دعا المثقف الموريتاني الكبير الدكتور بدي ابنو إلى عدم التغطية على ما أسماه جرائم نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
وقال ولد أبنو في تصريح حمل عنوان " لنْ ننسى ... والتاريخ لنْ ينسى ... والحقّ لنْ ينسى...." نشر هذه الليلة "لا أعرف لمَ يبذل البعضُ جهداً كبيرا في نفي أي علاقة عضوية له بالأنظمة ثم يَبدو وكأنه المعني حين تُــذْكر جرائمها"، مضيفا "منْ يدّعي أنّه لم يكنْ يعرف فعليه بحسب منطوق ادّعائه أنْ يسكت عمّا لا يعرف. أوْ فليبحثْ ... فليبحثْ فعْلا".
وقال "مرّة أخرى لنكنْ صريحين : هذه قضية دماء لا حصر لها أريقتْ وأجسادٍ وأنفسِ كريمة عُذّبتْ وإنسانية انتهكتْ. هذه قضية لا تقبل المجاملة".
واعتبر أن "الدفاع عن الجرائم ليسَ رأياً أْوْ وجهة نظر. الدفاع عن الجرائم جريمة وتواطؤ مع الجريمة. والدفاع عن جرائم الأنظمة (الجرائم الإنسانية والاقتصادية إلخ) هو بداهة تواطؤ إجرامي أعظم"، بحسب تعبيره.
وقال ولد أبنو، الذي يعد من أشهر العقول العلمية الموريتانية المقيمة بالخارج "الذين يقولون إنهم لم يكونوا على اطلاعٍ على مجازر نظام ولد الطائع قدْ يكون جهلهم قابلا للنقاش أمّا إنكارهم فجريمة".
وقال "الجرائم التي يرتكب نظام ما هي مسؤوليته. ومسؤولية أصحاب الضمائر الحية هي إدانتها والمطالبة بمحاكمة المسؤولين عنها وإحقاق الحق. الحديث عن النعرات لا معنى له إلا لمن يعتبر أنّ فئة من الشعب مسؤولة أكثر من غيرها من الفئات عن جرائم نظام ولد الطائع. وهذا ما يلزم الوقوف في وجهه لأن النظام هو وحده المسؤول عن جرائمه".
وقال "كل نظام يخدمه أنْ يعتبره الناس ممثلا لفئة أو شريحة اجتماعية حتى تشعر هذه الفئة بالتضامن معه".
وقال "سواء اتفقنا أنّ الاستهداف بالنسبة لجرائم نظام ولد الطائع اتّبع معيارا عرقيا أو شرائحيا أو جهويا أو قبليا أو أنّه لم يتبعها فإنّ حديثنا هنا هو عن جرائم وحشية ارتكبها نظام, أكبر خدمة له هو أن تسكت عن هذه الجرائم أو تدعو إلى نسيانها أو إلى إنكارها أو تعتبر أنّها ليستْ مسؤوليته وإنّما مسؤولية شريحة أو فئة بكاملها وأنها قضية نعرات".
ويشار إلى أن ولد أبنو كان الناطق الرسمي باسم المعارضة الموريتانية في الخارج في أوج المواجهة بين نظام ولد الطايع وخصومه، وتم الاعتداء عليه في باريس من طرف أنصار النظام وقتها، كما لعب الرجل "دورا" غير معروف الحجم حتى الآن فيما كان يسمى "بتنظيم فرسان التغيير".
واعتزل ولد أبنو العمل السياسي منذ الإطاحة بنظام ولد الطايع في أغسطس 2005، وتفرغ للعمل الأكاديمي والثقافي والإبداعي.
ويعد ولد أبنو اليوم من أبرز الأكاديميين العرب في المنفى، كما أنه جزء من إصلاح وتطوير منظومة التعليم العالي في بلدان غربية وعربية وإفريقية وآسيوية.
ومنذ اعتزاله العمل السياسي وتفرغه للشأن العلمي، اكتفى ولد أبنو بإصدار بيانات من حين لآخر تعبر عن مواقف مبدئية في القضايا الإنسانية والحقوقية فقط.