السالك ولد عبد الله،صحفي
مع بدء العد التنازلي لمعركة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في مالي (يوم الأحد القادم)، أظهر آخر سبر لآراء الناخبين أن كلا من الرئيس المنتهية ولايته، إبراهيم بوبكر كيتا (التجمع من أجل مالي RPM الحاكم)، وسومايلا سيسي (الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية UPRD المعارض) سيخوضان الجولة الثانية من الاقتراع؛ خاصة وأن العدد القياسي للمتنافسين (24 مترشحا) يجعل من شبه المستحيل حسم السباق الرئاسي في الجولة الأولى.
وفيما لجأ الرئيس كيتا لـ« خدمات » قادة بعض المشيخات الدينية في جنوب البلاد؛ اكتفى غريمه سيسي بزيارة شريف نيورو الساحل؛ الشيخ محمدو ولد الشيخ حماه الله طلبا لـ"البركات" غداة إعلان ترشحه للرئاسة، وهو ما يمكنه التعويل عليه في الشوط الثاني بعدما أعلن ولد الشيخ حماه الله دعمه للمرشح علي جالو الذي يرجح أن يدعم سيسي ضد كيتا في الجولة الثانية.
ويحظى سومايلا سيسي بدعم واسع داخل المجتمع المدني وأوساط الفنانين والفعاليات النخبوية في مالي؛ كما يتبنى خطابا يتجنب الشعارات السياسية والدعائية المعهودة، ويستثمر حصيلة أدائه على رأس الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب إفريقيا (منظومة الفرنك الإفريقي) وكذا رئاسة الحكومة في فترة سابقة.
وفيما يتهم الرئيس كيتا بالفشل في إعادة الاستقرار في الشمال وتحقيق المصالحة الوطنية في مالي، وكذا بالمسؤولية عن أعمال الإبادة التي تعرضت لها مجموعة الفلان؛ يقدم غريمه الرئيسي مقترحات عملية لإنهاء حالة العنف المتنامية في البلاد؛ متعهدا باستبدال القوات الفرنسية (برخان) تدريجيا بقوات إِفريقية عمادها وحدات القوة المشتركة لدول مجموعة الساحل الخمس، و العمل على تنفيذ اتفاق الجزائر حول وضع إقليم أزواد.
ويتردد في مالي أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوعز، في وقت سابق، لنظيره المالي بأن باريس غير راضية عن أدائه فيما يتعلق بالحد من نشاط التنظيمات الجهادية في مالي ومنطقة الساحل والصحراء بشكل عام.