د. عبد الله السيد (*)
عند الشيعة تقوم الحوزة العلمية بإصدار الألقاب والنعوت في شكل إجازات، ويحرم الافتاء على غير المرجعيات. أما عندنا أهل السنة فالألقاب والنعوت تجود بها العامة، ويدعيها من أراد، وتصدر الفتوى من الجميع فتعم البلوى، ويستشري الادعاء؛ لذلك ينبغي أن تكون الهيئة المخصصة للافتاء هي المرجع الوحيد للفتوى، وأن يختار لها الراسخون في العلم والعقل، العارفون بالواقع، وأن يفرض القانون على العلماء جميعا التعاون معها.
وعندها لن تتكرر حادثة كحادثة التطاول على جناب أشرف المرسلين؛ لأن الأمور ستوجه أولا إلى أهل الاستنباط قبل إذاعة الآراء الفقهية من هذا أو ذاك تمسكا بالمذهب، أو مشهوره، أو لردع السفهاء، أو بناء على معلومات شخصية.
نحن بحاجة فعلا إلى ضبط أمور ديننا وتنظيمها تنظيما يضمن للعامة الثقة بالعلم والعلماء، ولمصالح الدولة الاستمرار بعيدا عن الفتن والأحقاد...
نحتاج تنظيم الفتوى أكثر، وضبط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق مقتضيات الأهلية العلمية، نحتاج تنظيم المسجد وضبط رسالته وخطبه؛ بحيث لا نسمع في نفس اليوم في مسجدين متجاورين خطبتين متناقضتين متصارعين، ومن نفس الشخص موقفين متباينين.
_____
(*) مثقف موريتاني كبير ومدير بيت الشعر في نواكشوط.