العيون المغربية/ تعيش مدينة العيون المغربية, عاصمة جهة العيون الساقية الحمراء, مساء اليوم الخميس أجواء اللمسات الأخيرة على تحضيرات حدث ثقافي هام يستقطب شعراء العالم القادمين من مختلف القارات والناطقين بكل اللغات.
يتعلق الأمر بالنسخة الثالثة من "مهرجان العيون للشعر العالمي", الذي يجرى تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس, بتنظيم من جهة العيون وشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال تحت شعار "الشعر فضاء لتلافي الثقافات", ويدوم ثلاثة أيام اعتبارا من يوم غد الجمعة في قصر المؤتمرات.
وتشهد النسخة الحالية, كسابقتيها, مشاركة وطنية ودولية كبيرة, حيث تندرج في إطار تثمين وتسليط الضوء على الإبداع الشعري في الوطن العربي وإفريقيا والعالم، وكذا الاعتراف بالأدوار الجديدة التي أصبح يلعبها في التقريب بين الثقافات والشعوب، وتعزيز فرص التواصل بين النخب المبدعة بما يمكنها من المساهمة الفاعلة في فتح الآفاق الرحبة الواعدة التي يرنو إليها كل إنسان في العالم, بحسب بلاغ صادر عن الجهة المنظمة.
وكما ورد في ذات البلاغ, فإن النسخة الحالية من "مهرجان العيون للشعر العالمي" ستحتفي بمبدعين حسانيين من جهة العيون الساقية الحمراء، كما سيشارك في فعالياتها أساتذة باحثون وشعراء من مختلف دول العالم: المغرب، موريتانيا، ليبيا، السودان، العراق، سوريا، لبنان، الكويت، الشيلي، إنجلترا، الأرجنتين، المكسيك، كوستاريكا؛ وهو ما سيشكل فرصة للنقاش والتبادل حول قضايا الإبداع الشعري، كفضاء لتلاقي الثقافات من خلال سلسلة من الندوات والأمسيات الثقافية والورشات التدريبية التي تروم إبراز رهانات وتحديات الإبداع الشعري وأسسه الثقافية وخصائصه الإنسانية والفنية والجمالية.
وسيقام رواق يضم صورا تعريفية بالمبدعات والمبدعين المشاركين فيه، كما سيتم بالمناسبة ذاتها دعم القدرات والمواهب الأدبية بالمنطقة من خلال ورشات الإبداع الشعري لفائدة المبدعين الشباب بالوسط المدرسي.
ويرى المراقبون أن تنظيم جهة العيون الساقية الحمراء لهذا النشاط الأدبي العالمي, وحرصها على انتظامه بشكل دائم, ينبئ عن حرص المجلس الجهوي ورئيسه السيد حمدي الرشيد على السعي من أجل دعم الثقافة كرافد لتقارب الشعوب والأمم, وهو ما يشكل تحديا جديا لمظاهر الخلاف الذي يدفع العالم فاتورته قتلا وتشريدا ودمارا وفقرا ومرضا.