باشرت الحكومة الجزائرية بشكل رسمي تعميم تدريس اللغة الانجليزية بجميع المدارس العمومية والجامعات واستعمالها بالوثائق الحكومية.
وتعيش الجزائر طفرة نوعية في قضية استعمال اللغات الأجنبية بالوثائق و المراسلات الرسمية، بعدما راسل وزير التعليم العالي و البحث العلمي، كافة رؤساء الجامعات بالدولة من أجل توظيف اللجة الإنجليزية و العربية في الوثائق الادارية و الرسمية.
وقال وزير التعليم العالي، طيب بوزيد، إن إسقاط اللغة الفرنسية كان جزءًا من سياسة تهدف إلى تشجيع استخدام اللغة الإنجليزية.
وأضاف الوزير أن القرار جاء استجابة لمطالب الطلاب الذين يرغبون في أن تعتمد شهاداتهم بسهولة أكبر في الخارج.
وأفادت وسائل إعلام أن القرار وزع على الجامعات في 21يوليو/ تموز، وجاء فيه "كجزء من سياسة تشجيع وتعزيز استخدام اللغة الإنجليزية، و لتحقيق الرؤية الواضحة لأنشطتنا التعليمية والعلمية في قطاع التعليم العالي، أحثكم على استخدام اللغتين العربية والإنجليزية في المراسلات والوثائق الادارية والرسمية ".
ويشير استطلاع حديث للرأي أجرته الوزارة مؤخرا على مجموعة من الطلاب، إلى أن 94 % منهم يفضلون استخدام اللغة الإنجليزية في الجامعات على اللغة الفرنسية.
ويبقى موضوع التمثيل الشامل في هذا الاستطلاع موضع تساؤل، حيث شارك فيه 41890 طالبا فقط من بين 1.7 مليون طالب جامعي جزائري.
وتقول وسائل إعلام أن بوزيد اتخذ مؤخرًا عدة خطوات نحو استبدال اللغة الفرنسية المهيمنة إلى حد كبير في الجزائر، باللغة الإنجليزية في التعليم العالي. وقد أثارت هذه الخطوات بعض الجدل، إذ وصفها الكثيرون بأنها "مسيسة".
وشرعت الجزائر رسمياً في إنهاء هيمنة اللغة الفرنسيّة على البلاد وتعويضها باللّغة الإنجليزيّة، ضمن خطط جديدة تعتزم الحكومة تطبيقها خلال الفترة المقبلة.
وبرزت مطالب ترقية اللغة الإنجليزية في الجزائر وإسقاط اللغة الفرنسية بشكل لافت خلال هذه الفترة، تزامناً مع حراك شعبي تعيشه البلاد منذ 22 فبراير الماضي أجبر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة من منصبه، يطالب بإنهاء النفوذ الثقافي الفرنسي في البلاد، سبقته حملة إلكترونية قادها نشطاء جزائريون منذ نهاية العام الماضي تحت عنوان "اتركوها تسقط"، تدعو إلى طرد "اللغة الفرنسية من الجزائر" و"مقاطعتها في الإدارات والوثائق الرسمية وفي المناهج التعليمية".
ولأوّل مرّة، انخرطت عدة وزارات في هذا المشروع من بينها وزاة التعليم العالي التي بدأت تفكر جديا في اعتماد الإنجليزية لغة أجنبية أولى في الجامعات بدل الفرنسية، بعد أن وجدت هذه الفكرة توافقاً بين أغلب الجزائريين، الذين شاركوا في الاستفتاء الذي أطلقته، حيث صوّت أكثر من 90 بالمئة لصالح تعزيز استعمال اللغة الإنجليزية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.
ومن جهتها أعلنت وزارة التربية مطلع الشهر الجاري، إلغاء الفرنسية نهائيا من اختبارات الترقية المهنية للمعلمين والأساتذة، كما قرّر وزير التربية عبدالحكيم بلعابد إدراج الإنجليزية في مسابقات التوظيف الخارجية، وأصبح بإمكان المترشحين الاختيار بينها وبين الفرنسية.
وفي هذا السياق، اعتبر المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي في الجزائر عبد الحفيظ ميلاط، في تصريح للعربية.نت، أن "الجزائر أمام فرصة قويّة قد لا تتكرر للتخلص من هيمنة اللغة الفرنسية لصالح الإنجليزية، خاصة بوجود تجانس بين الإرادة الشعبية والسياسية لتطبيق هذا المشروع".
ووصف ميلاط الفرنسية بـ"اللغة الميتة" و"محدودة الآفاق" ، في المقابل تحدث عن مزايا اللغة الإنجليزية، وقال إنها "لغة العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي ولغة التواصل في كل دول العالم".
ولكن إقرار اللغة الإنجليزية بدل الفرنسية في المناهج التعليمية ستعترضه عراقيل حسب ميلاط، حيث "يواجه هذا القرار حملة شرسة من لوبي فرنسي قوي جدا موجود داخل الجزائر، هاجم بشدّة هذا التوجه وبدأ يتحرك لإجهاضه"، مؤكدّا أن "أغلب الجزائريين عازمون بشدة هذه المرة على الدفاع بقوة على هذا المشروع، خاصة في ظلّ وجود إرادة سياسية لتجسيده والتفاف شعبي كبير خلفه".
وتعد الفرنسية، اللغة الأكثر استخداما في الجزائر منذ سنوات، إذ تهيمن على أغلب التعاملات الرسمية داخل المؤسسات العمومية وعلى المناهج الدراسية، كما يكثر استعمالها في التخاطب اليومي بين الجزائريين.
والجزائر من أكثر الدول التي تستعمل فيها اللغة الفرنسية خارج منظمة الفرنكوفونية، وفق آخر تقرير لـ"مرصد اللغة الفرنسية" التابع للمنظمة الدولية للفرنكوفونية شهر مارس الماضي، والذي أظهر أن عدد المتحدثين باللغة الفرنسية في العالم بلغ 300 مليون شخص، بينهم 13 مليونا و800 ألف جزائري، أي ما نسبته 33% من الجزائريين يتحدثون الفرنسية في حياتهم اليومية.