عمان - استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، أمس، بقصف إسرائيلي كثيف ضد قطاع غزة، وذلك على وقع استعداد القوى والفصائل الوطنية لجولة جديدة من "مسيرات العودة"، وسط إجراءات سلطات الاحتلال العسكرية لقمعها والتنكيل بالمتظاهرين العُزل.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن "المواطن محمد أحمد حجيلة (30 عاما)، وهو أحد عناصر "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" استشهد إثر قصف إسرائيلي استهدف نقطة رباط للمقاومة، شرق حي الشجاعية بمدينة غزة"، والذي تسبب، أيضا، في إصابة آخرين، جراح بعضهم خطيرة، وفق الناطق باسمها، أشرف القدرة.
وفي وقت لاحق أمس، استشهد شاب فلسطيني باطلاق النار عليه خلال مواجهات على الحدود بين غزة وإسرائيل، بحسب وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية.
وقالت الوزارة إن الشاب يدعى عبد الله الشهاري (28 عاما)، واستشهد في اطلاق نار شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
وباستشهاد المواطن الشهاري؛ يرتفع عدد شهداء الوطن المحتل إلى 34 شهيدا فلسطينيا، وقرابة 3 آلاف جريح، برصاص قوات الاحتلال أثناء مشاركتهم في "مسيرة العودة" السلمية التي انطلقت في ذكرى "يوم الأرض"، بالثلاثين من الشهر الماضي، بالقرب من الشريط الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة العام 1948.
وقد أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على عدة مواقع تابعة للمقاومة الفلسطينية في وسط وشمال قطاع غزة.
وزعم الجيش الإسرائيلي، على لسان ناطقه أفيخاي أدرعي، إنه "استهدف بالطائرات الحربية موقعا تابعا لحركة "حماس" شمال غزة، ردا على القنبلة التي أصابت، أول من أمس، قطعة هندسية شرق القطاع"، بحسب قوله.
وردت المقاومة الفلسطينية على استهداف الاحتلال، وفق الأنباء الفلسطينية، بإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة على موقع "ناحل عوز" العسكري الإسرائيلي، شرق غزة.
وطبقا للمواقع الإسرائيلية الإلكترونية؛ فقد دوت صافرات الإنذار في مستوطنات الاحتلال "كفار عزة" و"كفار سعد" الواقعة بمنطقة "غلاف غزة" إثر استهداف المقاومة للموقع العسكري الإسرائيلي.
وفيما لا تزال أجواء القطاع ملبدة بالتحليق الكثيف للطائرات الإسرائيلية العدوانية؛ فقد واصلت قوات الاحتلال شن حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وطالت الاعتقالات عددا من المواطنين بعد مداهمة منازل بعضهم وتخريب محتوياتها والاعتداء على ساكنيها، وذلك خلال تنفيذ قوات الاحتلال لعمليات اقتحام لكل من محافظة جنين، والخليل، وبيت لحم، وطوباس ونابلس وشرق قلقيلية.
كما شرعت قوات الاحتلال بحملة تنكيل جديدة بحق مواطني مخيم شعفاط، وسط القدس الحتلة، عقب اقتحامه الواسع بآليات وجنود الاحتلال من جهة الحاجر العسكري القريب من مدخل المخيم، حيث نفذت حملة اعتقالات واسعة ضد عدد من الشبان الفلسطينيين.
من جانبه، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، أن سلطات الاحتلال ترتكب جرائم حرب بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها قيامها بإطلاق النار بشكل متعمد على المظاهرات السلمية، في قطاع غزة.
وقال عريقات، خلال مباحثاته مع وفد برلماني من مجلس العموم البريطاني أمس في رام الله، إنه "مع فداحة هذه الجرائم، إلا أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منعت إصدار بيان عن مجلس الأمن يطالب بلجنة تحقيق".
ونوه إلى "الآثار التدميرية لإعلان الرئيس ترامب "الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إليها، عشية ذكرى "النكبة" في أيار (مايو) القادم. وقال عريقات، إن "حماية القانون الدولي والشرعية الدولية تتطلب مساءلة ومحاسبة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لأن عدم القيام بذلك سيعني فقط دفع المنطقة وشعوبها إلى أتون العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء."
وأوضح بأن "وقف دفع المخصصات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تعد محاولة لفرض الإملاءات وتصفية القضية الفلسطينية، من خلال تكريس فرض الوقائع الاحتلالية التي تقوم بها سلطات الاحتلال، عبر المستوطنات والاستيلاء على الأراضي وتهجير السكان والإعدامات الميدانية واعتقال ومحاكمة الأطفال".