نواكشوط _ و م أ:
أوضح رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، أن منطقة شمال إفريقيا تزخر بموارد طبيعية هائلة في مجالات الطاقة والمعادن والزراعة والصيد البحري والثروة الحيوانية والسياحة الشيء الذي يؤهلها لتصبح منطقة استقطاب للاستثمارات الصناعية والتجارية خاصة الصينية والإفريقية منها.
وأضاف رئيس الجمهورية في خطاب ألقاه اليوم الاثنين نيابة عن قادة شمال إفريقيا، أمام المشاركين في الحوار رفيع المستوى بين قادة إفريقيا والصين وممثلي عالم الأعمال في المنطقتين، الذي تحتصنه العاصمة الصينية بكين، أن بلدان شمال إفريقيا وجمهورية الصين الشعبية وباقي بلدان القارة تحرص بنفس القدر على ترسيخ التفاهم والتعاون بين الشعوب خدمة للسلم والأمن والتنمية المستدامة.
وهذا نص الخطاب:
" بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
فخامة السيد شي جي بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية
فخامة السيد سريل راموفوزا رئيس جمهورية جنوب إفريقيا
أصحاب الفخامة
السادة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية
صاحب المعالي السيد رئيس لجنة الاتحاد الإفريقي
يشرفني أن أخاطب جمعكم الكريم باسم دول شمال إفريقيا، وأغتنم هذه الفرصة لأتقدم بجزيل الشكر و وافر الامتنان لصاحب الفخامة السيد شي جي بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية ومن خلاله إلى الحكومة والشعب الصينيين على ما لاقيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة منذ وصولنا أرض هذا البلد الصديق.
إن الصين ومنطقة شمالية إفريقيا ترتبطان بعلاقات ضاربة في أعماق التاريخ حيث شكل طريق الحرير القديم جسرا للاتصال بين شعوب القارات على المستويات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
ومن شأن الحوار رفيع المستوى بين قادة الصين وإفريقيا من جهة، وممثلي عالمي الصناعة والتجارة من جهة أخرى، والذي نشارك فيه اليوم أن يعطي دفعا قويا للتبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين وشمال إفريقيا على وجه الخصوص والصين وإفريقيا بوجه عام .
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
تمتد منطقتنا منطقة شمال إفريقيا على مساحة شبه قارية تقارب تسعة ملايين كيلومتر مربع بسوق داخلية تتجاوز 240 مليون مستهلك وتتميز بوضعية جيوستراتيجية استثنائية حيث تقع على أهم الممرات البحرية التي تطل على كل من البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
كما تزخر بموارد طبيعية هائلة في مجالات الطاقة والمعادن والزراعة والصيد البحري والثروة الحيوانية والسياحة؛ الشيء الذي يؤهل منطقة شمال إفريقيا لتصبح منطقة استقطاب للاستثمارات الصناعية والتجارية خاصة الصينية والإفريقية منها بحكم الإرادة السياسية القوية بين قادة الصين وشمال إفريقيا في تعزيز وتطوير علاقات التعاون والتبادل بين الفضائين.
وتشكل مبادرة والتزام الرئيس التي أطلقها فخامة الرئيس شي جي بينغ، بخلق منطقة تبادل حر اتفاقا قيد التنفيذ لإنجاح الخيارات التنموية لبلدان منطقتنا حيث من المتوقع أن يبلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة 4 ترليون في الفترة مابين 2016 – 2019.
ويشكل استحداث مدونة استثمار جد مشجعة في بلداننا وتشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص روافد أساسية لترقية الاستثمار والتجارة بين شمال إفريقيا والصين من جهة وبين شمال إفريقيا وباقي المنطقة الإفريقية من جهة أخرى.
أصحاب الفخامة،
أيها السادة والسيدات،
إن بلدان شمال إفريقيا وجمهورية الصين الشعبية وباقي بلدان القارة تحرص بنفس القدر على ترسيخ التفاهم والتعاون بين الشعوب خدمة للسلم والأمن والتنمية المستدامة عبر العالم وهذا ما يوجب علينا تكثيف الجهود من خلال مضاعفة التعاون على أساس الشراكة الموجودة بين بلداننا لتحصين المكاسب التي تحققت.
كما أن الفاعلين في مجال الصناعة والتجارة في إفريقيا والصين مطالبون اليوم بالاطلاع بدورهم كاملا لاستغلال فرص الاستثمار الفاعل التي توفرها منطقة شمال إفريقيا والذي سيعود بالنفع الكبير على المستثمرين أنفسهم ويساهم في دفع عجلة التنمية وترقية التشغيل في بلداننا.
وفي الختام أتمنى لأعمال هذا الحوار رفيع المستوى بين قادة الصين وإفريقيا وممثلي عالمي الصناعة والتجارة في المؤتمر السادس لرجال الأعمال الصينيين والأفارقة التوفيق.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".