واشنطن: محمد علي صالح
الشرق الأوسط
د. لورى غوتليب، هي واحدة من أشهر طبيبات الأمراض النفسية في الولايات المتحدة. وأتت شهرتها من كونها تعالج نجوم ونجمات السينما والتلفزيون في هوليوود. ثم صارت تقدم نصائح لقراء وقارئات مجلة «أتلانتيك» المعروفة.
لهذا، جادل أميركيون، وتندروا، إذا صارت «مشعوذة المثقفين»، بعد أن صارت «مشعوذة النجوم».
لكنها في كتابها الجديد، تكشف بأنها أصبحت بحاجة إلى المعالجة عند طبيب نفسي في هوليوود. ويتنقل الكتاب بين كشف مشاكل مرضاها (استعملت أسماء مستعارة)، وبين كشف مرضها هي نفسها (استعملت اسماً مستعاراً لطبيبها في هوليوود).
وهي دراسة جادة، اعتمدت على أبحاث ومصادر مباشرة وحية.
إنها تصور لنا تناقضات حياتها، وحياة مرضاها، مجسدة الصراع بين الواقع والخيال، بين الحب والجنس، بين الحياة والموت، بين الذنب والتوبة، بين التفاؤل والتشاؤم، وبين القديم والجديد.
تكتب قائلة:
لهذا، كتبت: «أفضل، وسط جميع أوراق اعتمادي كطبيبة نفسية، إنني أحمل بطاقة عضوية الجنس البشري».
في أول صفحة في الكتاب، تروي كيف دخل إلى عيادتها «جون». واشتكى بأنه «مرهق ومحبط»، وأنه يواجه مشكلة في النوم، ومشكلة في التعايش مع زوجته، ومشاكل في التعامل مع «البلهاء» (يقصد الناس الذين يتعامل معهم في حياته اليومية). وقال إنه لا يريد أن تعرف زوجته أنه يزور طبيبة نفسية. وأضاف، كدليل آخر على بلاهته، ودون أن يحس أنه يسيء إلى الطبيبة: «ستكونين مثل عشيقتي».
وكتبت المؤلفة: «لم أغضب أبداً. تعودت على مثل هؤلاء الناس. لا يريد (جون) الاعتراف أنه يخاف من الناس، ومن زوجته. أهم من ذلك، لا يريد الاعتراف أنه يخاف من نفسه. إنه يحتاج إلى الناس حوله، وخاصة القريبين جداً منه».
وتسأل المؤلفة: ما هو حل مشكلة «جون»؟ وأجابت: «عاطفة، عاطفة، عاطفة». في الوقت نفسه، تعترف مؤلفة الكتاب أنها تعاني من مشكلة تشبه مشكلة «جون». وعندما صارت تقابل طبيبها النفسي «وينديل»، صار يقول لها إنها «عقلانية أكثر من عاطفية». (كأنه يقول لها: «عاطفة، عاطفة، عاطفة»).
بالإضافة إلى المواضيع الشخصية، يتحدث الكتاب عن المشاكل النفسية وسط الأميركيين، فهناك نحو 30 مليون أميركي يزورون عيادات نفسية (ربما ربع البالغين والبالغات). وتكشف المؤلفة عن سيطرة الطبيبات على عيادات الأمراض النفسية في الولايات المتحدة (نسبة 75 في المائة). وأن وراء هذا أسبابا طبيعية (زيادة عاطفة النساء عن عاطفة الرجال)، وأسبابا مادية (يزيد دخل العيادة إذا كان المرضى أغنياء، وأكثرهم كذلك).
ومن هنا تتساءل المؤلفة «هل صار مصير الحضارة الغربية معلقاً على أعناق طبيبات الأمراض النفسية»؟