نال شرف جمعه حفيده المصطفى بن محمد بن الشيخ وصدر بالسعودية سنة 1439هجري.
أ.د.حماه الله ولد السالم أستاذ بجامعة انواكشوط
أهداني عدة نسخ من هذا الديوان الباذخ الأخ الكريم الأستاذ أحمدو بن إدي بن محمد الراظي وهو حفيد صاحب الديوان أيضا.
أكاد أجزم أن شعر العلامة الرئيس النهاه أكثر بعشرات المرات من الكم الشعري الذي حواه الديوان المنشور، مع أن جامعه بذل الجهد في لم شتات المقطعات الشعرية جمعا وتصحيحا وتعليقا وضبطا.
الديوان جاء في طبعة باذخة ورقا وتجليدا، في 416 ص من القطع المتوسط وقد حرص القائمون على طبعه أن يكون وقفا لله، وهي لفتة كريمة تدل على نبْل متأصّل.
قام المحقق بالتعريف بصاحب الديوان العلامة الرئيس النهاه اسما ونسبا واتصالا بأسلافه من الأسرة اللمتونية الأميرية المرابطية ثم بمحتدها الحميري الأعلى، ثم عرّف بالنهاه في عيون العلماء والباحثين والكتاب و فصل في رحلته لطلب العلم وشيوخه وآثاره ورحلاته العلمية والحجية وفروع أسرته الكريمة التي جمعت بين السيف والقلم والصلاح.
يحوي الديوان مادة شعرية جيدة يغلب عليها النفس الديني ومبعثها ما عرف عن العلامة النهاه من التعلق بالبيت الحرام وبمثوى النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، حتى أنه قلّ أن يأتي بشعر ليس فيه مديح نبوي أو شوق إلى الحرمين.
كما يضم الديوان مادة شعرية رصينة عن السيرة النبوية والأنساب العربية الإسلامية، و يحوي أيضا مقطعات في الفخر والاعتزاز بالنفس والمحتد والتعلق بقيم الفروسية.
جمع الشيخ النهاه صفات قل من جمعها من أهل بلاده، فهو شاعر ناثر وعلامة صوفي و فارس رئيس وداهية حكيم، تشهد لذلك فصول حياته المثيرة للإعجاب، والتي تمتاز بالشجاعة وقوة الشخصية والصلابة في المواقف والذكاء الوقاد والهمة العالية والرحلة الواسعة.
فهو كما قال الشاعر :
جمعَ الصّفات الغرّ وهي تراثهُ** عن كل غطْريفٍ وشهْم أصْيدِ
من همّته أنه أعْمل الرحلة شرقا وغربا في طلاب العلم والاتصال بالصلحاء والعلماء وأنه حج مرارا رغم بعد الشقة وخوف الطريق، بل تروى عنه حكايات تدل على شجاعته وحنكته في الفتك باللصوص على طريق الحج و في ردّ حيل أهل المكر و التحايل من أرباب القوافل والأمصار.
ومن همته أنه استطاع في ظرف وجيز وفي مناخ صعب تكوين رئاسة سياسية وحربية كادت تتحول إلى إمارة راسخة لولا التدخل الاستعماري وعوامل الانقسام الداخلي.
هذا الديوان وغيره نزر يسير من آثار هذا العالم الرئيس، ما نزال في طلابها من أجل تحقيقها ونشرها.
أعطر التحيات لجامع الديوان ولمن أهداني نسخا منه وشكر الله سعيهما.