إفتتاحية حزب "الصواب"
الخيار المبدئي
بعض دوائر ساحتنا الوطنية ولأسباب مختلفة عبرت عن استغرابها لخطوة حزب الصواب في تشبيك جهده السياسي والنضالي مع تيار حقوقي وطني عريض تأسس على تحقيق أهم الأهداف الاستراتيجية الكبرى في بلادنا وهو محاربة الرق المقيت وإزالة مخلفاته، وباستثناء من لهم دوافعهم الخاصة، لم يدرك هؤلاء أن حزب الصواب تأسس على قيم العدل والمساواة ومحاربة كل امتياز لا يبرره جهد صاحبه وأن جذور تاريخه النضالي هي من وضع أصحابها اللبنات الفكرية والسياسية لمكافحة الرق ابتداء من نهاية سبيعنيات القرن الماضي كما هم موثق بعناية في كتاب ( البعث والحراطين) وكانت مبادراتهم في مقدمة الجهود النزيهة التي شاركت من داخل النظام في دفع الجهود الرسمية المحتشمة لإصدار قرار إلقاء الرق 1980 و قدمت اقتراحا بتأسيس أول صندوق ائتمان وطني لتعويض ضحايا الرق، وترقية مناطق العبيد ، وأدت تلك الجهود المبكرة أن يكون أول المانحين لهذا الصندوق هو القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي من خلال دفعة أولى تمثلت في مبلغ ثلاثة ملايين دولار قدمها شخصيا في انواكشوط الأستاذ بدر الدين مدثر، أمين عام حزب البعث في القطر السوداني الشقيق وهو المبلغ الذي وضع عليه النظام يده بعد موجة اعتقالاته الواسعة للبعثيين في فبراير 1982، ونقله من حساب خاص إلى ميزانية الدولة ! منهيا بوادر الجهود الرسمية الضئيلة أصلا للقضاء على اخطر الظواهر التي تنخر جسمنا الوطني.
و بفعل الإهمال الرسمي المتواصل وعجز السلطة البين عن التعامل السليم والصارم مع الرق ومخلفاته طيلة العقود الماضية، وتنامي تأثير دوائر الغباء والسوء في شأننا الوطني بدات الثقة تتلاشى بين مكونات نسيجه الطبيعي، في ظرف سياسي اتسم بتعثر كل الخطوات المنتظرة لانتقال ديمقراطي قد يؤمن ظرفا مناسبا لمعالجة الملفات الكبرى على نحو أكثر حكمة ومسؤولية، وهو ما حتم على كل القوى التي تشعر أن لها دورا تاريخيا وآنيا في هذا الجانب أن تتكاتف جهودها، لتضميد جرح غائر لكنه سهل العلاج لمن يمتلكون الإرادة والرغبة والصدق، وذلك هو حال الجهتين اللتين وقعتا وثيقة الاتفاق السياسي الأخير : حزب الصواب بجذوره الفكرية التقدمية وتاريخه النضالي و حضوره السياسي، والتيار الوطني الداعم للمرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي بتوهجه النضالي وصموده واندفاعه الثوري وتضحياته الحقوقية الجسام..اتفاق سياسي وطني من أجل موريتانيا آمنة متصالحة مع نفسها تتقاسم الثروة والعدل والمساواة، وتؤمن لنفسها الأمن والإنصاف بعيدا عن كل وصاية، ولن يؤثر فيه غمز خصوم وحدتنا الوطنية ولا الترصد وسبق الإصرار للقيام بالوشاية و الفبركة الإعلامية التي قذفت آخر سمومها فيما يتداوله الناس هذه الايام.
حزب الصواب