(إيجاز صحفي)
بتوقيع ثلاثة دواوين شعرية جديدة، وتوزيع جوائز مسابقتهم الشعرية الأولى، نظم "سدنة الحرف" أول نشاط ميداني لهم اليوم (الأحد) وذلك بمقر بيت الشعر في نواكشوط، ووسط حضور كبير لقادة ورموز الساحة الأدبية والثقافة في موريتانيا.
وتأسست "سدنة الحرف" قبل أشهر بجهود فردية من طرف شعراء ومثقفين موريتانيين في الداخل والخارج.
وتمكنت المجموعة من إطلاق الموقع الأدبي الموريتاني الوحيد في الساحة حاليا، والذي يحمل اسمها.
وشهد الحفل اليوم توقيع ثلاثة دواوين شعرية للشاعر الكبير إبراهيم الأندلسي، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها ثلاثة دواوين دفعة واحدة لشاعر موريتاني.
وهذه الدواوين هي: (الأهداب الصافنة، وانكسار الطين، وأوتار الأندلس الأخير).
كما تم توزيع جوائز مسابقة سدنة الحرف السنوية في نسختها الأولى (دورة الشاعر الراحل الشيخ بلعمش)، وهي المسابقة التي نظمت تحت شعار "القدس الشريف... عربية إلى الأبد"، وفاز بها كل من الشعراء: اما اعل حاجب وأحمد كباد بالمرتبة الأولى مناصفة عن قصيدتيهما على التوالي "موال" و"قصيدة القدس"، بينما فاز بالمرتبة الثانية إسماعيل ولد امبارك عن قصيدته "الفجر المرجى"، وحصد الشاعر محمد المامون محمد المرتبة الثالثة عن قصيدته "ميقات النبوءة".
وشهد الحفل تكريم نخبة من أساطين الأدب الموريتاني.
فقد كرم الراحلون: الشاعرة خديجة عبد الحي، ومحمد ولد عبدي، والشيخ بلعمش.
ومن قادة المؤسسات الإبداعية تم تكريم كل من: د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط، والدكتور.
ومن رواد الأدب الموريتاني المعاصر تم تكريم الشعراء: ناجي محمد الإمام، وباتة بنت البراء، ومحمد المحبوبي.
كما تم تكريم الفنانة الكبيرة لبابة بنت الميداح، وهي من أشهر الفنانين المعاصرين الذين تبنوا بقوة القصيدة الفصيحة في الأغنية الموريتانية الحديثة.
وتشرف الحضور بالاستماع إلى كلمات ألقاها بالمناسبة كل من : د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر بنواكشوط، ود. ناجي محمد الإمام رئيس جمعية الضاد، ود. محمد ولد أحظانا رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، والشاعر إبراهيم الأندلسي.
وكان الحفل قد افتتح بخطاب للأديبة حواء بنت ميلود تحدثت فيه باسم "سدنة الحرف" عن مشروع السدنة، وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السادة الحضور
السيدات والسادة
السادة الشعراء الفائزون بمسابقة سدنة الحرف الأدبية
السلام عليكم.
لا شكّ أن هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة لي على المستوى الشخصي وعلى مستوى عضويتي كمؤسسة في "سدنة الحرف"، التي هي مجموعة بدأت على "الواتساب"، لتتحول إلى مشروع ثقافي ترعاه نخبة من كبار الشعراء والأدباء والكتاب والمفكرين والمثقفين الموريتانيين في الداخل والخارج، والذين تمكنوا، وبجهودهم الخاصة، من تأسيس فضاء أدبي وثقافي سادن لكل المقومات التي يبتغونها لثقافة بلدهم وأمتهم. وفي مقدمة ذلك السعي لتثمين وتطوير التجربة الشعرية في البلاد وتشجيع المواهب وإثراء الساحة الثقافية.
ولأن "سدنة الحرف" تشكلت كفضاء تفاعلي افتراضيا، ولأن السدنةِ مصممون على إلقاءِ بذور الطموح داخل حقل التنفيذ، فقد كان امتحانا حقيقيا أن يعود "مظليو الأزرق" بشاشاته الناعمة إلى الاصطدام ب"الأزرق" المغبر بآثار الحوافر والأظافر، وهي تسعى لحجز مكان ما تحت مظان المطر.. المطر حبر أبجدية الحياة فلا دورة للحياة إلا دورة الحبر.
وهكذا كان "الهبوط" الناجح على ريش الأحلام.. دون الخوف من الاصطدام بنتوءات أو تجاويف الربع الخالي من الوهم.. اليوم... الأحد.. الواحد والعشرون من يناير 2018، نقدم لكم إنجازين ملموسين.
الأول: صدور هذه الدواوين الشعرية الثلاثة في سابقة من نوعها لشاعر موريتاني. هذا الشاعر النجم من فصيلة "التبَّانيات" اللغوية والأدبية الخالدة.. هو سفير البلاد ثقافيا. هو أضاف مقعدا أو منبرا آخر إلى عقد الفرادة الشنقيطية... من ولد الشنقيطي الأول إلى الأندلسي الأخير..
في هذه الدواوين الثلاثة (الأهداب الصافنة، وانكسار الطين، وأوتار الأندلس الأخير)... نجد بذخ الموريتاني في عشقه لدياره وأوكاره وأوتاره وهويته ولغته وشاعريته.. مما قبل المهلل إلى الأوتار التي تتأبى على الانقطاع..
والعفو فإنه ما من شهرزاد يمكنها إكمال الحكاية في هذا المقام...
الإنجاز الثاني: هو توزيع هذه الجوائز التي تراهنُ في فعلها التنظيمي، على مدائن وأفراسِ الخلد والتألق.. القدس، الشيخ بلعمش، وشعر الشباب.
قبل أن نبدأ بتوقيع الدواوين وتوزيع الجوائز... أذكر أننا في "سدنة الحرف" تمكنا... ولم يمض على تأسيسنا سوى أشهر.. من أن نطلق موقعا ألكترونيا أدبيا ثقافيا. هو الموقع الوحيد حاليا من نوعه في البلاد.
السادة الحضور،
هذه مناسبة نتقدم فيها بالشكر الجزيل إلى كل الفاعلين الثقافيين الوطنيين من أفراد ومؤسسات إبداعية على ما يبذلونه من جهود.
ولا يفوتنا في هذا المقام الإشادة بدور بيت شعر نواكشوط لما قدمه هذا البيت من تشجيع للشعراء والأدباء. وإننا لنحمل د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر بنواكشوط تحيات سدنة الحرف إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ما يوليه من اهتمام ورعاية للثقافة العربية عامة، وللشعراء والمبدعين الموريتانيين خاصة.
إن بيوت الشعر هي منصات إقلاع للإبداع والانتشار. ونذكر هنا أن النوادي والصالونات والجمعية الأدبية والثقافية في الوطن العربي أصبحت اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى "قمة عربية" لتنسيق استراتيجياتها وجهودها وتكاملها، خاصة في ظل المشهد الذي نبتهل إلى الله أن تخرج منه أمتنا عزيزة منتصرة.
السادة الحضور
إن سدنة الحرف مجموعة من الأدباء الذين ألف بينهم الشعرُ والثقافة إنتاجا ومشاريع.. وإن عزمنا على اقتحام مصاعب النشر ورقيا وألكترونيا هو تحد نثبتُ وسنثبتُ أكثر أنهُ تحد وليس مستحيلا.. فخلال فترات وجيزة ستحضرون إن شاء الله إنجازات لأعضاء السدنة. وبينها نشر أعمال، ومبادرات تحفيز لعمل ثقافي منظم وموحد.
هذه سانحة نخص فيها بالشكر الجزيل أميننا العام الشاعر الكبير الدكتور أدي آدب، والشاعر الكبير عبد الله أمون والشاعر الكبير د. بدي أبنو على ما واكبوا به هذه المجموعة من رعاية وتشجيع معنوي ومادي، ومن إنتاجية وحرص على أن تكون "سدنة الحرفِ" في خدمة التجربة الأدبية الموريتانية.
السادة الحضور..
إن في جعبتنا الكثير من الأفكار أو الأمنيات التي نتمنى تطبيقها خدمة لثقافة البلد، فطموح السدنة عابر لكل الطموحات... لكن سأكتفي بهذا القدر... فأنا سيدة وأخاف أن تهمة الثرثرة ما تزال تلاحق بناتي.. ولا مفارقة إذا لم نعدم من بينهن اليوم من تترحم على شهريار.. في بدعة الإطالة والإطلالة.
أخيرا.. ما من سنبلة كانت خارج البذرة.. فإذا تسنبلَ الحرفُ وتحبر السادنُ.. فقولوا بشرى لملائكة اللغة.
دمتم جميعا..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى بركاته