بيت الله ولد احمد لسود
كيف أبكيك؟ كيف أنعيك؟ كيف أصفك؟ يا أخي وشقيقي وصديقي ورفيق دربي وهل هناك من العبارات اللغوية أو القطع الشعرية ما تستطيع وصفك؟
يعجز قلمي وفكري وحتي خيالي عن وصفك يا أغلي الأصدقاء وأعز الأحبة كنت أخا عزيزا وصديقا متميزا ورجلا عظيما لا ككل الرجال أمينا وصدوقا ومثقفا من طراز خاص عرفك الجميع بوجهك البشوش وحسن الخلق والابتسامة التي لا تفارقك والحرص علي خدمة الكل بتواضع وإخلاص وتفان.
لم تجرح مشاعر أحد في حياتك ميزتك الصبر والحلم والمروءة وحب الخير للجميع...
عرفناك وعايشناك فكان عقلك وفعلك أكبر من سنك بكثير كنت رمزا لمبادئك وللقيم النبيله ورمزا للإطار الوطني المتفتح علي الجمع والمثقف والعارف بكل تفاصيل المجتمع الموريتاني اجتماعيا من نوع خاص نسابا تعرف الجميع وتنزل الناس منازلهم كل واحد من زملائك يعتبرك صديقه الوحيد وخاصيته وأنت فعلا صديقا للجميع وأهلا للجميع وحافظ وأمين سر الجميع بعطفك ولطفك وإنسانيتك وكرمك الذي شمل الجميع.
كنت مؤمنا بوطنك موريتانيا خدمته بكل إخلاص وتفان لم تقصر في مسارك المهني الحافل والبارز خدمته مرؤوسا ورئيسا وكانت بصمتك واضحة وباقية كالبدر ليلة تمامه وأثرها طيبا فأنت الاطار والمفكر والإنسان المتميز مديرا ومفوضا ووزيرا ونائبا لرئيس الجمعية الوطنية ونائبا لمقاطعتك وسفيرا كل هذه الألقاب لم تغير طبعك الطيب ومعدنك الأصيل وطينتك المغفرية وشهامتك ونبلك الرفيع وخلقك الكريم وتواضع وقربك من الجميع وخدمتك للناس بكل أريحية وظل بيتك ومكتبك وقلبك قبل ذلك مفتوحا للكل كم رائع وجميل وأصيل أنت أخي العزيز محمد دائما محمد الإنسان (العملاق) كما يحلوا لأصدقائك أن ينادوك.
حين زرتك في أنقرة بتركيا وأنت تستعد لإجراء عملية معقده كنت مثالا للمؤمن الصادق القوي الشجاع مؤمنا بقضاء الله وقدره مسلما بمشئته جلت قدرته وأتذكر شهادة جراحك التركي ونحن علي قهوة بعد سنة حين قال لي وأنا أشكره بحضرتك علي جهوده وما بذل من أجل نجاح العمليه رد علي قائلا بل أن السبب الرئيسي هو شجاعة محمد لقد كان لذلك أبلغ أثر وأعظم دور في نجاح هذه العمليه المعقدة.
وتعود بعد تلك العملية إلي وطنك وتعمل كما كنت بإخلاص لا تعرف الخوف أو الملل أو الضعف والاستكانه حديثك الشجي وأفكارك الخلاقه ونظرتك الثاقبه وحلمك الكبير دينك ووطنك وقيمك وصدقك في مبادئك وحياتك.. ظللت وفيا لها حتي آخر لحظة في حياتك
كم سيكون لفراغك من تأثير بالغ في حياتنا.
اليوم برحيلك خسرت موريتانية بصفة عامة والحوض الشرقي وتمبدغه بصفة خاصه رجل لا ككل الرجال رجل بحجم أمة رجل دين ودولة.
اليوم وقد لبيت نداء الحق ورحلت عن دنيانا الزائلة والزائفه فعزاء فيك أن لا مصيبة بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولا نقول إلا مايرضي الله {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون}.
اللهم ارحم عبدك وابن عبدك محمد ولد محمدو الليله ولد عبد الله العتيق ولد اعل ولد اوبك اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وانسه في قبره واخلف له شبابه بالجنه إنك ولي ذالك والقادر عليه وبارك في خلفه واجعله أحسن خلف لأحسن سلف.
أعزي نفسي في وفاتك وأعزي موريتانيا شعبا وحكومة وعائلتك ومحبيك ومعارف وكل اصدقائك ومحبيك وما أكثرهم.
ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.