إعلانات

بيت الشعر - نواكشوط يخلد يوم الاحتفاء العربي باللغة العربية

اثنين, 02/03/2020 - 01:07

نظم "بيت الشعر - نواكشوط" مساء أمس (الخميس) أمسية شعرية بمناسبة اليوم العربي للاحتفاء باللغة العربية، الذي يصادف فاتح مارس من كل عام.
وأكد الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط أن على رأس أوليات بيوت الشعر وأهدافها الاستراتيجية دعم العربية.
وقال إنه من دوافع السرور الإعلان هذا العام عن جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي، التي يعول عليها في خدمة الشعر العربي ولغته التي تزداد انتشارا في العالم بشكل يعبر عن مكانتها الحضارية كواحدة من أهم اللغات الرسمية في الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة.
وكشف ولد السيد عن استعدادهم في بيت الشعر لتقديم دروس تقوية في اللغة العربية للشعراء والأدباء المبتدئين وللطلاب المسجلين المزمعين الترشح لبعض الشهادات والمسابقات ذات الصلة بالآداب العربية.
وأعرب ولد السيد عن استعدادهم في إدارة البيت وبالتعاون مع المختصين في اللغة العربية للتجاوب مع كل ما شأنه مساعدة المهتمين بنشر العربية تعليما وإبداعا.
هذا، واستمع الحضور إلى الشاعرين: محمد سيدي محمود، ومحمد أحمد المختار، اللذين أنشدا قصائد شعرية، اشتركت في المدرسة العمودية ذاتها، والموضوعات ذاتها: اللغة العربية في يومها.
الشاعر محمد سيدي محمود من موالد 1968 مدينة "العيون"
 (شرقي البلاد)، وهو إعلامي يتولى منصب مدير التكوين بإذاعة موريتانيا، تحدث بداية عن اللغة العربية ومكانتها في التاريخ والأمم، وخاطب العربية بقصيدته "رسالة حب للغة العربية"، التي يقول في مطلعها:
أدمنت حبك في ضيقي وفى سعتي
ولم أزلْ مدمنا للآن يا لغتي
ﻻ تنكري هلوساتي إنني ثمل
وليس شعري سوى من فرط هلوستي
حملت من زهرات الروض أعطرها
شذى ولم أخلف الميعاد سيدتي
وسرت في العير عير الشعر منطلقا
فدس صواعه عمدا بأمتعتي
وراودْتني قوافٍ من بناتك عن
نفسي ونفسي وأيم الله ما أبتِ
إلى أن يقول:
هذا قميصي قدَّ اليوم من قبل
إني لأوثر قول الحق سيدتي.
ما اختارك الله من بين اللغات سدى
وعاء وحي وإيمان وموعظة
وحي تنزل من سبع بلا عمد
بل كان معجزة بل أي معجزة.
كما قرأ قصيدته "قل للذي أبوابه"، التي يقول في مطلعها:
قل للذي أبوابه
للوصل ليست مشرعه
ولمن أبى أن يحتسي
للحب كأسا مترعه
ولمن أمر ببابه
ويسرني أن أقرعه.
إلى أن يقول:
أنا لست أنسى أزمنا
كانت بحق ممتعه
لحظات وصل لم تدم
حتى تولت مسرعه
والحب عندى يشبه ال
إبحار دون الأشرعه
والحب يذبل إن طغت
يوما عليه المنفعه.
كما أنشد مديحيته التي يقول في مطلعها:
كفاك فخرا مدحت المصطفى وكفى
شعرا به قد مدحت المصطفى شرفا
ﻻ خير في الشعر تطويه وتنشره
إن لم تبيض به في مدحه الصحفا
كم شاعر كان مغمورا بقافية
في مدحه يومه عن أمسه اختلفا
محمد حرر الدنيا بأجمعها
كانت رسالته للكون منعطفا.
أما الشاعر محمد بن أحمد المختار من مواليد 1984 بولاية "لبراكنه" (وسط البلاد)، وهو دكتور في الآداب، وناقد ولغوي، فلم يتوان هو الآخر عن مدح الرسول والعربية والحبيبة.
يقول في مطلع قصيدته "قبضة من أثر الرسول":
طُيوفُكَ فيِ جَدْبِ الزَّمانِ غَمائِمُ
وَذِكْراكَ فيِ تِيهِ الخُطوبِ مَعالمُ
تُرَفْرِفُ رُوحِي فيِ سَماءِ انْتِشائِها
إذَا لَمَسَتْها مِنْ سَناكَ نَسائِمُ
فَكَمْ رفَّ لي في ظِلّ نَجْواكَ مِنْ دَمٍ
وَغَنَّتْ على أغْصانِ بَوحِي الحَمائِمُ
نَفَذْتُ من أقْطارِ الشُّعورِ، جَوانِحي
برُاقٌ، وقَلْبي في الْمَعارِجِ هائِمُ
أُحَدِّقُ فيِ أُفْقِ الحُروفِ لَعَلَّني
أَرَى قَمَرًا لمْ تَكْتَشِفْهُ المعاجِمُ
إلى أن يقول:
تَجَلَّيْتَ ليِ طَوْدًا أُحاوِلُ وَصْفَهُ
فَيَنْدَكُّ شِعْري دُونَ ما أنا رائِمُ
ومِنْ أْيْنَ؟ والرُّؤْيا يَهُزُّ جُذوعَها
ذُهُولي، فيا للهِ كَيْفَ أُقاوِمُ!؟
وقرأ أيضا قصيدته "سورة الضوء"، التي يقول مطلعها:
هُوَ العلمُ في بيْتِ الحياةِ عِمادُ
وَصَرْحٌ لَهُ سَقْفُ السماءِ مِهادُ
وما كُرِّم الإنسانُ إلا لِعـِـــلِمِهِ
ولا عـِـــــــلمَ إلا باللُّغاتِ يُفادُ
فَلَوْلَا اللُّغَى لم نَدْرِ حتى وُجودِنَا
ولمْ تُوقدِ الفِكْرَ العَظيمَ زِنادُ
وَلَوْلَا دَبِيبُ اللَّفْظِ في الكَوْنِ ما سَرَتْ
بِه رُوحُ مَعْنًى، فالحَياةُ جَمادُ
إلى أن يقول:
لِسانُ الفتى نِصْفٌ، وَنِصْفٌ لِسانُهُ
فَلَيْسَ لهُ دُونَ اللِّسانِ فُؤادُ
وَللضَّادِ تاريخٌ مِنَ المَجْدِ باسِقٌ
وَعَرْشٌ على نَهْرِ الخُلودِ مُشادُ

تَجَلَّى كِتابُ اللهِ شَمْسًا بأفْقِهَا
فَأضْواؤُهُ للعالَمينَ مَرادُ
سَتَبْقَى مَدَى كَرِّ الجَدِيدَيْنِ سُورَةً
مِنَ الضَّوْءِ تُتْلَى، وَاللُّغاتُ رَمَادُ.
كما أنشد قصيدته "ارتطام في ملتقى القلب"، التي يقول في مطلعها:
 لَمْ أَضْرِبِ البَحْرَ، كانَ البَحْرُ مُنْفَلِقَا!
وَلَمْ أُساهِمْ عَلى الفُلْكِ الذِّي انْطلَقَا
وَجَدْتُنِي فِي عُبابِ العِشْقِ مُبْتَعِدًا
فِي اللُّجِّ، لَسْتُ أَرَى مَنْجًى وَلَا أُفُقَا 
وَرَاوَدَتْنِي عُيُونٌ لِلَّتِي سَقَطَتْ
فِي بَحْرِ رُوحِي، وَلكِنْ كُنْتُ مَنْ غَرِقَا!
حِينَ اسْتَبَقْنا لِفَتْحِ البابِ قُدَّ دَمِي
قَبْلَ الخُرُوجِ، وَظَلَّ البابُ مُنْغَلِقَا
أَلقَيْتُ فِي الجُبِّ نَفْسِي عِنْدما ارْتَطَمَت
عَيْنِي بِعَيْنَيْكِ، فِي قَلْبِي الَّذِي انْزَلَقَا
إلى أن يقول:
نَامَ القَمِيصُ بِعُمْرِي، هَلْ سَتُوقِظُهُ
رِيحُ البَشِيرِ، وَيَهْمِي مَاؤُهُ غَدَقَا؟