إعلانات

صدام حسين.. ياصفوة الرجال..

خميس, 21/12/2017 - 13:53

في الذكرى الحادية عشر لاستشهاده.. صدام حسين.. يا صفوة الرجال.. و يا معنى الحياة!

محمد الكوري ولد العربي (*)

ها نحن نسبح ضد تيار زمن الرداءة باتجاه استحضار زمن العزة و الكرامة ، الذي لم يعد يفصله عنا سوى أيام ، نقطعها في سير حثيث طلبا لبتر الرداءة بسيف فعل الخلود.. في أعظم ذكرى لأعظم قائد ، بعد عصر النبوة و أصفيائه، علا ذروة المجد ، ثم ترجل من عليائه ليلقي آخر كلمات ذهبية له تفاوحت مسكا عطر صفحات التاريح الإنساني و أشرقت بها زوايا العالم المظلمة. إنها الذكرى الحادية عشر لاستشهاد سيد عصره ، بلا منازع، الرفيق الرئيس صدام حسين ، الذي مضى عن عالم يعج بالاسفاف ، لما لا يعيبه، بل ليجمع الحسنيين ، عزة النفس و طيب الذكر في الآخرين، في خاتمة هي الأجمل و الأبقى في الأولين و الآخرين، و في يوم من أعظم أيام الله، يوم الحج الأكبر.. يوم البراءة من الشرك و المشركين !
وهي الذكرى التي شكلت، وأيم الله، أسمى معاني الإنسانية في مواجهة الوحشية التي تقاسمتها قوى الصهيونية مع قوى البغي و الدجل الفارسية في هذا اليوم المشهود.. المشؤوم !، حيث حطمت وقفة ذلك القائد العظيم ، في ذلك المشهد الرباني المهيب ، كل مشاريع العدو الأمريكي- الصهيو- فارسي ، و أزاحت ظلمة اليأس و كنست كيد التيئيس الذي رامه الأعداء بإعدام الأمل في نفوس أبناء الأمة . فكادوا ، و كان كيدهم في تباب ! وأبى الله إلا أن يحول تلك اللحظة الفارقة إلى هزيمة مدوية للعملاء و أسيادهم ، و إلى بركان من الغضب الجماهيري ، عبر قارات العالم، ضد فعلتهم البربرية، و إلا أن يحولها إلى بحر من الحب الإنساني الدافق من مختلف الشعوب و الألسن لذلك القائد الخالد- صدام حسين !، حيث ما زالت تلك الفعلة البشعة تفعل فعل التحريض الهادر و الأبدي على الصمود و المقاومة و الجهاد المقدس بالضد مما سعى له الأرذلون ، من عجم و عرب خونة !
و بهذه المناسبة القومية و الإنسانية الخالدة، فإن الأنسب ، في استحضار اشراقاتها و وهجها، هو استثمار تلك الصورة البهية التي رحل بها الشهيد صدام حسين و تلك الوصايا بصوته الزبوري ، في إحياء و تفعيل المعاني و القيم الإنسانية العظيمة التي دافع عنها الشهيد ، و التي أراد بشموخه الأسطوري ، في ثوان قبل الموت، أن يورثها أمانة في عقبه من أبناء الأمة و أجيالها من بعده. و لقد كان لتنظيم المؤتمر الشعبي العربي أكبر الأثر على نفوس أبناء الأمة المخلصين، كما كان له أبلغ تأثير سلبي على معنويات أتباع ايران و عملائها الصغار ، الذين يتخللون الأمة لتشويه صورة النضال القومي ، و ليضعوا خلالها خبالا !
فشكل ذلك المؤتمر ملحمة سياسية و فكرية لا تقل في معانيها و نتائجها عن الملاحم الجهادية التي يخوضها أبناء الأمة في فلسطين و العراق و الأحواز العربية ، حيث تلاحمت هذه القضيا و ظهرت للعرب قضية قومية عربية واحدة ، لا تنفصل معاركها عن بعضها، و أعاد هذا المؤتمر للذهنية العربية العلاقة الجدلية بين النضال من أجل الوحدة العربية ، و النضال من أجل تحرير فلسطين ، بعد ما تمكنت أمريكا و حلفؤها و أدواتها ( الصهيونية و الصفوية الايرانية) من ثلم الوعي القومي حيال ترابط القضايا العربية و تساوي القيمة المبدئية للحق العربي، بغض النظر عن أقطار الأمة، حتى بتنا نرى بعض المخبولين ، من أدعياء العروبة، يمجدون التفريس و ينادون بايران، بديلا عن العرب، في استرجاع الحق العربي ، في فلسطين ! ( يتبع )

***

إن مناسبة ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين  تقدم فرصة سنوية عظيمة، عظم الشهيد نفسه، تتكرر في شكلها و تتجدد في استنباط معانيها،  مما يستدعي استغلالها لنشر و تعزيز روح و قيم النضال ، و تعميق الوعي القومي ، و فضح خبايا التآمر الفارسي مع الأمريكيين و الصهاينة ;  و في دعم مقاومة الشعب العربي في العراق و الأحواز.

 

ذلك الدعم الذي يعطي البرهان على صدق الانتماء القومي العربي، و هو ، أيضا دليل على اتباع الخط النضالي الاستراتيجي بالنسبة للقضية العربية المركزية في فلسطين.

 

فكل دعم أو اسناد مادي، سياسي، معنوي، أو سوقي أو عسكري للمقاومتين في العراق و الأحواز هو ما يقربنا زلفى و يعيدنا للخط السليم إزاء محنة فلسطين، و كل خذلان و تخاذل لهاتين المقاومتين هو خيانة لقضية فلسطين، مهما تلبست الجهات التي انتهجت ذلك النهج الشاذ ببراقع  الإسلام، و مهما غالطت و تلونت و أثارت من دخان للتعمية على شذوذ موقفها، فالعرب و المسلمون، حكاما ونخبا، مسؤولون مسؤولية مباشرة عما أصاب العراق و الأحواز من تمزيق و من جرائم ضد الإنسانية.

 

 و لا فرق بين من يحتل فلسطين و من يحتل العراق و الأحواز، و من يشرد الشعب العربي في فلسطين، ومن يشرد شعب العراق و الأحواز، و لو صبغ صفحة السماء بشعارات المقاومة عن فلسطين وعن الإسلام.

فالدم العربي لا يعرف التفاضل، و هو الذي يسيل و"يفسح بالمجان في الشوارع و يختلط بدم المسالخ" ، كما وصف ذات مرة سينغور،  في القدس و غزة و بغداد و المحمرة، على أيدي الثالوث الشيطاني : أمريكا- الصهاينة- ايران !!

 وقد سمعت بعض القيادات الإسلاموية تنتقد هذا الطرح، و تحاول أن تشوهه من منطلق خصوصية مدينة القدس، و لكني تجنبت القدس، في مسألة تساوي القيمة المبدئية للحق العربي، لاعتبارات دينية تخص القدس، دون غيرها.

 

و لكن باقي فلسطين يبقى مثل أرض العراق و الأحواز و موريتانيا، باستثناء  الأخذ في الاعتبار التفاوت في القيمة الجيو- بوليتيكية أو مخزون الثروات، أو الكثافة الديموغرافية.

 

فعندما تحتل دولة خارجية موريتانيا، لن نقبل من جهة عربية أو إسلامية أن تنظر لبلدنا نظرة تفاضل مع أي أرض عربية أخرى، أو نقبل منها الدعوة لتأجيل المقاومة عن أرضنا حتى يتحرر هذا أو ذلك من الأرض المحتلة، بل نحن نربط بين تحرير جميع الأرض العربية ربطا عضويا، دون انتقاص أو مفاضلة .

 

فمن العيب أن تلتزم القوى " العروبية و الاسلاموية " الصمت عن احتلال العراق و الأحواز  بحجة المفاضلة و التفاضل مع فلسطين ، بغرض التلبيس على موقف تخاذلي مكشوف و محاولة وضع و فرض تعارض في خيار النضال من أجل كامل الأرض المحتلة، جملة واحدة.

 

 إنها " ازداوجية معايير" لا تأتي بتحرير فلسطين و لا تستجيب لدواع الوعي القومي السليم.

و من هنا، يجب إعادة تشكيل هذا الوعي الذي تعرض للتشويه على أيدي مرتزقة ايرانية و قاصري نظر بهتهم الظرف الدولي، فهم يتخبطون للتمسك بأي شيء للنجاة من الغرق، حتى و لو كان بالتمساح الفارسي.

فلنعد بناء أمجاد أمتنا انطلاقا من هذه التأبينات السنوية، و لنستلهم منها ما نلجم به أطماع بني صهيون و نطفئ به نار الحقد الفارسي، و نقطع ألسنة حدادا بالسوء بحق أمتهم، التي يزعمون الانتماء إليها.

فحيا الله أبطال الأمة، الذين عضوا على هوية نضالهم ناصعة كماء الصخور، فلم تلتبس هويتهم القومية بثقافة قورش و مزدك، و لم تنحرف بوصلتهم بفعل رشى إيرانية من أموال  شعب العراق، التي تبددها ايران على عناقيدها الدموية، و تغذي بها "مشاتل" مخبريها المبثوثين في كافة أقطار الأمة.

و رحم الله الشهيد صدام حسين، الذي ارتقى منصة المجد و الخلود، و هو عاض على مبادئه، و الرفعة و العقبى الحسنى لرفاقه الذين يخوضون أشرف الملاحم و أقساها، و ما ضعفوا و ما استكانوا ، ف " منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر، و ما بدلوا تبديلا ".

 

و قد تبين أنهم كانوا الحصن الحصين للأمة، فبعدهم هلكت أناسي كثير، و سالت أودية من دماء المسلمين، في مشارق الأرض و مغاربها، و تقطعت أرحام، و نهبت أموال طائلة، و انتهكت الحرمات، و تعربد الطغاة في سورة فحش و وقاحة غير مسبوقة.

 

 و هكذا مشى و رحل الشهيد صدام حسين عن هذه العبثية العالمية و عن هذه الحقبة الرديئة من تاريخ البشرية، مشية أسد هصور عن عواء الثعالب خلفه، تاركا أسود البعث، و حدهم غرباء، يقاتلون هذه الحقبة التاريخية، مصداقا للحكمة : لولا المشقة و التفاوت في همم الرجال أمام  قسوة المحن لبطل التفاضل بين الناس !!. فطوبى للغرباء !!.

محمد الكوري ولد العربي 
رئيس حزب الوطن