إعلانات

تنتهي المأمورية... وتستمر موريتانيا... /د. عبد الله السيد

أربعاء, 31/07/2019 - 13:37

بعد ساعات نحتفل بلحظة انتهاء نهار وبداية آخر من مسلسل حياتنا الديمقراطية... إنها لحظة فارقة لم نشهد مثلها: رئيس يسلم السلطة، وآخر يتسلمها بناء على نتائج انتخابات تنافسية؛ جرت وفق مقتضيات الدستور والقوانين...
ومهما اختلفنا في تقييم هذه اللحظة فلن نختلف في أن آمالا كثيرة معقودة عليها:
_ فهناك آمال الأغلبية التي أبلت بلاء كبيرا في الحملة والتصويت، وهي آمال عريضة كبيرة متآلفة متباينة؛ تتراوح بين تنمية الوطن، واستمرار نهج محاربة الفساد، وإصلاح القطاعات الخدمية، ورعاية المهمشين والفقراء... إلى مايتصل بالمطالب العاجلة للمشايخ وزعماء القبائل والجهات، وكبار الأطر ممن يريدون، صراحة وضمنا، نصيبا معلوما من الغنيمة؛ باسم "المشاركة" في الأمر، أو "العدالة" في توزيع الوظائف، أو مراعاة "الكفاءة" ، أو بالنظر  إلى ضرورة عدم الغبن في "التمثيل"...
_ وهناك آمال المعارضة وهي كثيرة كبيرة متباينة؛ بعضها لا يريد أن لا يكون قدره البقاء في ذلك الصف محروما من المشاركة في تدبير الشأن العام، ويبحث عن حوار يفضي به إلى استرداد النفس، والبعض كان محاورا لكنه يبحث عن ظروف أفضل للحوار، والبعض يريد أن يظل في موقعه معارضا لكن شريطة أن يجد الظروف القادرة على بقائه هناك...
_ لكن الآمال العامة التي يستفيد منها الجميع هي آمال المواطن الذي ينتظر استمرار الأمن والاستقرار، وتحسنه وتحسينه؛ حتى ينام الجميع، ويتحرك، مزدهيا بيقظة سلطاته الأمنية والقضائية في القدرة على محاربة الجريمة... آماله كذلك في القضاء على البطالة والفقر والحرمان؛ تلك البؤر السوداء التي تنبت الجريمة، ويعشوشب فيها الحقد والكراهية... آماله في الشعور بالعدالة في ولوج المدرسة والمستشفى والوظيفة... في الحصول على الماء والكهرباء... في التمكن من الحد الذي يضمن له الاختيار: فليس للجاهل، ولا للجائع خيار حر... آماله في أن يرى وطنا يحبه جميع مواطنيه، ويغبطه جميع أعدائه، وتحترمه شعوب المعمورة...
قد نختلف، والخلاف سنة من سنن الحياة، في تقييم المأمورية المنصرمة؛ لأن كتابة تاريخ "اللحظة الراهنة" مجرد فرضية؛ فأغلب الأكاديميات تشترط ضرورة وجود فترة زمنية بين الحدث والكتابة التاريخية عنه،  ومع ذلك أستطيع أن أقول بأن من الإنصاف، في رأيي، القول بأن فخامة  الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد حجز لنفسه حيزا لا يستهان به في سجل رؤساء هذا البلد من حيث الإنجازات، ومن حيث إرساء النهج الديمقراطي، ومن حيث لفت الانتباه إلى الوطن والثقة به داخليا وخارجيا.