نواكشوط - و م أ:
أكد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز أنه على يقين من أن الاجتماع التشاوري الاستراتيجي حول منطقة الساحل الذي انطلق صباح اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات في نواكشوط، سيفضي إلى مقاربة شاملة من شأنها تجاوز العوائق التي تعترض التنفيذ السلس والأنجع للاستراتيجيات المتعلقة بقضايا الأمن والتنمية.
وأبرز سيادة الرئيس لدى افتتاحه أشغال هذا الاجتماع، أن موريتانيا أخذت خطر الإرهاب في وقت مبكر على محمل الجد، واتخذت الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص عبر إعداد استراتيجية وطنية متعددة القطاعات ضد الإرهاب والتطرف العنيف.
وفيما يلي النص الكامل لخطاب فخامة الرئيس:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
السيد الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية،
السادة الوزراء،
صاحب المعالي السيد موسى فاكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي
صاحبة المعالي السيد أمينة محمد، الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة،
صاحب المعالي رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا،
صاحب المعالي السيد أنخيل لوسادا، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الساحل،
صاحب المعالي السيد مامان صديقو، الأمين الدائم لمجموعة الخمس في الساحل،
السادة والسيدات أعضاء السلك الديبلوماسي وممثلو المنظمات الدولية والإقليمية،
أيها السادة والسيدات،
أود في البداية أن أرحب بكم جميعا وبضيوفنا الكرام على أرض موريتانيا وأتمنى لهم مقاما سعيدا بيننا وأتقدم إلى الاتحاد الإفريقي بالشكر على اختياره مدينة نواكشوط لاحتضان هذا الحدث الهام، الاجتماع التشاوري الاستراتيجي حول الساحل.
ولا يسعني في هذا المقام، إلا أن أحيي هذا الحضور المتميز الذي يبرهن بجلاء على الأهمية الفائقة التي تحظى بها منطقتنا.
أصحاب المعالي،
أيها السادة والسيدات،
تتعرض منطقة الساحل منذ سنوات لتحديات كبيرة في مجالات الأمن والتنمية فاقمتها التداعيات السلبية لصراعات إقليمية ودولية من جهة والتأثيرات المأساوية للتغيرات المناخية من جهة أخرى.
ولمواجهة هذه التحديات تم اعتماد العديد من الاستراتيجيات والمبادرات على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية والدولية، الشيء الذي مكن على وجه الخصوص، من تطويق الخطر الإرهابي واحتوائه وتحقيق نتائج إيجابية على صعيد تجفيف مصادر تمويل الإرهاب من خلال التصدي لمصاعب تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية.
أصحاب المعالي،
أيها السادة والسيدات،
إننا في موريتانيا أخذنا خطر الإرهاب في وقت مبكر على محمل الجد، واتخذنا الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص عبر إعداد استراتيجية وطنية متعددة الابعاد ضد الإرهاب والتطرف العنيف.
وقد مكنت هذه الإستراتيجية من الوصول إلى نتائج معتبرة في مجال تأمين ترابنا الوطني ومحاربة التشدد خصوصا في صفوف الشباب وخلق مزيد من فرص العمل للطبقات الأكثر هشاشة في مجتمعنا.
وقد أطلقنا على المستوى الإقليمي إلى جانب 10 دول أخرى من دول الساحل والصحراء، مسار نواكشوط سنة 2013، الذي يهدف إلى ترقية التعاون والتنسيق الأمني بين الدول الـ 11 الأعضاء.
وعلى مستوى شبه المنطقة، أنشأنا ضمن دول شقيقة في الساحل هي بوركينا فاسو ومالي والنيجر واتشاد، مجموعة الخمس في الساحل لرفع تحديات انعدام الأمن والتنمية التي تواجهها هذه الدول، وقد أصبحت مجموعة الخمس في الساحل اليوم إطارا ناجعا لدولنا ومحاورا متميزا حول جميع القضايا ذات الصلة بالأمن والتنمية في المنطقة.
وفي هذا الإطار، لا يسعنا إلا أن نعبر عن ارتياحنا للاهتمام والدعم الذي حظيت به القوة المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل من طرف المنظومة الدولية وشركائنا في التنمية وكذلك لبرنامج الاستثمار ذي الأولوية للمجموعة.
أصحاب المعالي،
أيها السادة والسيدات،
إني على يقين من أن هذا الاجتماع الهام سيفضي إلى مقاربة شاملة من شأنها تجاوز العوائق التي تعترض التنفيذ السلس والأنجع للاستراتيجيات ذات الصلة.
وفي الختام أعلن على بركة الله افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري الاستراتيجي حول الساحل، متمنيا له النجاح والتوفيق.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته".