عقد رئيس المنظمة الدولية للإبل رئيس الاتحاد الدولي لبولو الإبل فهد بن حثلين اجتماعاً مع ممثل المنظمة -ومقرها الرياض- في أستراليا ومالك أحد أكبر مزارع الإبل في بلاده باتريك ماجو.
وناقش الجانبان، بحسب وكالة الأنباء السعودية، وضع الإبل الحالي في أستراليا وكيفية الاستفادة من الأعداد الكبيرة والمتزايدة وتحسين بيئة معيشتها وتطبيق الإجراءات القانونية الدولية للتعامل والحفاظ عليها, إضافة إلى بحث كيفية تصديرها للدول والمواقع المختلفة في العالم التي تكون بحاجة للحوم وألبان الإبل واستثمار جلودها.
وشدد "بن حثلين" على أن المنظمة الدولية للإبل تتابع مع مندوبيها وممثليها وجهات الاختصاص أوضاع الإبل في جميع أنحاء العالم، من أجل العمل على تحسين سبل رعايتها ومعيشتها والتعامل معها وطرق نقلها، كاشفاً عن وجود خطتين قصيرة المدى تعني بالحد من بعض الممارسات السلبية الموجودة حالياً، وأخرى طويلة المدى ترمي إلى الاستفادة القصوى من الإبل.
وقال "ماجو" إنهم من خلال الجهات المعنية في استراليا سيعملون بجد للتعاون مع المنظمة الدولية، من أجل الحفاظ على الإبل وتحسين ظروف معيشتها وطرح الوسائل المناسبة للاستفادة منها.
الإبل في أستراليا
وتعد البراري الأسترالية موطناً لعدد كبير للغاية من الإبل البرية. وبحسب تقديرات موقع فيرال سكان (Feral Scan) المدعوم من الحكومة الأسترالية، والذي يُعنى برصد الأنواع الإحيائية التي جاءت من الخارج واستوطنت في أستراليا، فإن العدد الحالي لهذه الإبل يتراوح ما بين مليون و1.2 مليون جمل؛ وذلك بحسب أرقام العام 2018، وتشير التقارير إلى أن هذا العدد يتضاعف كل ثمان أو تسع سنوات.
وباشرت السلطات الأسترالية، قبل أيام، في عمليات القضاء على الجمال البرية شمال غرب البلاد وذلك بعدما أعلنت في وقت سابق أنها قررت إعدام 10 آلاف جمل لتسببها في أضرار بيئية تهدد حياة السكان وسط موجة جفاف وحرائق كبيرة.
واستعانت استراليا بقناصة تابعين للجيش الذين بدأوا في قنص الجمال من طائرات مروحية وقتلوا نحو خمسة آلاف جمل في حملة استمرت لمدة خمسة أيام.
وبررت السلطات المحلية القرار بأنه جاء نتيجة "استجابة سريعة للتهديدات" التي تشكلها الجمال مثل الجفاف لاستهلاكها كميات كبيرة من مخزون المياه الذي يستخدمه السكان، كما أنها مصدر لانبعاث غاز الميثان وهو أحد الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري.
ولقيت خطوة الإعدام الجوي للجمال البرية انتقادات واسعة من قبل ناشطين مدافعين عن حقوق البيئة والحيوان رغم أن الحملة لم تجد رفضا قاطعاً من قبل السكان المحليين.
وكانت الحرائق الأخيرة التي تشهدها استراليا قد تسببت في هلاك ملايين الحيوانات وآلاف الأنواع التي قد يكون بعضها قد انقرض تماماً وفق علماء؛ بسبب الحرائق.
وقال ريتشارد كينغ مدير منظمة قوانين الحيوانات في أستراليا في بيان صحفي، إن الإبل تكاثروا بشكل كبير في السنوات الأخيرة وكانوا يتسببون في أضرار جسيمة للبنية التحتية والغطاء النباتي مما يمثل خطراً على المجتمعات المحلية.
وأضاف أن الإبل كانت في كثير من الأحيان تعلق في الآبار مما يؤدي إلى تلويث احتياطيات المياه التي تعد ذات قيمة للسكان المحليين، فضلاً عن الحياة البرية.
وكان 2019 هو العام لأكثر جفافاً في أستراليا على الإطلاق مما تسبب في حرائق ضخمة مستمرة منذ شهور.
وقضت النيران على قرابة 10 ملايين هكتار من الغطاء النباتي في ظرف خمسة أشهر، وأكثر من ألفي منزل ناهيك عن هلاك 500 مليون حيوان.