إن الجرأة على المقدسات وتجاوز الممنوعات وهتك حرمات العقائد منهج مدروس و مخطط له في دوائر ماسونية صهيونية استخباراتية كبيرة سخرت له منظومة شديدة الدقة والعملانية يستدعي جميع فروع التخصصات ومن أبسطها الإعلام الذي لم يعد يبالي بأي مقدس أو محظور ولم يعد ملزما بمدونة سلوك ولا أخلاقيات مهنة إن تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين ، وإذا احتج مسلم فهو متخلف و مناهض لحرية الفكر والديمقراطية، لكنه عندما ينكر المحرقة اليهودية يدخل تحت طائلة المحظور المطلق، و الحكم عليه واجب النفاذ الفوري…
ولقد أصبح تطاول المسلم على دينه ( على غرار: وشهد شاهد من أهلها) وَصفةً موصوفة للنجومية و الزعامة لمن هب و دب ، وأبسط جوائزها المؤكدة الحصول على الحماية وحق اللجوء السياسي باعتبار فاعلها ضحية لهمجية الإسلام…
إنها نجومية سلمان رشدي وآياته الشيطانية والكاتبة البنغلاديشية المغمورة تسليمة نسرين ، وعشرات من ميتي الضمائر الباحثين عن مأوى أو مفر من العسف و الظلم والتخلف و الجهل في بلادنا التي هي (دار مسلمين) و ليست دار إسلام كما قال الطهطاوي رحمه الله.
إنها حكاية ولد مغمور تهز الناس ويبدءون منها رد الفعل الممجوج الذي يطفو فقاعة فاقعة انفعالية ولا يلبث أن يخبو وينقشع كضباب بحرنا النكد وسراب قيعاننا الهارب دوماً إلى الأمام . فماذا بقي من تظاهرات الأمس وتصريحات الأمس الدابر قبله، وماذا بقي من مقالات الإنفعال مما يقنع بعدالة الرأي وسمو الرسالة التي نتبارى “بطق الحنك” للدفاع عنها بما لا يقنع متمردا و لا يفحم مرتدا ولا يعظ زائغا..
إن الأزمة أعمق والبلاء أحيق والمصيبة أشد من أن نلخصها في ردة رجل أو فعلة مارق ،أو أغنية هابطة ،أو مقال في موقع …
إنها أزمة مجتمع نخره الفساد طارفا وتليداً ،وقدمته نخبه المتواكلة المتآكلة لقمة سائغة لمن يتربص بسجله الدوائرَ لينتقم من أمْسِه باغتيال غده ..
أما الغرب و الصهيونية فمن صميم بقائهم أن يتآمروا علينا، لأنهم يدافعون عن منظومة مصالح وقيم ، وليس الأمر غريبا ليستخدمه الكُسالى شماعة يعلقون عليها المعاذير عن عجزهم ، إنهم يستدرجوننا لمَصارعنا ونستجيب بفسادنا الحكومي و الفردي وقبليتنا و جهويتنا وفئويتنا و شرائحيتنا و تشبث بعضنا بأفاعيل يندى لها الجبين…ثم نرفع عقيرتنا بالتكبير و التهليل نفاقا و عجزا و رياءً…
إن حكاية هؤلاء وأولئك تذكرني بحكاية “مومس الخوبة”….
بعد طلوع النصارى (الإستعمار 1902) كانت امرأة مبتلاة بالفاحشة ،كلما حبلت وجلدها أهلها وأبعدوها ، تحبل عند من يَرِقُّ لها ويُؤويها من الجيران، حتى انتقلتْ إلى إحدى المدن الجديدة التي أسسها الفرنسيون حول قواعدهم ، حيثُ استقرتْ ، فحملتْ ، وكالعادة ، رمتْ رضيعها في ظاهر المدينة ، وعثر عليه العسسُ ، فبحثوا عن من يتولى رعاية اللقيط ،ودلتهم التحريات عليها فطلبوا منها التكفل به مقابل مرتب شهري،
فقالتْ:( إِ سَبْـــرَكْهـُــمْ إلينْ عادُوا يخلْصُـــوا)…
فأضحتْ مَثُلاً سائراً للمبيقات التي أدخلت المدنية الغربية لإفساد البلاد والعباد .. إنه أولُ لجوء سياسي في تاريخ البلاد.. لفائدة من أصبحن يسمين: ” أصحابات الدشرة…”