.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، انطلاقاً من فهمها وإدراكها لطبيعة الصراع الذي تخوضه الأمة العربية، ضد أعدائها القوميين من الخارج، ومعيقي توحدها وتقدمها وتحررها من الداخل، ترى ان الصراع الذي تخوضه الأمة، كان وسيبقى صراع قومي بمضامين اقتصادية واجتماعية، وهذا ما يتطلب إعادة الاعتبار لمركزية الدعوة للوحدة في صلب الخطاب السياسي العربي، كما إعادة الاعتبار للحرية في آليات العمل السياسي وخاصة على مستوى النضال الجماهيري. وإذا كان العمل الوحدوي قد تعثر لأسباب ذاتية وموضوعية تتعلق بتراكمات سلبية تشكلت على مدى عقود، وأدت إلى إسقاط انجازات وحدوية، كما في تجربة وحدة مصر وسوريا والتي كان للحزب دور بارز في تحقيقها، فإن هذا التعثر يجب ان لا يؤدي إلى الاستسلام للأمر الواقع، بل يجب ان يكون حافزاً لتجاوز السلبيات التي رافقت تجارب العمل الوحدوي، وكل المعوقات التي اعترض سبيله.
وإذا كانت الدعوة للوحدة تبدو اليوم اكثر الحاحاً من أي وقت مضى، فلأن القوى المعادية التي تستهدف الأمة بوجودها ودورها ،لم تعد تكتفي بتكريس نهائية التقسيم الذي رسمت خطوطه اتفاقية سايكس بيكو، بل هي تخطط وتعمل لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت، لتحويل الوطن العربي إلى أشلاء كيانية وسياسية متناثرة ، تضعف قدرته على الوقوف على أرضية وطنية صلبة، وتحول دون تجميع قواه بالاستناد إلى مرتكزات القوة فيه. ولهذا يجري التركيز المعادي على إسقاط الدولة الوطنية، خاصة التي تملك مقومات الدولة العميقة استناداً إلى عراقة وقوة مؤسساتها وخاصة الارتكازية منها وبالدرجة الأولى مؤسسة الجيش. والتعامل مع دولة العراق بعد احتلاله نموذجاً.
إن القيادة القومية للحزب، وفي الذكرى الثالثة والسبعين للتأسيس ،وفي ضوء ما تتعرض له الأمة من مخاطر على وجودها وهويتها القومية، ومباشرة تنفيذ مخطط جهنمي “لترانسفير “ترعاه قوى إقليمية ودولية لتفريغ دول الطوق حول فلسطين من سكانها العرب ،وتغيير التركيب الديموغرافي لهذه البلدان ،عبر توطين مستوطنين غير عرب ، استقدموا من دول غير عربية، وجندوا كمليشيات لتنفيذ أجندة أهداف المشروع الفارسي العدواني والتوسعي، وفي استحضار لمشهدية ”الترانسفير“ً الذي تعرضت له جماهير فلسطين لعقود خلت وما زال يتواصل فصولاً ،ترى ان الخطورة على الأمة العربية ستبلغ مستوىً غير مسبوق إذا ما قيض لهذا المخطط استكمال كامل خطواته الإجرائية، والذي يترافق مع خطوات جعل الأمة العربية في ظل خواء جامعة الدول العربية ، تربط بقاطرة الثلاثي الصهيوني -الإيراني -التركي، تحت مظلة التفاهم الأميركي الروسي على تقاسم مناطق النفوذ والسيطرة على مصادر الطاقة ،ومقايضة توفير الحماية الأمنية للأنظمة المرتهنة لمراكز التقرير الدولي والقاري بالابتزاز المالي، وفتح الأجواء العربية أمام استباحة القوى الأجنبية لها ونشر القواعد العسكرية على الأرض والشواطئ العربية.
إن القيادة القومية للحزب وفي هذه المناسبة، مناسبة ميلاد حزب الثورة العربية، ترى ان خطورة المرحلة باتت تتطلب مصارحة ومكاشفة، كي تكون على الجماهير العربية على بينة مما ينتظرها، فيما لو لم تجرِ مراجعة شاملة لكل معطيات المرحلة السابقة بكل ايجابياتها وسلبياتها، وعبر تقويم موضوعي، لأجل تجاوز السلبيات، وتطوير الايجابيات للتأسيس عليها والدخول في معطى المرحلة الحالية المفتوحة على المستقبل. وعليه فإن القيادة القومية إذ تشدد على استعادة الدعوة للوحدة القومية وموقعها المركزي في صلب الخطاب السياسي العربي، تدعو إلى الدخول معطى المرحلة الحالية بروحية الانفتاح الوطني، على قاعدة الموقف الذي يحمي الدولة الوطنية ومؤسساتها الارتكازية الأساسية، وإعادة هيكلة المجتمع العربي على قواعد التعددية وتداول السلطة والديموقراطية كناظم للحياة السياسية، كي يعاد بناء الاجتماع السياسي العربي، بناء ديموقراطياً يمكّن الجماهير من ممارسة حقها في تكوين السلطة ودورها الرقابي على الأداء السلطوي. وهذا الدور الذي بدأت الجماهير العربية تستعيده بعد طول استلاب لإرادتها، هي العلامة المضيئة في الفضاء العربي الذي خيمت عليه ظلامة قوى العدوان من الخارج، وقوى التخريب والتكفير الديني من الداخل وعلى مختلف مسمياتها ومصادر إرضاعها وتمويلها،وهي التي يتم الاستثمار بها لتفتيت البنى المجتمعية العربية وتشويه صورة الحراك الشعبي العربي بإسقاط توصيف الإرهاب على بعض مشهدياته.
وعليه، فإن القيادة القومية للحزب، وفي ذكرى تأسيسه، إذ توجه التحية للانتفاضات الشعبية، التي اختلجت بها العديد من ساحات الأقطار العربية، ترى في هذه الانتفاضات تعبيراً عن نبض الحياة المتجدد في الأمة، خاصة وان الشريحة العمرية الأبرز في الحراك كانت من جيل الشباب، وهذا ما يبشر خيراً، ويبنى عليه للدخول إلى عصر التحديث العلمي وثورة المعلوماتية بالعقول القادرة على استيعاب المتغيرات في نظام العولمة، لتوظيف معطياتها الايجابية في وضع إستراتيجية عربية للتنمية المستدامة، تحاكي مصالح الأمة وجماهيرها التي حرمت وتحرم من مقدرات وثروة بلادها التي تتعرض للنهب الاستعماري، وما بقي من فتاته تسرقه منظومات الفساد الحاكمة. ان حق الأمة بتحديد خياراتها الوطنية المستقلة، وحقها في مقاومة الاحتلال أياً كانت هويته، والتصدي للعدوان من أية جهة أتى، والانتفاع بخيرات بلادها، هي حقوق طبيعية غير قابلة للتصرف، وحماية هذه الحقوق وانتزاع ما هو معتدى عليه ومستلب ومنهوب، لا يكون بالاتكاء على النص القانوني الذي يوفر الحماية النظرية لها، بل لابد من توفير الأداة القادرة على حمايته، وهذه الأداة هي الجماهير وصاحبة المصلحة بانجاز التحرير وتحقيق التغيير. لقد أكد الحزب دائماً، وهو يعيد التأكيد، بان الجماهير هي مكمن القوة في الأمة، وان الكفاح الجماهيري على مختلف أشكاله بتعبيراته المسلحة والديمقراطية، والذي تحكمه قواعد وضوح الرؤية البرنامجية والهيكلة السياسية للبنى المجتمعية، هو عنصر الترجيح في موازين القوى، خاصة مع تلك التي تختل الموازين بعناصرها المادية لمصلحتها. والحزب كان وسيكون حيث تكون الجماهير. هكذا ما أكد عليه القائد المؤسس، وهذا ما تثبته سياقات المواجهة والمنازلة في كل مرة يمارس فيها الكفاح الشعبي بحسب معطى ساحاته. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن الثورة الفلسطينية، وهي ثورة شعبية بامتياز، مازالت تنبض بالحياة رغم ما يحيط بوضعها من تعقيدات، ومقاومة شعب العراق ضد الاحتلال الأميركي انتصرت، لأنها كانت مقاومة شعبية، وثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسي وجنوب اليمن ضد الاستعمار البريطاني، كلها كانت ثورات شعبية، وهذه الثورات انتصرت وأثبتت وجودها على مسرح الأحداث بفعل الإرادة الذاتية أولاً. وهذا الذي ينطبق على واقع الثورات والمقاومة المسلحة، ينطبق أيضاً على واقع الانتفاضات الشعبية ذات الطابع الثوري. وإذا كان بعض هذه الانتفاضات قد تعرض للاختراق من قوى وأجهزة معادية، لحرف الحراك عن الوصول إلى مآلاته، في إسقاط نظم مارست وتمارس كل أشكال القمع والاستبداد، إلا ان هذا لا يلغي العامل الذاتي لدى الشعب الذي انتفض لإنهاء استلابه الوطني والاجتماعي، ومعه تسقط نظرية المؤامرة عن الحراك. ان هذا تجلى في معطى انتفاضات شعبية استطاع بعضها ان يسقط نظماً كحال تونس والسودان، وتستمر انتفاضات أخرى في حراكها لإسقاط منظومات الفساد والارتهان للخارج الإقليمي والدولي كحال الجزائر ولبنان والعراق، والأخيرة هي الأهم لأنها تواجه تحالفاً مركباً من قوى احتلال إيراني وقوى ميليشياوية ترتبط بالمحتل وتعمل وفق املاءته. لقد قال القائد المؤسس، ان فلسطين لن تحررها الحكومات، وإنما الكفاح الشعبي المسلح، واليوم وفي ذكرى تأسيس حزب الثورة العربية، حزب الجماهير الذي لعب دوراً محورياً في قيادة النضال السلبي والايجابي، فإن قيادة الحزب تعيد التأكيد بأن ما من ارض تحررت من محتل إلا بالمقاومة، وما من منظومة حاكمة فاسدة أسقطت لمصلحة سلطة وطنية ثورية إلا بإرادة شعبية، وهذه قاعدة عامة تستند إليها الشعوب في سياق نضالها لتوفير كل مقومات الحياة الحرة الكريمة ،وحماية حقوق الإنسان على مستوى الفرد والجماعة، كما على المستوى الوطني والقومي .
في هذه الذكرى المجيدة ، ذكرى مرور ثلاثة وسبعون عاماً على تأسيس الحزب، الذي ولد من رحم أمته، وشخص واقعها السياسي والاجتماعي، وحدد سبل خلاصها بتحقيق الأهداف التي لخصها في ثلاثية الوحدة والحرية والاشتراكية، تتوجه القيادة القومية للحزب، إلى جماهير الأمة وكل مناضلي الحزب على مستوى الوطن العربي الكبير، بنداء نابع من عمق الإدراك العميق للمعاناة القومية والاجتماعية، بأن الطريق الوحيد لخلاص الأمة، هو بوحدتها، كما بديموقراطية الحياة السياسية فيها، واستلهام كل المعطيات الايجابية في تاريخ العرب بقديمه وحديثه وهو الزاخر بالمومضات المضيئة، للتأسيس عليه، وتشييد البناء القومي الذي يظلل الأمة، ويوفر لها كل مقومات الحياة الكريمة. فالعرب وكما حملوا في تاريخهم رسالة حضارية للإنسانية، سيبقون مؤهلين لحمل الرسالة الخالدة وهي التي تظلل بشعارها المؤتمر التأسيسي، شعار، امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة.
تحية للقائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق وكل الرفاق الذي ساهموا في إطلاق هذه الحركة التاريخية عشية السابع من نيسان عام١٩٤٧، والتي تستمر في حمل مشعل الحرية والانخراط بالنضال الجماهيري لإنهاء كل أشكال الاستلاب القومي والاجتماعي.
تحية لشهداء الحزب الذين خضبوا ارض العروبة بدمائهم الطاهرة في مواجهة أعداء الخارج وأنظمة قمع الداخل، وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الأمين العام للحزب الرفيق القائد صدام حسين وكل الرفاق القياديين الذين سقطوا وهم يقامون الاحتلال.
تحية لشهداء الأمة العربية، في فلسطين، في العراق، في الاحواز، وفي كل ارض عربية استشهدوا وهم يقاومون الاحتلال بكل مسمياته وعناوينه وملحقاته وأدواته.
تحية للرفيق القائد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب، القائد الأعلى للجهاد والتحرير ، وهو يقود المسيرة النضالية في مواجهة أعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع.
تحية للرفيق المناضل علي الريح السنهوري، الأمين العام المساعد للحزب، والذي أدى ويؤدي دوراً أساسياً في قيادة الحزب وطنياً وقومياً، وفي تهيئة المناخات الشعبي والسياسية لانطلاق الثورة ونجاحها وصياغة مخرجات الحل السياسي للمرحلة الانتقالية.
تحية للمقاومة الوطنية العراقية بكل طيفها السياسي والاجتماعي، التي هزمت الاحتلال الأميركي، وللانتفاضة الشعبية ذات الطابع الثوري التي تواجه المحتل الإيراني والقوى المليشياوية التي افرزها الاحتلال وكل من ساهم في تدمير منظومة القيم الوطنية والأخلاقية والاجتماعية.
تحية لثورة فلسطين، ولتتوحد قواها على قاعدة البرنامج المقاوم لإسقاط صفقة القرن وكل مشاريع الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية.
تحية لمقاومة الاحواز التي تسطر ملاحم بطولية وتقدم قوافل الشهداء ضد الاحتلال الفارسي.
تحية لثورة السودان التي استطاعت إسقاط نظام الديكتاتورية والتمكين، وأدخلت السودان مرحلة الانتقال السياسي لإقامة دولة التعددية السياسية والرعاية الاجتماعية وتحقيق السلم الأهلي.
تحية للانتفاضة الشعبية في لبنان التي كشفت منظومة الفساد وعرتها، وفتحت الافاق أمام الشعب لممارسة رقابته ومساءلته على الأداء السلطوي وصولاً لإعادة تكوين السلطة على أساس المواطنة.
تحية للانتفاضة الشعبية في الجزائر التي استطاعت ان تفتح الطريق أمام إعادة هيكلة الحياة السياسية على قواعد الديمقراطية والتعددية وتحاصر محاولات التغريب والفرنسة.
تحية لمنظمات الحزب والرفاق المناضلين الذين تصدروا الصفوف في كل ساحات الوطن العربي، ولدورهم في الحراك الشعبي المعبر عنه بالانتفاضات الشعبية ضد نظم الفساد والقمع، وضد الذين يهددون الأمن الوطني والسلم الأهلي بالعدوان من الخارج أو التخريب والانقضاض على مخرجات الحلول الوطنية من الداخل.
الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون ومعتقلات العدو الصهيوني والسلطة العميلة في العراق وكل سجناء الرأي في سجون أنظمة القمع الاستبدادية والرجعية. لترتفع راية العروبة على كل ناصيات الوطن العربي في مشرقه ومغربه، ولتستعيد الأرض العربية طهارتها من رجس قوات الاحتلال والقواعد الأجنبية، ولتتشبث الجماهير العربية بالأرض وتقاوم بكل الإمكانات المتاحة مشاريع التهجير والترحيل والتوطين، وعهد الحزب لامته وجماهيره ومناضليه ان يستمر طليعياً في النضال القومي والوطني والاجتماعي لتحقيق أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية. عاش البعث العظيم، عاشت الأمة العربية.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في٧/٤/٢٠٢٠