المصدر: العربية.نت - عماد البليك
يعتبر رئيس الوزراء البريطاني الجديد، بوريس جونسون، من السياسيين المثيرين للجدل في بريطانيا.
وكان جونسون مزدوج الجنسية حيث كان يحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية، قبل أن يتخلى عن الأخيرة عام 2015.
وعادة ما يقارن البريطانيون بين جونسون والرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ليس في شعر الرأس وطريقة تصفيفه التي تبدو متشابهة، لكن أيضا في سلوكهما.
كما أن الرجل معروف في المملكة المتحدة بأساليبه الغريبة وغير المتوقعة في تقدير الأمور.
ما بين البريكست ووزارة الخارجية
في السنوات الأخيرة، شكّل بوريس جونسون واحدة من الحلقات المهمة بل ربما الأهم في مشروع "البريكست"، حيث كان عام 2016 واحدةً من أبرز الشخصيات في الحملة التي تهدف إلى انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
وبعد تصويت البريطانيين لصالح البريكست، الذي وصفه بـ"يوم استقلال بريطانيا"، كان جونسون من أبرز المرشحين لمنصب رئيس الوزراء عقب استقالة ديفيد كاميرون.
لكنه رغم الزخم الذي كان حوله وقتها، إلا أنه لم يقم بحملة ليصبح رئيساً للوزراء، حيث كان لا يعتقد أن لديه القدرة على توحيد صف المحافظين.
في النهاية، أصبحت ماي زعيمةً لحزب المحافظين، ورئيسةً لوزراء بريطانيا، في حين اختار جونسون أن يتولى منصب وزير الخارجية.
جنسية مزدوجة.. وغرام بنيويورك
يذكر أن بوريس جونسون مزدوج الجنسية، لكنه تخلى عن الجنسية الأميركية مؤخراً. ولد جونسون في مدينة نيويورك لوالدين إنجليزيين (ستانلي جونسون وشارلوت فوسيت) اللذين كانا انتقلا إلى الولايات المتحدة.
غرام جونسون بنيويورك لم ينتهِ حتى الآن، ففي يناير/كانون الثاني الماضي زارها واجتمع مع مجموعة من فريق ترمب. يذكر أن هذه المدينة هي مسقط رأس ترمب أيضاً والمفضلة بالنسبة له قبل أن يصل واشنطن كرئيس للولايات المتحدة.
موضوع يهمك
?
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إن بوريس جونسون سيكون رئيس وزراء "عظيماً" لبريطانيا.وعبر ترمب عن تهانيه لجونسون من...
ترمب: جونسون سيكون رئيس وزراء عظيماًأميركا
في عام 2014، صُدم جونسون بفاتورة ضريبية ضخمة من مصلحة الضرائب الأميركية، وقد عارضها في البدء، لكن في النهاية، انتهى به الأمر إلى دفعها.
في عام 2015، تعهد بوريس بالتخلي عن جنسيته الأميركية لإظهار مدى ولائه للمملكة المتحدة، وقد أوفى بهذا الوعد في عام 2016 عندما أعلن أنه قد تخلى عنها بالفعل.
عمدة لندن
تولى بوريس جونسون منصب عمدة مدينة لندن، منذ 2008، وذلك لمدة ثماني سنوات.
وبدأ الأمر معه ببناء قاعدة سياسية موالية له، بعدها قرر الترشح للمنصب، لكن في البدء لم تشفع له سيرته الذاتية، حيث لم يأخذ حزب المحافظين ترشحه على محمل الجد.
لكن وبعد انسحاب مرشح بارز من الانتخابات، حصل جونسون على دعم من كاميرون، وبعدها بدأ في تلقي تأييد عدد من الشخصيات السياسية الأخرى. وقد تم اختياره في النهاية كمرشح حزب المحافظين بفارق كبير، حيث حصل على دعم بنسبة 79% من المصوتين في الانتخابات التمهيدية.
أعيد انتخاب جونسون في عام 2012 على رأس بلدية لندن. وقد أشرف بنجاح على استضافة لندن لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012.
خلال توليه هذا المنصب، أثار جونسون الجدل حول الكثير من القضايا. وقرر عدم السعي لإعادة انتخابه في عام 2016 حيث فاز عمدة لندن الحالي صادق خان بالمنصب عن حزب العمل.
العمل في الصحافة.. وشبهة "التزوير"
أثناء دراسته، كان جونسون محباً للكتابة. وخلال دراسته في أكسفورد، عمل محرراً مشاركاً للمجلة الساخرة التي تصدر في الجامعة.
بعد فترة قصيرة من إنهاء دراسته، أدرك جونسون أنه لا يريد أن يكون مستشاراً إدارياً، وبدأ حياته المهنية من خلال تدربه في صحيفة "تايمز".
وفي صحيفة "تايمز" أيضاً عرف جونسون متاعب، واتُهم بتزوير معلومات، حيث قام باقتباس مقال عن الاكتشاف الأثري لقصر إدوارد الثاني القديم، لمؤرخ معروف، وقد تم فصله بعد وقت قصير من اكتشاف التزوير.
بعدها وجد جونسون وظيفة في صحيفة "ديلي تلغراف"، وقد تم تعيينه في مكتب الصحيفة في بروكسل وسرعان ما أصبح معروفاً كواحد من أفضل الصحافيين في المدينة، رغم أن كثيرين آخرين في هذا المجال ظلوا ينتقدونه. وقد رفض لمرة واحدة طلباً ليكون مراسلاً حربياً.
ولاحقاً وتم ترقيته ليكون مساعد رئيس تحرير الصحيفة وكاتب العمود السياسي، وهو المنصب الذي شغله من 1994 إلى 1999.
من ثم عرض على جونسون أن يعمل في وظيفة مربحة في مجلة "ذا سبيكتاتور" The Spectator. وقد نمت الدورية معه لتحقق نجاحاً وارتفعت الإيرادات والتوزيع بحوالي 10% رغم أن الموظفين السابقين قد اشتكوا أنه غالباً ما يتأخر عن الاجتماعات. كما تعرض لانتقادات بسبب سماحه لكاتب مقالات بنشر لغة عنصرية ومعادية للسامية.
بعد فترة وجيزة ترك جونسون الصحافة ووجد طريقه إلى السياسة، لكنه لم يتخل عن الكتابة، فقد استمر في كتابة أعمدة للصحف وظهر مراراً في التلفزيون عندما كان نائباً، كما كتب عدداً من الكتب.
حياته الاجتماعية
تزوج جونسون مرتين ولديه خمس أطفال. زواجه الأول نجم عن دراسته في أكسفورد حيث ارتبط بأليجرا موستين أوين، وتزوجا في عام 1987 لكن زواجهما استمر ست سنوات فقط، وحصل على الطلاق في عام 1993 بعد عدة محاولات مصالحة.
في وقت لاحق من العام 1993، التقى جونسون مع مارينا ويلر، ابنة الصحافي والمذيع الشهير تشارلز ويلر. وتزوج جونسون ويلر في مايو/أيار 1993، وأنجبت له أربعة أطفال هما ابنتان (لارا وكاسيا) وولدان (ميلو وثيودور). وفي عام 2009، اكتشف جونسون أن له ابنة ثالثة من امرأة أخرى تعمل مستشارة فنون.