د. عبد الله السيد (*)
إصلاح نظمنا التربوية والصحية والإعلامية لايتم بجرة قلم، ولا بقررات وتعميمات؛ لأنه مستمر في الزمن، تتجدد قضاياه ومشاكله باستمرار. ومن حقه أن يأخذ حيزا كبيرا في برامج المتنافسين على الانتخابات، مادام الوجع المؤلم الذي يشتكيه المواطن باستمرار.
ولعل شروع حكومة معالي الوزير الأول إسماعيل بده الشيخ سيديا بهيكلتها الجديدة الخطوة الأولى في تنفيذ برنامج فخامة الرئيس محمد الشيخ محمد أحمد الغزواني الرامي إلي النهوض بهذه القطاعات المهمة في حياة المواطن وتنمية البلد.
وسنكتفي هنا بالوقوف عند تضمين الهيكلة الوزارية الجديدة بنية معنية بإصلاح التعليم لنرى مدى ملاءمة هذه الهيكلة للحال التي يعيشها هذا القطاع.
فالتعليم شهد منذ عقود تدهورا مستمرا نتيجة لعوامل كثيرة، يضيق التدوين عن تعدادها؛ وبالتالي فإصلاحه يمر حتما بوضع الخطط والاستراتيجيات التي يمكن تنفيذها، وهو ما يتطلب الوقت والمال أولا، لتوفير الكادر البشري والبنيات التحية ثانيا. وهذا كله سيتم إلى جانب تسيير البنية القائمة وتحسينها؛ مما يتطلب تهيئة افتتاح العام الدراسي الجديد.
لذلك فكما ينبغي أن لا نستعجل الحلول، وأن لا نتصورها جاهزة وجذرية، يجب أن نرى الإرادة السياسية متجلية في رد الاعتبار لهذا القطاع من خلال:
_ إلزامية التعليم الأساسي تشريعا وتعميما ومتابعة وتنفيذا؛ فليس من المنطق أن نرى في عاصمتنا، أحرى أريافنا، طفلا محروما من المدرسة لفقر ذويه؛ يمتطي عربة منذ الصباح الباكر حتى المساء ليعيل أسرته، أو يتسول في الشوارع في أوقات الدوام المدرسي...
_ تحسين ظروف المعلم المادية والمعنوية: فما دامت الحياة اليومية تفرض على المعلم أن يبحث عن راتب آخر ليعيش عيشة دنيا، فلن يصلح التعليم، ولن يحترم المجتمع هذه المهنة الشريفة.
_ إعادة النظر في التعليم الخصوصي إعادة تضمن حقوق المستثمرين والملاك، وتحقق للدولة والمجتمع معا المدرسة المسؤولة عن خلق جيل متجانس لغويا وفكريا وشعوريا، منتم لوطن واحد ومجتمع واحد، قادر على العيش معا، وعلى النهوض بالتنمية بعز واقتدار.
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط