إعلانات

"بناها فأعلى والقنا يقرع القناّ"

خميس, 28/06/2018 - 01:56

محمد محمود ولد سيدي يحي

معلمة "المرابطون" التي شيدها فخامة رئيس الجمهورية القائد المقدام محمد ولد عبد العزيز، تذكر في شموخها ورمزيتها بقلعة حلب الشهيرة التي بناها سيف الدولة الحمداني في غمرة جهاده ضد الروم، وقال فيها شاعر العربية الكبير أحمد بن الحسين المتنبي رائعته الخالدة :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا 
وموج المنايا حولها متلاطم..
مشاغل التنمية والأمن لم تثن القائد، الذي يريد لموريتانيا أن تكون دائما في القمة، عن بناء هذه الصرح الكبير في ظرف قياسي لاستقبال الحدث الاستثنائي الذي تعرفه نواكشوط لأول مرة وهو استضافة القمة الإفريقية..
 ويذكرني هذا القرار الشجاع، رغم الأصوات المبحوحة التي تريد أن تنال منه، بما فعله عمر بن عبد العزيز؛ عندما أمر بأن تزال مزينات من الذهب الخالص في المسجد الأموي وتوزع على الفقراء، فأطلعه الفقهاء أن الإبقاء عليها يزيد أبهة الدولة الإسلامية وهيبتها في عيون الأعداء، فعدل عن ذلك..
معلمة المرابطون تتويج لمعالم خالدة عرفتها موريتانيا في عقدها الذهبي، ليس أقلها رمزية ولا أبهة مطار أم التونسي الدولي، وجامعة نواكشوط العصرية، وجامعة لعيون الإسلامية، وميناء تانيت، وشبكات المياه العملاقة في آفطوط الساحلي والشرقي، وبحيرة الظهر.. معالم زيَنها مهرجان المدن القديمة، وتوجها المصحف الموريتاني، وشرفها طرد السفارة الصهيونية، ورفعتها إلى السماء السابعة قناة المحظرة، وإذاعة القرآن الكريم، وتخليد دم الشهداء في العلم الوطني..
إن الشجاعة، والصرامة، وعلو الهمة، والعطف على الضعفاء، خصال نادرة في القادة، وعلى الشعب الموريتاني أن لا يفوت الفرصة التاريخية في الاحتفاظ برئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لقيادة سفينة الوطن من أجل عبور آمن إلى المستقبل..