مبحث مُتجاوَز:
الاسلام والعروبة
لأننا نستورد (حَرْفية) خلافات مراكز الايديولوجيا في مواطنها وخصوماتها الاستراتيجية والتكتيكية فيما بينها ونتبعها ، فإننا نهمل استيراد (حِرَفيتها) كمنتج فرعي مكمل تظل الحاجة التكتيكية تستدعيه مناورةً أو مداورةً في تسيير الحركة الحركية الدائبة وحسب متطلباتها .
لذلك تجد الحملات القذعية والتخندق الخانق بين أتباعِ الفرقاء، بينما يتم التنسيق بين قادتهم في بلاد المنشإ ومريدوهم في بلاد التقليد يخَصِّمون.
ولعل أبشع ما يأتون هذا الردح الشعوبي المتجاوز و التحامل على العروبة والعربية والعرب نكاية بالفكر القومي واستدعاء حوادث وشخوص من غبش الرؤية للمس من العرب؛ فيحشر صهيب و سلمان والبخاري ومسلم وغيرهم من العثمانيين والصقالبة والمماليك البرجيين والبحريين للبرهنة على أنه لولا الأعاجم لما وجد الإسلام..
ويقبلون ،بل يستدعون، نسبة هولاء إلى أقوامهم ؛ولكنهم يخرجون من جلودهم عندما تُذكر نسبة نبي العرب وحَمَلة الرسالة وكُتاب كِتاب الهدى ودين الحق إلى العروبة.
أيها السادة ...
إن الفصل بين الجسد العربي والروح الإسلامية مشروع عبثي الأسلوب فسوقي المقصد، علاوةً على كونه جدلا عقيما ونقاشا متجاوزا عند من يؤمن بقوله تعالى:
{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.