محمد إسحاق الكنتي
الأحلاف والأخلاف...
"يا رب إني ناشد محمدا***حلف أبيه وأبينا الأتلدا".
لم تزل العرب ترعى العهود، وتحفظ الجوار وتعزز الأحلاف التي يتوارثها الخلف عن السلف يرعاها حق رعايتها. وبين بلادنا ودولة الإمارات العربية الشقيقة حلف تالد بين أبيهم وأبينا رحمهما الله... حلف حرص الخلف من قادتنا الذين تعاقبوا على السلطة على رفع بنيانه وترسيخ دعائمه. فكانت زيارة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للإمارات وفاء منه لما ورد في خطاب الترشح من إصلاح الخلل ووضع اللبنة فوق اللبنة استكمالا لصرح دولة لن تترك أحدا من أبنائها على قارعة الطريق...
إن التركيز على الجانب الاقتصادي في هذه الزيارة، يختزل، على أهميته أبعادها المختلفة. فمنذ زيارة الشيخ زائد رحمه الله لبلادنا، والعلاقات الأخوية الحميمة التي ربطته بالرئيس المختار ولد داداه رحمه الله، تكوّن تحالف راسخ بين بلدينا عززته شهامة البداوة، والانتماء إلى المذهب المالكي، وتقاسم الرؤية السياسية من القضايا القومية والدولية، ومحاربة الإرهاب والحركات المتطرفة الهدامة التي دمرت بلدانا، وشتت شعوبا باسم ربيع لم ينبت سوى "أزهار الشر" طلعها كأنه رؤوس الشياطين...
فما أرسته زيارة فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هو تحالف استراتيجي بين دولتين شقيقتين يخطط قادتهما معا لغد أفضل، ويتعاونون على حل إشكالات الحاضر مستثمرين ما راكم الأسلاف ليستنير به الأخلاف...