وكالات - أبوظبي
طلاب نادي الحي بتعليم نجران يزورون موقع الأخدود الأثريبدأت السعودية في كشف كنوزها الأثرية للعالم، بعد أن رفعت شعار "السعودية تفتح أبوابها للعالم"، الذي تزامن مع دخول التأشيرة السياحية حيز التنفيذ، حيث استقبلت المديرية العامة للجوازات من خلال إداراتها في منافذ المملكة، السياح القادمين بموجب التأشيرة السياحية الإلكترونية، التي دشنتها الهيئة العامة للسياحة الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن يتوجه آلاف السياح العرب والغربيين إلى شتى مناطق المملكة التي تذخر بمواقع سياحية لطالما تاق السياح لاستكشافها، والتي تشمل مواقع أثرية ونشاطات ترفيهية متنوعة تروج لها الهيئة العامة للسياحة، التي قامت في السنوات الماضية بترميم وإحياء شتى الآثار التاريخية للبلاد.
وسيتسنى في المرحلة الأولى لنظام التأشيرة الجديد لمواطني 49 دولة الحصول على التأشيرة السياحية الإلكترونية من خلال المنصة الإلكترونية، أو التقدم للحصول على التأشيرة من خلال مكاتب الجوازات عند وصولهم إلى المملكة.
وتمضي السعودية في بناء وتعزيز الهوية والثقافة الوطنية، عبر برامج متعددة أسفرت حتى الآن عن بناء نحو 150 متحفا، بينها 22 متحفا حكوميا، فيما تتبع بقية المتاحف قطاعات ثقافية وتعليمية في شتى ربوع البلاد ينتظر جميعها أن تحظى باهتمام بالغ من قبل السياح الراغبين في التعرف على التاريخ والتراث السعوديين.
ويتوقع أن تحظى مناطق معينة بأفواج كبيرة من السياح، ومن بينها مناطق في جنوب البلاد مثلت عبر التاريخ جزءا لا يتجزأ من تاريخ الجزيرة العربية قديما، ومن بينها منطقة نجران التي تضم مدينة الأُخدود التاريخية، والتي عرفت سابقا باسم "رقمات" التي يعود لعصر مملكة حمير (110 قبل الميلاد، إلى 525 بعد الميلاد.
وتقع المدينة التي ورد ذكرها في قصة "أصحاب الأخدود" في القرآن الكريم، على ضفاف وادي نجران، بعد أن اشتهرت بمذبحة تاريخية أوقعها ذو نواس ملك حمير في سنة 520 بحق سكان المنطقة، وهو من الآثار الباقية في موقع الأخدود الجنوبي حيث بقايا سور الأخدود وقصوره، وهي موجودة على هيئة مباني وأنقاض رسم عليها رسوم فنية تتميز بروعتها، كما نقش عليها نقوشًا معينية وسبئية وكوفية.
وكانت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد كلفت موظفين مؤهلين من فرع الهيئة بالمنطقة لتقديم الشرح الوافي والمفصل لزوار المواقع الأثرية ، نظرا لما تشهده من تزايد مضطرد في أعداد الزوار خلال فترة الأعياد والإجازات والعطل الرسمية.
وتضم آثار المنطقة ألواحا معدنية كتبت عليها عبارات دينية بخط المسند الجنوبي، ومسلة حجرية عثر عليها في وسط الحصن ضمن مجموعة ألواح حجرية، وكتب عليها رموز دينية، إضافة إلى مباخر وجدت مجموعة منها نحتت من الجرانيت ومكتوب عليها أسماء لأنواع من البخور، ومذابح تجسد أشكالا لرؤوس حيوانات وتماثيل من حقب بعيدة.
وتعد مدينة الأخدود في نجران من أغنى المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية حالياً لما تحتويه من كتابات ونقوشات على الأحجار يعود تاريخها إلى أكثر من 1750 سنة تقريباً، من المنتظر أن تكون وجهة سياحية بارزة في جنوب المملكة العربية السعودية.