بقلم: السالك ولد عبد الله، صحفي
مقال مطول يتحدث عن أحداث تاريخية يعود بعضها إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وعن حضارات وحروب وغزوات في بلاد الشام ومصر؛ ليخلص إلى أن أرض فلسطين "أرض لليهود الذين استعادو سيادتهم واسترجعوا أرضهم بقيام دولة إسرائيل في العام 1948"، وأن ’كل من يوجد في تلك الأرض من غير اليهود، أي العرب، هم غزاة"..
المقال يظهر على الصفحة الرسمية لرئيس حزب "القوى التقدمية من أجل التغيير" الموريتاني صمبا تيام، بموقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي مع صورته (ليس مشاركة ولا إشارة من صديق) بل نشره من يدير الصفحة عن وعي وإدراك كاملين.
تم نشر المقال مع الصورة في موقع CRIDEM الذي نسبه لزعيم حركة "فلام" سابقا (تيام صمبا) وأشفعه بصورته، ولم يعترض هذا الأخير أو يقدم توضيحا لإدارة الموقع إذا كان المقال لغيره كما زعم في منشور "استدراكي" نشره بعد 24 ساعة على نشر مقاله الأول !
غير أن انتشار موضوع المقال، في صفحات التواصل الاجتماعي، وترجمة مضامينه في المواقع الإخبارية باللغة العربية، وتصاعد لهجة الغضب والاستياء داخل الأوساط السياسية والفكرية والشعبية، بما في ذاك الأوساط الزنجية الموريتاتية؛ جعلت تيام صمبا يحاول، مرتبكا، النجاة بنفسه من "محرقة" التصهين الفكري التي أشعلها "المقال المشؤوم"؛ فبادر بنشر تدوينة يقول فيها إن المقال الذي نشر في صفحته لم يكن من عنده، وإنما حدث "خطأ في النشر"؛ مضيفا أن المقال لمؤرخ وباحث سينغالي في جامعة الشيخ أنتا جوب بدكار؛ يدعى الشيخ التيجاني انجاي !
حسب استنتاجي الشخصي المتواضع، فإن السيد تيام صمبا أقر (صراحة) بتبنيه الطرح الصهيوني حول القضية الفلسطينية بما في ذلك تهويد القدس وتكريس دولة خالصة لليهود على كامل أرض فلسطين المحتلة؛ ثم أقر (ضمنيا) بالاعتداء على الملكية الفكرية لغيره، عبر "سرقة" منتوج فكري لمؤرخ وباحث بجامعة الشيخ أنتا جوب !