(إيجاز صحفي)
شهد اليوم الثاني من مهرجان نواكشوط للشعر العربي في دورته الثالثة تنظيم أمسية شعرية شارك فيها ثلاثة شعراء، وشملت حفل توقيع أربعة مؤلفات أدبية موريتانية صادرة في الشارقة، بالإضافة إلى سمر فني وأدبي شارك فيه عشرات الشعراء وأحيته فرقة عماد/ لبابة، حيث صدحت قصائد الشعراء وحناجر الفنانين بحب موريتانيا والإمارات ولغة الضاد وقيم الإنسانية.
وبدأت ثاني أماسي المهرجان مساء أمس بإشراف سعادة عبد الله محمد سالم لعويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة والأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط على توقيع أربعة كتب لمبدعين موريتانيين تمت طباعتها في الشارقة.
وقام أستاذ النقد. محمد المصطفى ولد سعدبوه، والشعراء: د. ناجي محمد الإمام، ود. مباركة بنت البراء، والمختار السالم بتوقيع النسخ الشرفية من مؤلفاتهم الجديدة وهي على التوالي: "النقد الأدبي في موريتانيا"، و"الرجل الذي أحبه المطر"، و"مدى حرفين"، و"يأتون غدا".
كما قام سعادة عبد الله محمد سالم لعويس رئيس دائرة الثقافة بحكومة الشارقة والأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط بتوزيع شهادات المشاركة على كل من الشعراء ببهاء بدّيوه، وأحمد الشيخ سعد بوه، ومحمدن عبد الرحمن الناجي.
وبدأت الأمسية الشعرية مع الشاعر ببهاء بدّيوه، الذي قرأ ثلاث قصائد من ديوانه "أنشودة الدم والسنا"، بدأها بقصيدته "هواجس الليل"، التي يقول فيها:
تَرِيدِينَ مَرْجًا لَيْسَ يَنْضَبُ زَهْوَهُ
وَلَيْسَ لَهُ خَلْفَ الْأَوَانِ يُبُوسُ
إِذَا أَشْرَقَتْ أَزْهَارُهُ فَكَأَنَّمَا
عَلَى الْأَرْضِ مِنْ إِشْرَاقِهِنَّ شُمُوسُ
تَغَنَّتْ بِهَا الْأَرْجَاءُ فَهْيَ حَمَائِمٌ
وَطَابَتْ بِهَا الْآنَاءُ فَهْيُ عَرُوسُ
وَكَيْفَ التَّغَنِّي بِالدِّيَارِ دَوَارِسًا
وَهَذِي دِيَارٌ مَا لَهُنَّ دُرُوسُ
رَوَائِقُ لَمْ يَلْمَسْ حَصَاهُنَّ لاَمِسٌ
وَلَكِنَّ أَحْلَامًا هَنَاكَ تَجُوسُ
فَأَصْبَحْتُ لَا تَنْحُو بَيَ الْهَمَّ وُجْهَةٌ
وَذَلَّلْتُ عَادَاتِي وَهُنَّ شُمُوسُ
إِذَا مَا طِلَابُ النَّازِحَاتِ تَعَذَّبَتْ
بِهِنَّ، وَإِنْ فَاتَ الطِّلاَبَ، نُفُوسُ
يَكُونُ لَنَا مِنْ فَوْتِهِنَّ بَشَاشَةٌ
بِهَا الْقَفْرُ رَوْضٌ وَالْخَلَاءُ أَنِيسُ.
أما الشاعر أحمد الشيخ سعد بوه، فقد قرأ أربع قصائد من تجربته الشعرية، يقول في قصيدته "شفق بوجنة":
شفق يرتل سفر من هم قادمون
إلى متى؟
يا راهبا بصوامع الوجنات
أملا يزف بشارة
يا قدسية
مهما بعدت سأضرم النيران حولك سامرا
وبجعبتي سيفي المضي
وصحائفي
ومحابري
ألعاب أطفالي
حلاك حبيبتي
متأبطا عودا أهم بعزفه
ومع الشروق حبيبتي
ومع الشروق سنلتقي.
بدوره قرأ الشاعر محمدن عبد الرحمن الناجي ثلاث نماذج من شعره، بقصيدته "عبور للضفة الأخرى "، التي يقول فيها:
عشرون بحرا عبرتُ الآنَ من عمري
لمرفأ الضوء أو تلويحة الجُزُر
أمضي إلى مَجمَع البحرين مُلتحفا
توقَ القصيدة للأسرار و الخَضِر
مسافة الغرق الحتميِّ أقرأها
وحدي بلا ذات ألواح و لا دُسُر
يقودني الهدهد الطواف علّ يدي
تلقى ضفافَ اليقين البيضَ في السفر
أنا الذي طفت في الأشياء أبحث عن
سر الحقيقة ؛ عن معنايَ مذ صغري.
إلى أن يقول:
مبعثرٌ في مرايا الأمس ؛ تُقرئني
خطاي وجه الغياب المحض من عمُري
خلعت وجهي الطفوليّ البريء فقد
يذوب في الحيرة الأولى إلى البشر
و أنَّ هذا البياضَ العذبَ أقنعةٌ
و للبروق ابتساماتٌ بلا مطر.