امربيه ولد الديد
عرف مهرجان المذرذرة الثقافي في نسخته الأولى التي أقيمت هذه السنة تحت شعار "العلك " نجاحا باهرا فاق كل التوقعات حيث استطاع أن يوحد كافة أطياف المقاطعة تحت يافطته محققا بذلك إجماعا قل نظيره ومغيرا الصورة النمطية عن المهرجانات الثقافية في موريتانيا والتي تمزج بينها وحفلات الأعراس العادية حيث جاء بمادة علمية وثقافية وفنية وتراثية غنية وخصبة قدمت في قوالب احتفالية وتنظمية بهيجة ومتميزة كان كل شيئ فيها نابعا من المذرذرة وعائدا إليها .
أما أسباب النجاح فلعل من أهمها :
- الابتعاد منذ اللحظات الأولى عن السياسة
- الإيمان الراسخ لدى منظمي التظاهرة بأهمية كسر الجمود الثقافي في منطقة تتنفس الثقافة وتعشق العلم والفن.
وكان اختيار موضوع النسخة الأولي (العلك) الذي يرتبط به الجميع و يجد فيه كل فرد من أبناء المقاطعة جزءا من تاريخه قدساهم هو الآخر في إنجاح هذه التظاهرة الفريدة
- العزيمة القوية للمنظمين التي لم تثنيها المصاعب والاكراهات خلال سنة من العمل الدؤوب حيث واصلوا اجتماعاتهم وتحضيراتهم بمعنويات عالية وبعزيمة لا تلين حتى تحقق الهدف المنشود.
- روح الفريق التي طبعت عمل المنظمين وانفتاحهم على الجميع حيث ظلت كل اللجان التحضيرية للمهرجان مفتوحة أمام كافة أهل المذرذرة بل أكثر من ذلك كانت المشاركة في كل الاجتماعات متاحة لكل أبناء المقاطعة وتتم مناقشة الأمور بأريحية كبيرة حيث تطرح كل الآراء ليعتمد أصلحها بغض النظر عن من قدمه.
- التعامل بحكمة وروية مع بنيات الطريق والعقبات التي كادت تعترض مسيرة التظاهرة
وكلها معطيات ساهمت في إنضاج فكرة مهرجان العلك على نار هادئة لتقنع أهل المذرذرة بجديتها فيتسابقون للالتحاق بها ودعمها بسخاء والمشاركة فيها بفاعلية فكان المهرجان بداية مشجعة تؤسس لموسم ثقافي سنوي في المذرذرة سيكون دون شك له ما بعده في التعاطى مع الشأن الثقافي والتنموي بطريقة تتجاوز متاريس الانتماءات السياسية الضيقة وتقفز عليها نحو فضاءات الثقافة والإبداع الرحبة.