إعلانات

بين العبقريين "جمال و صديقي محمد الأمين"

خميس, 25/12/2025 - 23:14

د. عبد الفتاح سيدي

سبحان الله العظيم 
أعدت البصر كرتين فصادفت مشتركات عديدة جمعت بين الظاهرتين جمال الحسن و خليلي محمد الأمين!
أشارك الأحبة إياها:

- أتيح لكل من الدكتورين التكوين ونيل الدكتوراه من تونس ، وفي تخصصات تقترب من بعضها بعضا !

- عاش كل منهما قرابة الأربعين ربيعا حافلة بالعطاء والتميز والألمعية، متقد الذكاء حاضر البديهة، محبا للمصطفى الشفيع صلوات ربي وسلامه عليه 

- مارس كل منهما التدريس الجامعي والبحث الأكاديمي الجاد.
- شاء الله أن تكون خاتمتهما مرتبطة بحوادث السير، وإنا لله وإنا إليه راجعون، تقبلهما الله في الشهداء،ولذلك يحق في كل منهما رثاء الآخر:
أتتركنا وغصن الود غضٌّ
وترحل لا سلام ولا وداعا

- خلّف كل منهما فراغا لا يعوّض وحزنا عميقا في الأصدقاء والمعارف والباحثين

-حباهما الله بإشراقة البنان وحلاوة المنطق والبيان، وقلما يجتمعان!

- كلاهما أنجبته بيئة نبيلة وحضرة علمية وثقافية مميزة، فبينما تربى جمال في حضرة التاگلالت نشأ الأمين في بيئة اغشوركيت الغالية.

- جمعا معانيَ الفتوة بأبهى تجلياتها وأزهى معانيها، يقرضان الشعر العربي الفصيح والحساني جنبا إلى جنب مع إلمام واسع وولع مهيب بتاريخ المحضرة وإرثها الثقافي وإشعاعها المهيب!

- ترك كل واحد منهما ذكرا حسنا وأثرا طيبا لا يمحى.: بذل ندى وسماحة كف ودماثة أخلاق : تواتر لنا ذلك عن جمال، وعرفته شخصيا عن الأمين

- عمل كل منهما خبيرا لغويا مع المنظمات المعنية كالالكسو والإسيسكو

- انطبع الرجلان بطابع الطرافة والظرافة وقابلية الصحبة.

- هناك ميزة عجيبة جمعتهما كذلك، وهي صداقة العلماء، ولعمر الله قد صدق الشاعر:

كذا من جاور العلماء طفلا
يكون إذا نشا شيخا أديبا !

وعلى كل منهما فاضت:
جفون من الدمع السخين قوارح :: ويوم من الحزن المبرّح كالح
وثوب من الصبر الجميل ممزق :: وقلب كسير من لظى الحزن لافح.

  أسأل الله أن يرحمهما ويحشرهما "مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾
ليس هذا وحده بل هناك ما هو أكثر...