حُكم القُبلة ،في ذاكرتنا الجمعية بين بالغيْن من نفس النوع انه فضيحة ومعصية.
ويبقى الدوري الجاهلي للشطرنج بين عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة، حيث سجل في مرماها نتيجة :99 مقابل01..أشهرَ ذكر رومانسي لهذه الشعيرة الغزلية التي تثبتُ البحوث والدراسات أن أول من مارسها هُم العرب وأن أبيات الفارس الأسمر هي أول ذكر لها في المحفوظات الإنسانية.
ويبدو أنه كان على العرب ان ينتظروا وعد بلفور والنكبة والعدوان الثلاثي والنكسة والاستنزاف و حرب رمضان وسقوط بيروت ليدشن المغفورُ له ياسر عرفات عواصف من القبل والعناق في مواسم سفرياته التي هي إقامته الدائمة ،ورغم ما سببه من إحراجات لمضيفيه فقد كان التفهم سائدا لحالة رمز القضية.
ولكن دخول سُهَى مخدع الرجل ،الذي أكّد مرات زواجه قضيةَ شعبه، واختفاء السوفيات لم يخفف من هذه العاطفة الجياشة.
وجاءت اتفاقيات أوسلو وحديقة البيت الأبيض والكلينتونان ومراهقتهما تشيلسي و"شريكي في سلام الشجعان"رابين والسيد بيريز ،زاد استهلاك مادتيْ العناق والقبل مضاعفا..
ولقد بدا مأساويا، والرمز الذي تنخر جسمه المتناحف سموم شارون وتآمُر مَن نالوا أنصبتهم من "البوس" طيلة قيادته،يوزعها راعشا في رحلةالحوامة الأخيرة إلى عمان ثم باريس رحمه الله تعالى وتجاوز عنه.
تذكرتُ كل ذلك وأنا أتابع، الآن، استقبال رئيسة الاتحاد الأوروبي لمهندس أوسلو الأول والأخير أبو مازن وهو "يندلق" بين ذراعيها في مشهد غرائبي لما وصلت إليه " القضية".
وستظل "فلسطين "من البحر الميت إلى المتوسط ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش قضية تحرير أمة وأرض وأقداس، لا قضية قُبَل...