وكالات - أبوظبي
زار الأمير البريطاني تشارلز، الجمعة، قبر جدته التي حمت اليهود أثناء الهولوكوست واتسمت حياتها المضطربة بالمنفى والمرض النفسي والإخلاص الديني لخدمة المحتاجين.
الأميرة أليس مدفونة في كنيسة مريم المجدلية الروسية الأرثوذكسية، التي ترتفع قبابها الذهبية من جبل الزيتون، خارج المدينة القديمة للقدس.
وتجول تشارلز حول الكنيسة التي ترجع للقرن التاسع عشر برفقة الأرشمندريت رومان كراسوفسكي، أكبر قيادات الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المحلية، والذي قام بالصلاة، فيما قامت راهبات ارتدين الأسود بغناء ترانيم.
ولم يقدم أمير ويلز تصريحات علنية، لكنه أشاد بجدته عشية منتدى الهولوكوست العالمي، الذي يحضره عشرات من زعماء العالم ويتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر أوشفيتس.
وقال تشارلز: "لطالما حظيت بالإلهام من الأفعال الإيثارية لجدتي العزيزة، أميرة اليونان أليس، التي قامت في 1943 في أثينا تحت الاحتلال النازي، بإنقاذ عائلة يهودية من خلال إيوائهم في منزلها وإخفائهم".
واعتبرت الأميرة أليس واحدة من "الصالحين بين الأمم" وهو شرف يسبغه نصب ياد فاشيم على غير اليهود، الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود أثناء الهولوكوست، وأضاف تشارلز أن ذلك مصدر "فخر كبير" له وللعائلة الملكية.
ولدت الأميرة أليس من باتنبرغ في 1885، وكانت صماء منذ ولادتها وعانت من المرض العقلي، لكنها تمكنت من تخصيص معظم حياتها لمساعدة الفقراء والمرضى واللاجئين.
وتزوجت حفيدة الملكة فيكتوريا الأمير أندرو اليوناني في 1903، وأنجبت 5 أبناء، بينهم الأمير فيليب، الدوق المستقبلي لأدنبره وزوج الملكة إليزابيث الثانية، وخرجت العائلة للمنفى مرتين، وتم تشخيص الأميرة بانفصام الشخصية، وقضت فترة في مصحة بعد إصابتها بانهيار عصبي.
وأصبحت راهبة من الروم الأرثوذكس في 1928 أثناء إقامتها في فرنسا، وعادت إلى أثينا وحدها في 1940، وأقامت في منزل صهرها المكون من 3 طوابق، وخلال الحرب العالمية الثانية عملت في الصليب الأحمر السويدي والسويسري لمساعدة المحتاجين، ولاحقا أسست الأختية المسيحية ماريا ومارثا للراهبات.
أخبار ذات صلة
ملكة بريطانيا تحتفل بذكرى تنصيب تشارلز أميرا لويلز
وعندما دخل النازي أثينا في 1943 آوت 3 من أفراد عائلة كوهين، وكان رب العائلة البرلماني السابق حاييم كوهين مقربا من العائلة المالكة حتى وفاته في العام نفسه.
ولم تكن الأميرة أليس تعرف راشيل، زوجة كوهين، أو ابنته تيلده، إلا أنها أخفتهما في منزلها على اية حال، ولاحقا آوت نجل راشيل، مايكل، ايضا.
توفيت أليس في قصر بكنغهام في 1969، ودفنت لاحقا في الكنيسة في القدس، وكانت قد طلبت دفنها إلى جوار قريبتها إليزابيث، دوقة روسيا، التي كانت بدورها قد وهبت حياتها لأعمال الخير، وطوبت كقديسة روسية أرثوذكسية، حيث يوجد قبر إليزابيث في الكنيسة ذاتها، إلا أن أليس دفنت في كنيسة صغيرة ملحقة بها.
وزار الأمير فيليب قبر جدته أليس في يونيو 2018. وفي زيارة للأرض المقدسة في 1994 زرع الأمير فيليب شجرة في يا فاشيم تكريما لوالدته وزار قبرها.