أ.د. عبد الله السيد (*)
لطف الله تعالى، ثم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها السلطات في الوقت المناسب جنبا بلدنا، حتى الآن، هذا الوباء القاتل.
لكن المخاطر قائمة دائما، والتحديات تزداد كلما ما نظرنا إلى واقع العالم عموما، ودول الجوار منه خصوصا؛ الأمر الذي يحتم على قيادتنا التفكير في إجراءات أكثر صرامة، وأطول نفسا؛ وفي هذا الإطار أقترح:
أولا: تجهيز الخطط والإجراءات؛ حتى نكون جاهزين لوجستيا ونفسيا للتعامل مع أسوء الظروف راجين من المولى عز وجل أن يجنبنا إياها.
ثانيا: تشديد الإجراءات الوقائية المتعلقة بالحجر المنزلي؛ حتى إذا اقتضى الأمر حظرا كاملا للتجول، وتعطيلا كليا للقطاعين العام والخاص.
ثالثا: وضع خطط سريعة وناجعة لتوفير الغذاء للأسر والأفراد الذين يعيشون على قوتهم اليومي.
إنها معركة تفرض تحديات كبيرة وإمكانيات هائلة يجب على الحكومة أن لا تفكر في مواجهتها لوحدها؛ بل ينبغي عليها فتح المجال أمام الجميع للمشاركة فيها... عليها استنهاض المنتخبين، وعمال القطاعين العام والخاص، ورجال الأعمال، والأحزاب السياسية للتبرع والتطوع... عليها استغلال الظرف لأنه، في أحسن الأحوال، لن تكون أحوال العالم واقتصادياته بعد كورونا هي ذاتها أحواله واقتصادياته قبل كورونا؛ بل سيخرج الجميع من الوباء منهكا، باحثا عن سيولة لاستعادة مكانته، متقوقعا على ذاته لتضميد جراحه؛ الأمر الذي يحتم على مثلنا من الدول أن تفكر في اعتمادها على ذاتها من الآن.
______
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط
___
مواد ذات صلة:
لماذا لا نعلن حملة تبرع منظمة لصالح وزارة الصحة؟ /أ.د. عبد الله السيد