نواكشوط - الوكالة الموريتانية للأنباء:
أكد السيد محمد عبد الله ولد أوداع، وزير التجهيز والنقل، رئيس اللجنة الوزارية للتحضير للقمة الإفريقية في دورتها العادية ال 31 ، جاهزية موريتانيا لاستضافة هذا الحدث الإفريقي الكبير، مشيرا في هذا الصدد إلى أن كافة الإجراءات قد تم اتخاذها لإنجاح هذا الموعد.
وأضاف في بداية لقاء له مع بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء إلى المركز الدولي للمؤتمرات"المرابطون" أن لجنة تحضير القمة باشرت أعمالها فور تكليفها من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في ال 29 من شهر يناير الماضي حيث شكلت سبع لجان فرعية هي على التوالي لجنة الاستقبال والضيافة،ولجنة النقل واللوجستيك، ولجنة الأمن، ولجنة الاتصال والإعلام، ولجنة الثقافة، ولجنة مكلفة بالصحة وأخرى مكلفة بالحدث الموازي المتمثل في تخليد مئوية الرئيس الراحل نيلسون مانديلا.
وقال إن هذه اللجان التي يتولى رئاستها مستشارون برئاسة الجمهورية باشرت مهامها بشكل فوري ومباشر وسريع حيث تمكنت من القيام بإنجاز أعمالها والتحضير لهذا الحدث الهام في تاريخ البلد بعد القمة العربية التي استضافتها موريتانيا في العام 2016 والتي كانت قمة ناجحة.
وأوضح رئيس اللجنة ان رئيس الجمهورية ألزم لجنة التحضير للقمة باتخاذ جميع التدابير والإجراءات الكفيلة بأن تكون هذه القمة ناجحة بامتياز وان تخلد قمة نواكشوط في ذكريات تاريخ القمم الإفريقية التي تنظم خارج أديس بابا مشيرا الى أن اللجنة باشرت العمل عبر خطط الاستقبال والضيافة وتحضير الفنادق والاقامات الرئيسية مرورا بتحضير النقل إضافة إلى مختلف المجالات الموكلة للجنة.
وأعاد التأكيد على أن العمل قد انتهى وتم وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات، مشيرا إلى ان الجانب الأهم فيها تمثل في بناء مركز المرابطون الدولي للمؤتمرات الذي مثل قرار إقامته وتنفيذه تحديا كبيرا، أثبتت موريتانيا اليوم للمشاركين في القمة قدرتها على رفعه حيث اكتمل بناء هذا الصرح بالمواصفات الفنية المتبعة في المراكز الدولية للمؤتمرات .
ونبه الوزير الى إن اللجنة وفي إطار التحضيرات الميدانية عملت على الأخذ بعين الاعتبار لعدد بلدان القارة في كل مناحى البرمجة سواء منها ما يتعلق بالاقامات الرئاسية أو بالنقل أو بمواقف الطائرات مما تطلب إدخال توسعة جديدة على مواقف الطائرات بمطار أم التونسي الدولي لتمكينه من إيواء طائرات الرؤساء اذ لايمكن حيال حدث من هذا الحجم المجازفة بالعمل على عدد أقل من العدد المطلوب ـ على حد تعبيره ـ بل تطلب الأمر منا زيادة هذا العدد نظرا لتوقعنا وجود ضيوف استحقاقيين للقمة .
وحول الطابع الثقافي للحدث اوضح رئيس اللجنة أن موريتانيا التي تشكل همزة وصل وتماس بين إفريقيا والعالم العربي والتي انطلق منها المرابطون شمالا إلى أعماق أوروبا وفيها تشكلت إمبراطورية مالي ومنها انطلقت الدعوات إلى بلدان جنوب الصحراء، تولي أهمية خاصة للقمة الإفريقية التي تمثل بالنسبة لها تصالحا مع التاريخ لتصبح نواكشوط بذلك عاصمة لإفريقيا مشيرا إلى أن الزائر للمركز الدولي للمؤتمرات المرابطون مقر القمة سيلحظ وجود نماذج من منتوجاتنا التقليدية ومخطوطاتنا وموروثنا الثقافي الذي يشكل جواز مرور لهويتنا الحضارية.
ومن جانب آخر اوضح رئيس اللجنة ان التحضير لهذه القمة مكن من تنفيذ استثمارات على مستوى البنية التحتية عبر توسيع وتأهيل بعض شوارع العاصمة والشبكات الحضرية مما مكن من إعطاء الوجه الحضاري اللائق للعاصمة وبناء مركز دولي للمؤتمرات يشكل مفخرة للبلاد بشهادة الكثيرين من ضيوف القمة وتوسيع مواقف الطائرات بمطار نواكشوط الدولي أم التونسي تضيف تحسينا لخدمات هذا المطار وتجعله أكثر تنافسية.
وبخصوص الانطلاقة الفعلية للقمة أكد رئيس اللجنة ان اجتماعات المناديب الدائمين واللجان المتخصصة باشرت أعمالها منذ ال 25 من الشهر الجاري فيما يتوقع أن تنطلق غدا اجتماعات وزراء الخارجية المحضرة لقمة الرؤساء في فاتح وثاني يوليو المقبل، مشيرا في هذا الصدد الى أن المركز الدولي للمؤتمرات سيحتضن عدة أنشطة موازية خلال فترة القمة كاجتماعات رؤساء الوكالة الإفريقية للسور الأخضر وغيرها.
وبلغة الأرقام توقع رئيس لجنة تحضير القمة انطلاقا من بيانات اللجنة الإعلامية وبيانات الاعتماد وجود أزيد من 600 صحفي لتغطية القمة موزعين على الصحافة الدولية والإفريقية بمختلف مشاربها كما توقع الحضور الكمي لهذه القمة بأزيد من 4500 شخص حسب معطيات مفوضية الاتحاد، منبها في هذا الصدد إلى ان الوقت مازال مبكرا لإعطاء العدد النهائي ومؤكدا جاهزية المركز وأماكن الإقامة والوسائل اللوجستية لتأمين الخدمات الضرورية للمشاركين في القمة مهما كان عددهم.
وأوضح الوزير أن اللجنة تباشر أعمالها بالتنسيق مع مفوضية الاتحاد الإفريقي لتأمين نجاح القمة وذلك بناء على العقد الموقع بين موريتانيا والمفوضية والذي يحدد إطار التعاون والتنسيق بين الجانبين، حيث ينتظر أن تشهد هذه الأيام عشرات الاجتماعات سواء على مستوى اللجان او السكرتيريا وغيرهما من المرافق الأخرى مما يرفع وتيرة العمل إلى ذروتها ويدفع الجميع إلى التعاون وتوحيد الجهود لإنجاح الموعد الإفريقي الكبير الذي اختارت موريتانيا احتضانه.
ودعا الجميع إلى المشاركة كل من موقعه والعمل على إنجاح القمة وتقديم موريتانيا في صورتها الحقيقية، موريتانيا المضيافة، موريتانيا الاستقرار، وموريتانيا الإنجازات وموريتانيا الحضن الإفريقي الدافئ.
هذا، واتخذت موريتانيا كل الإجراءات اللازمة لاستضافة الدورة ال 31 لمؤتمر قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بنواكشوط يومي 1 – 2 يوليو 2018.
ولبست نواكشوط حلة جديدة وازدانت شوارعها و أحياؤها الرئيسية بمنشئات عصرية، وتم إحكام الإجراءات الأمنية، وتجهيز مطار نواكشوط الدولي (أم التونسي) بمختلف أجنحته بوسائل الراحة التي تضمن استقبال ضيوف موريتانيا في أحسن الظروف وتوسيع الشوارع والممرات وتهيئة الفنادق لتنظيم هذا الحدث الهام الذي تتولى موريتانيا البلد المؤسس تنظيمه لأول مرة في تاريخها بعد أن اقتصرت مشاركتها في السابق على ملء المقعد في عشرات القمم التي تعاقب تنظيمها بين الدول الأعضاء دون أن يحرك أصحاب القرار في ذلك الوقت ساكنا يعكس حيوية وفاعلية بلادنا في هذه المنظمة الإفريقية ذات الدور المحوري والأساسي في إسماع صوت القارة والدفاع عن قضاياها الأساسية.
وعبرت بلادنا في أكثر من مناسبة عن تقديرها الكبير للثقة التي منحها الاتحاد الإفريقي باختيارها لاحتضان قمته المقبلة.
وتم في هذا الصدد إنجاز قصر للمؤتمرات خاص بهذا الحدث، في وقت قياسي وبمواصفات دولية تراعي أحدث النظم والمعايير العصرية في البناء والتشييد والتجهيز فضلا عن اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق النجاح الأمثل للقمة.
وستُسهم بلادنا بهذا الحدث إسهاما كبيراً في تنمية قارتنا على جميع المستويات، لاسيما خلال هذا العام، الذي يُصادف الذكرى المئوية للراحل نيلسون مانديلا (1918-2013)، ومانديلا هو أحد أبرز الرموز في القارة الإفريقية، حيث سجن 27 عاما؛ بسبب نشاطه المُناهض لسياسات التفرقة العنصرية ضد السود في بلده جنوب إفريقيا، ثم أصبح عام 1994 أول رئيس أسود لجمهورية جنوب إفريقيا.
وتأتي قمة نواكشوط كثاني قمة للاتحاد الإفريقي بعد اكتمال النصوص المُهيئة للإصلاحات الهيكلية المقررة في السنوات الأخيرة كخلاصة لعمل اللجنة الخاصة بالإصلاح المؤسسي بقيادة الرئيس الروندي الرئيس الدوري حاليا ابول كاغامي، والتي ستعرض على القادة في هذه القمة للبت فيها.
ومن أبرز الإصلاحات الناتجة عن هذه المقترحات التي تم التحضير لها في القمة الماضية عبر انتخاب الرئيس الدوري للسنة المقبلة (2019) الرئيس المصري السيد عبد الفتاح السيسي، توفُّر المنظمة على إحدى الآليات المهمة في المشاورات واتخاذ بعض القرارات وفق نظام الترويكا الرئاسي المعمول به في الاتحاد الأوروبي.
وسيتم عرض التوصية المتعلقة بعقلنة جداول أعمال هيئات الاتحاد الإفريقي من أجل تعميق الدراسة والتركيز على التقارير الأكثر ارتباطا بشعار القمة، والتأكيد على مواصلة الانضمام للاتفاقيات المنبثقة عن الإصلاح المؤسسي الجديد مثل اتفاقية النقل الجوي، والسوق المشتركة، وغيرها، والإسراع في تنفيذ المقررات المتعلقة بالإصلاح المالي للمنظمة، إضافة إلى تعزيز دور المنظمات الاقتصادية الإقليمية الإفريقية مثل الإيكواس، والايغاد، والسادك، والاتحاد المغاربي، التي يتوجه الاتحاد الإفريقي لمنحها أدوارا أكثر أهمية في اتخاذ القرارات داخل الاتحاد.