هنيئا للشعب الموريتاني فقد أوشكت الحملة الانتخابية على نهايتها، وماهي إلا ساعات وندخل الصمت الانتخابي. وبإجماع المراقبين والمحللين فقد كنا نموذجا في المسؤولية والانصباط.
تجلى ذلك في أنه وللمرة الأولى تخاض الانتخابات من دون مشاركة الرئيس الحالي برا منه بيمينه، وإخلاصا لمقتضيات الدستور. وأن المرشحين عموما خاضوا تنافسا شريفا، فشرحوا برامجهم، وقدموا وعودهم أكثر من انسغالهم في سيرهم الذاتية، أو تبادلهم للاتهامات وتخوين بعضهم لبعض؛ مما يعني أن الحملة لن تكون عائقا بين حوارهم مستقبلا.
كذلك فقد تميزت هذه الحملة بعدم الإسراف في تبذير المال، فكانت النشاطات هادئة مسؤولة، وهو ما يدل على إدراك الجميع أن المواطن نضج ولم يعد فيه مجال لشراء ولائه؛ فقط يمكن استمالته عن طويق الإقناع والتواضع.
وقد ضرب مرشح الإجماع الوطني محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني المثل في التواضع والقدرة على مخاطبة مختلف مكونات المجتمع، وشمول البرنامج وواقعيته؛ مما سيؤهله لا محالة لحسم النجاح في الشوط الأول، وسيظهر ذلك جليا من خلال مهرجانه غدا في ساحة المطار القديم، حيث تعمل الحملة والمواطنون على أن يبرزوا للرأي العام قاعدتهم الانتخابية في أكبر مدن البلاد، كما أن المرشح سيعطي فيه خلاصة عامة لبرنامجه.
لذلك ينبغي لجميع داعمي مرشح الإجماع الوطني أن يكونوا غدا في الموعد، وأن يتأهبوا للاقتراع يوم السبت حتى يؤكدوا للرأي العام العالمي والوطني أن القواعد التي مكنتهم من الفوز في الاقتراعات الماضية زادت، وترسخت قناعتها، وأن ذلك سيظهر جليا الآن؛ فالوطن للجميع لكن الأغلبية مسؤولة ديمقراطيا وأخلاقيا على السير به نحو الآفاق المنشودة، وأنها في سبيل ذلك قد تتحمل مكابرة المكابرين، واستهزاء المستهزئين، وتخوين المخونين لكنها لن تقبل التفريط في مستقبل تنميتها الوعدة، وديمقراطيتها المتميزة، واستقرارها وأمنها وغير ذلك من معالم برنامج مرشحها محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني.
الحلقات السابقة: