
منذ 60 عاما و نحن نتنازل و نتجاوز و نتحاشى الاصطدامات ، في أمل أن تفهم فرنسا و السنيغال ، أن موريتانيا لن تكون وطنا للبولار ..
لن تكون حلا لمشاكل الفرنسيين و السنيغاليين ..
منذ 40 عاما و نحن نستجدي و نحاور و نهادن و ندعو للفتة إنسانية إلى ذوي ضحايا جريمة بولار السنيغال لا ضحايا جيشنا المدافع عن حوزته الترابية و أمن مواطنيه..
منذ 40 عاما و نحن على الصامت :
ـ لا نتعرض لطوفان الأكاذيب ، في أمل أن يفهم بولو ـ توكولير أن الحل لن يكون سنيغاليا و لا فرنسيا : الحل لن يكون إلا موريتانيا ..
منذ أربعين عاما و نحن نوزع إشارات الأقوياء بأخلاق الضعفاء و يتخبطون في فخوخ الغباء :
ـ لا نثير سينغالية الانقلابيين ..
ـ لا نتحدث عن بشاعة مخططهم الشيطاني ..
ـ لا نعيد شريط اعترافاتهم بمحاولة التصفيات العرقية ..
ـ لا نحيل أي باحث عن ما صار ، إلى اعترافات رؤساء السنيغال و خبراء الأجهزة الفرنسية..
ـ لا نطالب بدماء مواطنينا الذين تم شَيُّهم في الأفران ..
ـ لا نطالب بتعويض ممتلكاتهم (بمئات المليارات)..
ـ لا نتحدث عن غارات افلام و الجيش السنيغالي على حدودنا ..
ـ لا نتحدث عن لوائح من حملوا السلاح ضد جيشنا من عناصر افلام و أجنحتها المدسوسة في شرايين كياننا ..
# كان تفكيرنا ينصب في أن علينا أن نبتلع جرائم لؤماء آواهم البلد و كونهم و منحهم في أرقى جامعات العالم و منحهم ما لا يستحقون من ثقة و احترام ، فأبوا إلا أن يظلوا أوفياء للغدر و التآمر .. أوفياء لحلم نؤكد لهم يوما بعد يوم ، أنه ولد في قبضة المستحيل ..
كان اعتقادنا أن إيواءنا للؤماء البولو ـ توكولير و معاملتهم بما لم يحظوا به في بلدهم الأصلي ، كان يكفي لانسجامهم في مجتمع استقبلهم بعفوية استثنائية ، لأنهم أفارقة مسلمون مضطهدون في بلدانهم !!
# لو كانت في بيرام قطرة واحدة من دم الوطنية لما نسي ما وقع للموريتانيين في السنغال ..
# لو كانت تجري في دمه ذرة من وطنية لما نسي ما وقع للحراطين في السنيغال ، حين تم شيهم بالآلاف في الأفران ..
إن أي بيظاني أبيضا كان أو أسودا ، يساير هذا السخيف الانتهازي في جرائمه ضد الوطن ، مجرم مثله ، تافه مثله ، مرتزق مثله ..
و حين يفرض بيرام على الشعب الموريتاني أن يواجهه ، لن يُقبَلَ من أي منكم أنه لم يكن يفهم ..
لن يُقبل من أي منكم أنه لم يكن يعلم ..
لن يُقبل من أي منكم أن يكون محل ثقة من جديد ..
لقد كان تسامح هذا الشعب الطيب و تدينه و أخلاقه الراقية هو ما جعل فولان السينغال يفكرون في انقلاب 87 من دون أن يدركوا أن تحت رماد طيبوبته جمر ملتهب .
لقد غَرَّ الكثيرين قبلكم ، تفسيرُ طيبتنا بالضعف ..
لقد تجاوز بيرام و منت الشيخ و غامو و خالو جيالو (…) ، كل حدود اللباقة و كل الخطوط الحمر ..
# لم يعد أي منا يطالبهم بالعودة إلى مواقعهم في المجتمع ..
# لم يعد أي منا يطالبهم بالاعتذار لمجتمع أعطاهم كل شيء و ضنوا عليه بأي شيء ..
# لم يعد أي منا مستعد لمقابلتهم أو محاسبتهم في إطار أي معنى للمواطنة :
كل ما نريده منهم اليوم بلهفة و تعطش ، هو أن يرينا هذا الدعي الحقير و عصابة مرتزقته ، ماذا يستطيعون !؟
بماذا يخيفوننا !؟
و ماذا ينتظرون !؟
فرنسا العظمى يا بيرام ، في أوج تألقها و قوتها و عظمة رجالها ، ما زالت حتى الحين غير قادرة أن تصدق ، ما فعله بها الموريتانيون سنة 1973 !!
كل مجرة الدول الإفريقية الفرنكوفونية يا بيرام ، ما زالت حتى اليوم (بعد 53 سنة) ، غير قادرة على مجرد التفكير في ما فعلته موريتانيا بفرنسا !!
هل يعتقد الحقير بيرام أنه يمكن أن يصنع في موريتانيا ما عجزت عنه فرنسا !؟
هذا شعب جبار :
ـ جبار بقدرته على التحمل ، لا بقدرتكم على الخيانة ..
ـ جبار بصبره على الضيم ، لا بصراخكم المنتهي دوما بعويل الجبناء ..
ـ جبار بقدرته على التسامح ، لا بطيشكم و جهلكم و استسهالكم للنهايات الصعبة ، المحدِّدة لطينة الرجال !!
كان بولو ـ توكولير السنغال ، يعتقدون أن موريتانيا تقال لروصو و نواكشوط ، فكانوا في كل مرة يعودون بالعويل و البكاء ، إلى السنغال و فرنسا ، بحثا عن مدد فهموا في الأخير أنه ـ مثل نواكشوط و روصو ـ كان مجرد فخ سينغالي للتخلص منهم . و كانت شحنة حقدهم و سخافتهم في كل مرة ، تعميهم عن ما يحتاجون بالضبط للتعامل مع مجتمع لم يهزم يوما عبر تاريخه الطويل وفتوحاته الأسطورية من النهر إلى أقصى جنوب الغرب الإيبيري ..
لم يعد هؤلاء الأوغاد يستعملون غير لغة التهديد و القوة و كل أنواع الازدراء بما يعني لنا هذا الوطن ..
لا أتحدث هنا عن فولان موريتانيا و لا حراطينها و لا يمكن أن أوجه لهم غير الاعتزاز بهم و الإشادة بأدوارهم التاريخية في بناء هذا البلد و الانسجام داخل صفوفه . و ما توجه لهم افلام و إيرا من اتهامات بالخيانة و الجبن بسبب انسجامهم مع مواطني بلدهم و حرصهم على أمنه و استقراره ، ليس إلا ضريبة موافقهم النبيلة من وطن ليس من بيننا من يحميه لغير مصلحته ، انطلاقا من مسؤولياته الدينية و الوطنية و الأخلاقية ..
و إنما أوجهه إلى بولو ـ توكولير السنغال و احراطين بيرام أو عبيده كما يحلو له أن يسميهم و مرتزقة البيظان ، المعتقدة أنها تنتقم لولد عبد العزيز من خلال التسكع خلف بيرام أو عاجزة عن معارضة النظام إلا من خلال الركض خلف من يتوعدهم بتحويل بناتهم و زوجاتهم إلى جواري في بيوت أزلامه ..
هذه المافيا لم تعد تخفي عداءها للبلد و لن نخفي بدورنا ، عداءنا لها و استعدادنا لمواجهتها بكل ما تحتاج هزيمتها من أسلحة ، بما تمليه الضرورة ..
لقد سدوا كل أبواب التفاهم بما أعلنوا من عداء للوطن و لن يجدوا فيه بعد اليوم من يستعد لغير مؤاجهة عدائهم بأعلى درجات العداء ..
نحن في انتظاركم !!

