العقل والقلب ...التحالف لا يعني الضم، ولا اعتناق كل من المتحالفين مذهب الثاني، لكنه تنازل عن مستويات من الخطاب لصالح مستوى جامع، والتحالف بهذا المعنى انتصار للمتحالفين، بل ولكل ذي نزعة وحدوية، لكنه لن يروق لكثيرين ممن يبتغون وقفة لله من أمريكا تخسف الأرض بخصومهم! - في كل تحالف أو صلح تقع تنازلات قد تكون مؤلمة، لكنها الجسر الذي يعبر عليه عادة ما ينسي ألمها، والتاريخ العربي الإسلامي شاهد بذلك منذ تحمل السيدين للديات، وصبر ابن عباد في البداية لرزئه في ابنه، وصولا إلى رهن حرب لأبي سفيان، وليس انتهاء عند صلح الحديبية. - إن الجنوح إلى خطاب معتدل يخفف حدة الاحتقان في بلد مقبل على الكثير، إذا أخذنا بعين الاعتبار الاكتشافات الأخيرة، والاهتمام الغربي المتزايد بالبلد، وما نعرفه عند الغربيين من مخططات تفكيكية وقودها الصراعات العرقية والدينية والمذهبية، وأي تحالف يعتبر قطعا لتلك الطريق، بما يمكن أن يفضي إليه من عدالة اجتماعية واستقرار. - العبودية داء عضال، والقوميون سبقوا كل التشكيلات للوقوف بحزم في وجهها، حتى المستعبدين أنفسهم، وكان ذلك أيام كان ملك الرقاب شعيرة من شعائر التدين المحلي، فلا غرابة مطلقا في الأمر، ولعل وجه التناقض الوحيد يكمن في الوسائل المتبعة، وهذه يمكن التوصل فيها إلى نقاط التقاء. وهي - رغم المآخذ عليها، وحدتها - لا يمكن أن تحول دون الالتقاء، فأنفك منك وإن كان أجدع. - هذه الملاحظات موجهة للعقلانيين الذين ينظرون إلى أبعد من مواطئ أقدامهم، أما الرومانسيون الحالمون، فالحل أمامهم بسيط: "مزق تصانيفه واقتل عشيرته @ عل الحشا منك بعد الحر يبترد" يمكنكم بمنشوراتكم الحادة، وتعليقاتكم المستفزة أن تلقوا بيرام وحركته في البحر، وقد آن الأوان لذلك، ألقوهم في البحر بمشاركة منشوراتكم وبالنشر والتعليق، فهذه وسائل تكفي لسحق الخصوم. فأنتم قوم إذا غضبتم غيرتم صور صفحاتكم الشخصية، وكتبتم منشورا تتوعدون فيه، لكنها جعجعة بلا طحين! يقول درويش: "للملحميين النسور ولي أنا طوق الحمامة نجمة فوق السطوح، وشارع يفضي إلى ميناء" يقول شيخ الطريقة الحمادية باب احمد باب أحمد: حد اجّلّج من تحالف == بيه اعلنُّ شاف ازراگُ مَظاگُ خاتر تتخالف == لعراق ألا يطرطاگُ ....