خطوط على الرمال
أمضيت فترة في السعودية طالبا بجامعة الرياض بداية الثمانينيات، سجنت خلالها بتهمة نشر “الأفكار الهدامة” (الناصرية)…كان الإخوان المسلمون – وكل الفروع المشابهة- يسرحون ويمرحون.. كلمة واحدة من إخواني تكفي لوضع المرء وراء القضبان…
كنا نتندر على بعض السعوديين يذكر المرأة متبوعة بـ “الله يكرمك”.. أتذكر أننا كنا نهرب من أي مكان توجد به امرأة.. واذكر شخصيا أنني في المكتبات والمتاجر كنت أهرب بعيدا حينما “تصطدم” عيناي بعيني فتاة منقبة في عملية استراق متبادلة للنظر..كان التلفزيون الحكومي يعلن على الدوام “تنفيذ الحد” في يمني أو سوداني أو سعودي…ولم تكن المسافة طويلة بين “ارتكاب الفاحشة” واستراق النظر….
وأمس تعهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالقضاء على “فكر عناصر جماعة الاخوان المسلمين الذي غزا المدارس السعودية” حسب وصفه.
وقال بن سلمان في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة سي بي اس نيوز الأمريكية إن “المدارس السعودية تعرضت لغزو من عناصر لجماعة الاخوان المسلمين، ولا يزال البعض منهم موجودا، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائيا”.
وقبل ذلك سُمح للفتاة السعودية بدخول الجيش، وصدرت فتوى تبيح سفور الوجه..وسُمح للطالبات بالانعزال في غرفة مغلقة مع الرجال.. وبقدر من الاختلاط….
هذه أمور جيدة تحسب للفتى السعودي.. لكن يبقى السؤال: إلى أي حد يسمح للأميركيين بالتدخل في مناهج التعليم..؟ .. وما هي السرعة المناسبة لسير التحولات؟…
الدنيا لا تبقى على حال………