نواكشوط - و م أ:
انطلقت صباح اليوم الاثنين بالمركز الدولي للمؤتمرات "المرابطون" في نواكشوط فعاليات المنتدى الاقتصادي المغاربي المنظم تحت الرعاية السامية والحضور الفعلي للوزير الأول السيد محمد سالم ولد البشير.
ويتضمن المنتدى عروضا حول التكامل الاقتصادي لدول المغرب العربي ومناخ الأعمال وفرص الاستثمار في كل بلد مغاربي على حده.
وأوضح الوزير الأول خلال افتتاحه لأشغال المنتدى ان نهضتنا التنموية لا يمكن أن تتم بمعزل عن الفضاءات الإقليمية التي تعتبر بلادنا جزءا لا يتجزأ منها، مؤكدا في هذا الإطار حرص موريتانيا الدائم على الشراكة والاندماج في فضائنا المغاربي.
وأضاف في خطاب بالمناسبة أن هذا الاندماج يشكل بالنسبة لنا ضرورة حتمية، تنطلق من الوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تجمع بين بلداننا، وتعززها مقومات التكامل الاقتصادي التي نتوفر عليها، ويفرضها تيار العولمة الجارف وما يحمله من تحديات متعددة الأبعاد لا يمكن أن نتصدى لها إلا بالتعاضد والعمل المشترك.
وفيما يلي النص الكامل للخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السادة الوزراء
السيد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي
السيد رئيس الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال، رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين
السادة رؤساء الهيئات المغاربية لأصحاب الأعمال
أصحاب السعادة ممثلو الهيئات الدبلوماسية والمنظمات الدولية والشركاء في التنمية
السادة المشاركون
أيها السادة أيتها السيدات
يسعدني أن أشرف اليوم على افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي المغاربي الذي تتشرف بلادنا باستضافته. ولتسمحوا لي بهذه المناسبة أن أرحب بحرارة بجميع المشاركين في هذا الحدث الهام، وأن أتمنى لهم مقاما سعيدا في موريتانيا.
أيها السادة والسيدات
إننا ندرك جيدا أن نهضتنا التنموية لا يمكن أن تتم بمعزل عن الفضاءات الإقليمية التي تعتبر بلادنا جزءا لا يتجزأ منها، ومن هنا ينبع حرصنا الدائم على ترقية الشراكة والاندماج في فضائنا المغاربي.
ولا شك أن هذا الاندماج يشكل بالنسبة لنا ضرورة حتمية،تنطلق من الوشائج التاريخية والثقافية والاجتماعية التي تجمع بين بلداننا، وتعززها مقومات التكامل الاقتصادي التي نتوفر عليها، ويفرضها تيار العولمة الجارف وما يحمله من تحديات متعددة الأبعاد لا يمكن أن نتصدى لها إلا بالتعاضد والعمل المشترك.
والواقع أنه، على الرغم من العدد الكبير من الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة في إطار اتحاد المغرب العربي، فإن حجم التبادل بيننا لا يمثل إلا نسبة 3,6% من حجم مبادلات دولنا مع باقي العالم.
ويرى الخبراء أن غياب الاندماج الاقتصادي المغاربي يكلفنا خسارة ما بين 2 إلى 3% من نسبة نمونا السنوي. بينما يفتح لنا الاندماج سوقا تتجاوز 100 مليون نسمة، ويتيح مضاعفة التبادل البيني وتعزيز المنافسة، مما يعود بالفائدة الكبرى على شعوبنا وعلى مصالحنا الاستراتيجية المشتركة في كافة المجالات.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أعرب عن ترحيبنا بانطلاق عمل المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية، الذي نعتقد أنه يمثل خطوة هامة في الاندماج الاقتصادي، من شأنها أن تدفع إلى إقامة نظام مالي مغاربي كفيل بأن يساعد في تحقيق الاندماج المنشود وتشجيع التجارة والاستثمار الثنائيين.
وفي هذا الإطار تكمن، من جهة أخرى، أهمية توطيد الشراكة بيننا وبين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي توفر الاتفاقيات الموقعة معها لقطاعنا الخاص فرصا جديدة، وتشكل، إضافة إلى ذلك، رافدا قويا يعزز تنافسية اقتصادنا المغاربي.
أيها السادة والسيدات،
يأتي تنظيم هذا المنتدى في وقت تشهد فيه بلادنا، بحمد الله وتوفيقه، ديناميكية تنموية شاملة أسست لها الرؤية المستنيرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي أدرك منذ الوهلة الأولى أن نهضة البلاد مرهونة بإقامة دولة القانون الضامنة للاستقرار السياسي والأمني والرفاه الاقتصادي المستدام والمشترك.
ومن هذا المنطلق، تتركز برامج الحكومة على تعزيز الديمقراطية والحكامة ومحاربة الفساد، وإصلاح القضاء، وتوفير أسباب العيش الكريم لجميع المواطنين.
وفي هذا السياق، تتنزل الجهود المبذولة لإرساء وترقية شراكة فعالة بين الدولة والقطاع الخاص تصون مصالح الطرفين وتحقق المزيد من فرص النماء والرخاء.
وقد أدت الإصلاحات التي تم القيام بها في هذا المجال إلى تحسين مناخ الأعمال والارتقاء ببلادنا في السنوات الثلاث الأخيرة 28 درجة في التصنيف العالمي لمؤشر مناخ الأعمال.
وفي ميدان المشاريع المهيكلة، عملت الحكومة على تطوير غير مسبوق للبنى التحتية من طرق وموانئ ومطارات ومياه وطاقة، دفعا لعجلة التنمية الوطنية الشاملة، والتي تنفتح أمامها اليوم آفاق واسعة بسبب الانطلاقة المرتقبة في سنة 2021 لاستغلال الغاز الطبيعي.
إن هذه المكاسب التي تمثل مصدر فخر واعتزاز لنا، تؤهل بلادنالأن تلعب دورا أساسيا في مسار الاندماج المغاربي المنشود.
أيها السادة أيتها السيدات
إننا نتطلع إلى أن تفضي أعمال هذا المنتدى، الذي يحظى بتشجيعنا التام، إلى إبرام شراكات نشطة ومثمرة بين الشركات المغاربية العاملة في مختلف الميادين تساهم في تسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي المغاربي.
ومن هنا تنبع الآمال العريضة التي تعلقها موريتانيا على هذا المنتدى الاقتصادي الذي نريد له أن يشكل بداية فارقة في مسارنا الاندماجي الواعد الذي به يتعزز النمو، وتتقلص البطالة ويتحقق المزيد من التنمية لمنطقتنا.
وفي الختام، أعلن على بركة الله افتتاح المنتدى الاقتصادي المغاربي، متمنيا لأعماله النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
وجرى الافتتاح بحضور عدد من أعضاء الحكومة وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في نواكشوط والأمين العام لاتحاد المغرب العربي و والي نواكشوط الغربية ورئيسة المجلس الجهوي لجهة نواكشوط وشخصيات من عالم الأعمال.