نواكشوط - المحيط + و م أ:
دعا البرلمان الموريتاني (الجمعية الوطنية) الحكومة الموريتانية إلى العمل على عقد "قمة عربية" و"قمة إفريقية" لاتخاذ ما يلزم إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة ل"إسرائيل"، كما دعا الرئيس الأميركي ترامب إلى التراجع الفوري عن قراره اعتباره الجائر.
وألزم البرلمان في جلسة علنية اليوم (الثلاثاء) الحكومة الموريتانية باتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية الممكنة لتحصين الإجماع الدولي الرافض لقرار "ترامب".
ودعا إلى "التنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب والمسلمين والأصدقاء في العالم كله من أجل حمل الإدارة الأمريكية على مراجعة قرارها".
وحث البرلمان الموريتاني في بيان صادر عقب جلسته "كافة الفاعلين الوطنيين والعرب والأفارقة والمسلمين وفي العالم كله من أحزاب سياسية ومنظمات للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ونقابات للوقوف بقوة أمام أي مساس بقدس الأقداس".
ودعا إلى المساهمة في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها عبر "إجبار المحتل الغاصب على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وغيرها من القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية".
وأكد البرلمان الموريتاني رفضه المطلق للقرار الأمريكي، مشددا على أنه "باطل ولا يترتب عليه أي أثر قانوني على الوضع المستقبلي للمدينة والمقدسات الموجودة بها".
وفيماي لي نص البيان:
"إن الجمعية الوطنية الملتئمة في جلسة رسمية يوم الاثنين 18 دجمبر 2017 أثناء دورتها العادية الأولى للسنة البرلمانية 2017 - 2018، وعملا بما أوصت به اللجنة "بالمناسبة " التي انشئت لهذا الغرض وبعد الاطلاع على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصادر بتاريخ: 06 دجمبر 2017 القاضي بالاعتراف بالقدس الشريف كعاصمة للكيان الصهيوني وتحويل مقر سفارة بلاده لدى هذا الكيان هناك.
- إذ تسترشد بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
- وإذ تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين المركزية.
- وإذ تستحضر مكانة القدس الشريف لدى كل العرب والمسلمين والمسيحيين كمهد للرسالات وأرض للنبوءات ومنتهى للإسراء ومبتدإ للمعراج وأول قبلة للمسلمين وحاضنة لثالث الحرمين الشريفين ولكنيسة القيامة.
- وإذ تذكر العالم بتاريخ هذه المدينة وبحرية العبادة فيها في ظل الحكم العربي الإسلامي والتي أرست قواعدها العهدة العمرية، إحدى أهم وأول الوثائق التي تؤسس للتسامح الديني والتعايش بين أتباع الديانات السماوية.
- وإذ توقن بضرورة احترام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، خصوصا من طرف دولة عضو دائم في مجلس الأمن.
- إذ تستظهر بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، خصوصا قرارات مجلس الأمن أرقام: 242، 252، 253، 271، 465، 476، 478، 672، 1073، 1322، 1397، 2334 والتي تمتلك حق النقض الدولي وبقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة أرقام: 181، 303، 225، 1397،2334 وقرارات اليونسكو أرقام: 150، 159، 184، 192، 196، 200 وبالرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بلاهاي الصادر بتاريخ 09/ 07/ 2004 حول قانونية الجدار العازل.
- وإذ تؤمن بأن الخروج عن مظلة الأمم المتحدة وخرق القوانين الدولية والكيل بمكيالين هي خدمات مجانية لجماعات التطرف والغلو وسقي لبذور الإرهاب وتأجيج للعنف الذي يعصف بهذه المنطقة من العلم وتشجيع للدول المارقة وتبرير للاعتداء والاحتلال وسماح بسيادة قانون الغاب.
- وإذ تلفت انتباه الإدارة الأمريكية إلى أنها ظلت تقدم بلادها كعراب للسلام في هذه المنطقة وكراع ووسيط في عملية السلام المحتضرة، ومن المعلوم أن الوسيط يجب أن يكون نزيها ومحايدا وأن الخصم يستحيل أن يكون حكما.
- وإذ تأخذ علما بحيثيات القرار الأمريكي المتهافتة والتي لا تستقيم ولا تنهض بأي حال من الأحوال.
- وإذ تأخذ في الاعتبار العلاقات الوثيقة بين موريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي تعود لعقود خلت وتطال العديد من ميادين التعاون.
- وإذ تؤكد تشبثها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وسيادته على أرضه المحتلة وتطلعها لإنهاء إحدى آخر عمليات الاحتلال في العالم.
- وإذ تشد على أيادي الشعب الفلسطيني المرابط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس دفاعا عن أرضه وهويته ودينه ومقاومة لعمليات التهويد المستمرة.
فإن الجمعية الوطنية (البرلمان الموريتاني) المنتخبة ديمقراطيا والتي تجسد الشرعية الشعبية، إذ تمارس صلاحياتها كاملة كممثل للشعب، صاحب السيادة الأوحد طبقا للمادة 02 من الدستور:
- لتؤكد رفضها المطلق لهذا القرار الجائر انسجاما مع مبادئها وتطلعات الشعب الذي انتخبها ، وتؤكد أنه قرار باطل ولا يترتب عليه أي أثر قانوني على الوضع المستقبلي للمدينة والمقدسات الموجودة بها.
- تدعو الإدارة الأمريكية إلى:
1 - التراجع الفوري عن هذا القرار المضر بمصالح الشعب الأمريكي قبل أي شعب آخر.
2 - ضرورة احترام القانون الدولي والحرص على لعب دور إيجابي في إقرار السلم والاستقرار الدوليين، دور يتناسب ومكانة دولة عظمى وديمقراطية عريقة كالولايات المتحدة الأمريكية.
3 - المساهمة في السعي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي طال أمدها وكانت سببا رئيسيا في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وعائقا أمام تقدم بلدانه وازدهارها، وذلك من خلال إجبار المحتل الغاصب على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المذكورة آنفا وغيرها من القرارات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
ج- تهيب بالشعوب العربية والإفريقية والإسلامية وأحرار العالم وجميع محبي السلام أن:
1 - يعبروا عن رفضهم لهذا القرار بشتى السبل المتاحة.
2 - يمارسوا كافة أساليب الضغط على حكوماتهم للعمل على ثني الإدارة الأمريكية عن قرارها وإلزامها بالقانون الدولي.
د- تلزم الحكومة الموريتانية التي كان لها شرف طرد سفارة الكيان الصهيوني من بلادنا بما يلي:
1 - اتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية الممكنة لتحصين الإجماع الدولي الرافض لهذا القرار.
2 - التنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين والعرب والمسلمين والأصدقاء في العالم كله من أجل حمل الإدارة الأمريكية على مراجعة قرارها.
3 - العمل على عقد قمة عربية وأخرى للاتحاد الإفريقي لنقاش هذا القرار وتداعياته واتخاذ ما يلزم.
4 - مواصلة دعم الشعب الفلسطيني الأعزل وقضيته العادلة وعدم الخنوع لأي ابتزاز في هذا المجال تحت أي مسمى أو ذريعة أو يافطة.
5 - تحث كافة الفاعلين الوطنيين والعرب والأفارقة والمسلمين وفي العالم كله من أحزاب سياسية ومنظمات للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ونقابات للوقوف بقوة أمام أي مساس بقدس الأقداس.
و- تثمن موقف الحكومة الموريتانية المعبر عنه في بيان وزارة الخارجية والتعاون بهذه المناسبة.
وفي الأخير تكلف رئيس الجمعية الوطنية بإحالة هذه التوصية إلى رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى وزعيم المعارضة ووزارة الخارجية والكونجرس الأمريكي والاتحاد البرلماني الدولي والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان الإفريقي واتحاد البرلمانات الإسلامية والبرلمان الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والأمانة العامة للأمم المتحدة.
والله ولي التوفيق"