ولاته _ و م أ:
أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، أن الحفاظ على المدن القديمة وترقيتها يعد حفاظا على هويتنا الثقافية والحضارية وإسهاما في ترسيخ وتنمية قيم التسامح والاستقامة والتكافل التي اشتهر بها المجتمع الموريتاني على مر العصور.
وأضاف في الخطاب الذي ألقاه اليوم الثلاثاء بمناسبة افتتاح النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة في ولاته، أن هذا اللقاء يشكل فرصة تتجدد سنويا لاستحضار أمجاد تاريخنا القديم، و مناسبة لإثراء تراثنا وفنوننا العربية الإفريقية الفريدة وإحياء الفضاءات العلمية والفكرية والأنشطة الفنية والثقافية والتراثية.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب:
" بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سكان ولاته الأعزاء ضيوفنا الكرام،
أيها السادة والسيدات،
أود في البداية أن أتوجه إليكم سكان ولاته التاريخية بالشكر الجزيل على ما خصصتم لنا من حفاوة وترحيب وحسن استقبال.
وأود أن أحيي الضيوف الكرام الذين قدموا من شتى المناطق متحملين عناء السفر للمشاركة في النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة، كما أنتهز هذه الفرصة لأتقدم إليكم وإلى كل الموريتانيين والموريتانيات بأحر التهاني بمناسبة ذكرى مولد خاتم النبيئين وإمام المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أعادها الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية والعالم اجمع بالخير واليمن والبركات.
إنها ذكرى شروق دين الإسلام الذي بدد حجوب الظلام وانتشر في الدنيا هداية وعدلا ورحمة وتسامحا.
إن تمسكنا بهذا الدين القيم كتابا وسنة وعملنا على أفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي حصن مجتمعنا على مر العصور من غوائل الفتن والتطرف والانحراف.
أيها السادة والسيدات،
تشكل مدننا القديمة ثقافة وعمرانا رمزا لهويتنا الحضارية وشاهدا حيا على دورنا التاريخي الرائد، لقد كانت تستقطب العلماء من كل الأقطار وكان لها فضل كبير في انتشار المعرفة والدين الإسلامي السمح شمال وجنوب الصحراء.
إن الأنظار اليوم متجهة إلى هذه المدينة التاريخية مدينة ولاته بمناسبة احتضانها للنسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة الذي أصبح حدثا وطنيا بارزا لدى كل الموريتانيين والمهتمين بالتراث الموريتاني العريق.
وهذا المهرجان فرصة تتجدد سنويا لاستحضار أمجاد تاريخنا القديم للتأكيد على الحفاظ عليها حية في وجداننا وضميرنا الجمعي لبناء حاضرنا واستشراف مستقبلنا، كما هو مناسبة لإثراء تراثنا وفنوننا العربية الإفريقية الفريدة وإحياء الفضاءات العلمية والفكرية والأنشطة الفنية والثقافية والتراثية.
إن مهرجان المدن القديمة يهدف في ذات الوقت وبالأساس إلى ترقية هذه المدن ومدها بمقومات النمو والتطور مع المحافظة على معالمها العمرانية وروحها التراثية و تاريخها العريق.
لقد ظل هذا الهدف حاضرا بقوة في سياسات الحكومة على مر السنوات الأخيرة حيث بذلت جهود كبيرة في سبيل تطوير البنية التحتية في هذه المدن وفك العزلة عنها وخلق فرص عمل لسكانها ودعم نشاطاتهم المدرة للدخل.
أيها السادة والسيدات،
إن الحفاظ على المدن القديمة وترقيتها يعد حفاظا على هويتنا الثقافية والحضارية وإسهاما في ترسيخ وتنمية قيم التسامح والاستقامة والتكافل التي اشتهر بها المجتمع الموريتاني على مر العصور.
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة في مدينة ولاته التاريخية، مجددا لكم الشكر جميعا ومتمنيا كل النجاح لهذه التظاهرة الوطنية الهامة.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
هذا واعطى رئيس الجمهورية إشارة انطلاقة الأنشطة الرئيسية للمهرجان.
وأشرف فخامته على افتتاح المعرض المنظم في إطار هذا المهرجان.
وتجول رئيس الجمهورية داخل مختلف أجنحة المعرض حيث أطلع على مختلف المعروضات من كتب ومخطوطات تذكر بالعطاء العلمي الغزير والمكانة العلمية الكبيرة التي احتلتها مدننا القديمة لفترات طويلة من الزمن.
كما أطلع رئيس الجمهورية كذلك على مختلف الصناعات التقليدية الوطنية و ما تتميز به هذه الصناعة من دقة وتميز وجودة وإتقان، وعلى نماذج من إنتاج التعاونيات الزراعية والواحاتية والدور الذي تلعبه هذه التعاونيات في المساهمة في تزويد الأسواق المحلية باحتياجاتها من هذه المنتوجات.
وتضم هذه المعارض بالإضافة إلى أجنحة الكتب والمخطوطات والصناعة التقليدية ومنتوجات التعاونيات الزراعية والواحاتية، معارض خاصة بكل المدن التاريخية و معارض ومتاحف خصوصية.
ورافق رئيس الجمهورية في زيارته لهذه المعارض والي الحوض الشرقي السيد صل صيدو الحسن، ووزير الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة،و الوفد المرافق لرئيس الجمهورية، والسلطات الإدارية والبلدية والأمنية.
كما أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الثلاثاء بمدينة ولاته التاريخية على سباق للإبل، منظم في إطار الفعاليات المخلدة للنسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة بولاته 2018.
وشارك في هذا السباق، الذي نظم في الساحة الواقعة على بعد 20 كيلومترا غرب مدينة ولاته، أزيد من مائة جمال جابوا مسافة أزيد من كيلومترين.
وسيحصل العشرة الأوائل في هذا السباق على جوائز نقدية قيمة في الحفل الختامي للمهرجان.
وأشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الثلاثاء من مدينة ولاته التاريخية إشارة انطلاق كأس رئيس الجمهورية للرماية التقليدية.
ويتنافس في هذه النسخة التي ينظمها الاتحاد الموريتاني للرماية التقليدية في إطار فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة بولاته زهاء 30 فريقا منضويا تحت لواء الاتحاد.
وأكد السيد خطري ولد أجه، رئيس الاتحاد، في كلمة بالمناسبة على أهمية هذه المنافسات التي يشرف عليها رئيس الجمهورية، مشيدا في هذا الصدد بدعم فخامته لهذه الرياضة العريقة الذي مكن من انتظام دوراتها وتفعيل النشاط الاقتصاد المرتبط بها في المدن التاريخية.
وأكد دعم الاتحاد الموريتاني للرماية التقليدية اللامشروط للنهج الذي رسمه فخامة رئيس الجمهورية في مواصلة تنفيذ المشاريع وتطوير التنمية في البلاد.
وحضر الانطلاقة والي الحوض الشرقي وأعضاء الوفد المرافق لرئيس الجمهورية وجمع غفير من هواة هذه الرياضة.
هذا، وأعطى فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الثلاثاء من المسجد العتيق بمدينة ولاته التاريخية، إشارة انطلاق سلسلة محاضرات تثقيفية وتوجيهية وذلك في إطار فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان المدن القديمة.
وتناولت أولى هذه المحاضرات التي ألقاها الفقيه الدرديري ولد باب ولد معط، موضوع الأمن والاستقرار كمقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية.
وأكد المحاضر في حديثه على أهمية الأمن والاستقرار، مشيدا في هذا الصدد بما تحقق لموريتانيا على يد فخامة رئيس الجمهورية من استقرار وأمن كان لهما كبير الأثر على تحقيق التنمية في البلد.
وتطرق المحاضر بإسهاب إلى تعريف الأمن لغة واصطلاحا واصفا إياه بحالة الاطمئنان التي يعيشها المجتمع بفعل ما يبذله الحاكم من جهود في سبيل تحقيق الاستقرار، مثمنا المقاربة الأمنية الموريتانية التي تعد مثالا يحتذى