نواكشوط – المحيط+ الأخبار:
أطلق "مركز الرواد للدراسات والترجمة والإعلام" مساء أمس الأحد (25 مارس 2018) بالعاصمة نواكشوط أنشطته رسميا ليكون أحدث مركز دراسات في البلاد، في ظل توجه المنطقة والعالم إلى الاعتماد على اقتصاد وأمن المعرفة.
ونظم المركز بهذه المناسبة ندوة عن أحدث قوة عسكرية إقليمية مشتركة في العالم هي "القوة العسكرية المشتركة لمجموعة دول الساحل الخمس"، وجرت الندوة تحت شعار "قوات الساحل المتشركة 5... الفرص والتحديات"، وذلك بحضور خبراء عسكريين ومدنيين ونخبة من المثقفين والإعلاميين.
وأكد رئيس مركز الرواد للدراسات والترجمة والإعلام الدكتور محمد سعدنا ولد الطالب في كلمته الافتتاحية للندوة أن القوة تحولت في عالمنا اليوم إلى مفهوم جديد هو مفهوم القوة الناعمة والتي تقوم على الدراسات والبحوث، مشيرا إلى أنه في موريتانيا بدأ البعض يدرك أهمية القوة الناعمة.
بدوره استعرض العقيد المتعاقد والخبير العسكري سيدنا عمار الأمين، الوضع الاقتصادي لهذه المجموعة، لافتا إلى أن فرنسا صاحبة الماضي الاستعماري لدول المجموعة، لن تغادر المنطقة بسبب مصالحها الإستراتيجية.
وبخصوص الدور الموريتاني في هذه المجموعة أوضح أنه بات بإمكان موريتانيا دخول الأراضي المالية بمسافة 50 كم لتتبع الجماعات المسلحة، كما أن لديها القيادة العملياتية للقوة المشتركة للمجموعة.
من جهته الخبير المختص في شؤون منطقة الساحل، محمد محمود أبو المعالي، اعتبر أن ظاهر مجموعة دول الساحل وقوتها المشتركة، هو إقحام موريتانيا في معارك مالي.
وأشار إلى أنه يجري الحديث عن أن الجيشين الموريتاني والتشادي هما الجيشين الذين يعول عليهما في هذه القوة.
وتحدث ولد أبو المعالي، عن الارتباطات الديمغرافية والاجتماعية لموريتانيا بالشمال المالي (إقليم أزواد) وعن ماض التعاون الموريتاني المالي في مجال الأمن، مذكرا أن مالي سبق أن خذلت موريتانيا في بعض المعارك خاصة معركة "غابة وقادو"، التي كان مقررا أن تقوم قوات البلدين بدخولها لطرد كتائب القاعدة منها، غير أن الجيش المالي انسحب من العملية العسكرية قبل 30 دقيقة فقط من بدء الهجوم، غير القوات الموريتانية نفذتن الهجوم ودخلت الغابة التي تعد من أخطر المناطق التي تتحصن فيها الكتائب السلفية.
وبخصوص أبرز العقبات التي تواجه قوة الساحل المشتركة، رأى ولد أبو المعالي أنها تتمثل أساسا في الاعتراض الجزائري على هذه القوة، مشيرا إلى العمق والنفوذ الجزائري الواسع في مالي.
وتحدث ولد أبو المعالي عن فصائل التنظيمات السلفية شمال مالي وأبعادها العرقية.
كما ألمح إلى أن عدم تسوية مشكل إقليم "أزواد" شمال مالي (تسكينه أغلبية من العرب والطوارق)، وعدم تطبيق اتفاق المصالحة الموقع في الجزائر يشكل عبئا أمنيا وحاضنة للتطرف في المنطقة.