من نافلة القول؛ بل لعله من أشد أنواع "اخروجو"؛ أن أتحدث عن علاقة الود والانتماء التي تربطني بتامشكط فهي البلاد التي نيطت بها علي تمائمي ؛ وأول أرض مس جلدي ترابها.
وهي مهيع الصبا وموطن الشباب وأرض الآباء والأجداد والأهل والجيران و"التيفلاش"؛ وهي قبل كل هذا وذاك قطعة غالية من جغرافيا هذا الوطن الحبيب؛ حيث شكلت منذ تأسيسها قبل نحو 90 عاما مركز إشعاع غذى الدولة الوليدة بعشرات الكفاءات التي تركت بصمات مشهودة. وأصبحت عنصرا فاعلا في مشهد صناعة التاريخ الوطني.
كما تناثرت على أديمها الطاهر عشرات المحاظر التي أضاءت فجاج الوطن والدنيا؛ وهي باختصار أرض مفاخر وكرم طارف وتالد.
واليوم، ولئن كانت سنوات الغربة الطويلة؛ قد قلصت التواصل المباشر إلا أنها لم تؤثر؛ ولو بشكل بسيط على حبل الود الممدود وعلى الاهتمام ب"تامة الشكر" وساكنتها الكرام الطيبين، وهو ما جعلني أفكر في أي الطرق أجدى لخدمة التامشكطيين. وبدا- لي في ظل الوضع السياسي الحالي أن الوقوف تحت قبة البرلمان للصدح بهموم واهتمامات أهل تامشكط قد يكون طريقا سالكا لرد جزء- ولو بسيط من دين تلك الأرض وساكنتها.
وعلى-ذلك الأساس أعلنت قبل أيام؛ وخلال وجودي خارج الوطن عن التفكير جديا في الترشح للنيابيات عن دائرة تامشكط، ووعدت بحسم القرار حال العودة بعد الاستشارة والاستخارة، وهو ما قمت به فعلا، حيث تشاورت مع طيف واسع من الإخوة والأصدقاء والمعارف وأصحاب الاهتمام، حيث تبين لي أن الأمر ربما يكون قد تأخر؛ وأن أي دخول على خط الترشحات الآن لن يضيف سوى إرباك المشهد وخلق انقسامات وتشظ داخلي لا أريده ولا يسرني.
ولما كان الأمر كذلك فقد قررت إلغاء فكرة الترشح حاليا مع وضع نفسي تحت تصرف أهل تامشكط الطامحين إلى خلق حالة وعي في المقاطعة تعيد لها ألقها وزاهر أيامها. .
إنني وإذ أعلن هذا القرار، لأجدد الشكر لكل أولئك الذين رأوني أهلا للثقة وعبروا عن استعدادهم لدعمي، وهو أمر ليس بمستغرب على الكرام أبناء الكرام ساكنة تامشكط حرسها الله بحفظه.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه؛ وأعاننا جميعا على خدمة موريتانيا كل من موقعه؛ حتى تتحقق أمانينا لها كلها بالرغد والتقدم والاستقرار والرفاهية..