إعلانات

قصائد تتغنى بالاتحاد في بيت الشعر بالشارقة

أربعاء, 26/11/2025 - 02:46

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 25 نوفمبر 2025، شارك فيها كل من الشعراء: زهير الطاهري من اليمن، علي مصطفى لون من نيجيريا، و محمد الأمين جوب من السنغال، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدمت الأمسية الشاعرة المغربية مريم كويس، التي استهلت تقديمها بالترحيب بالحاضرين، رافعة الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع، وقالت: "ولا يمكن أن نذكر الشعر في الشارقة دون أن نتوقف بخشوع ومحبة أمام راعي الثقافة الأول، والقلب النابض للمشروع الثقافي العربي، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، الذي جعل من الثقافة رسالة، ومن الكلمة مسؤولية، ومن دعم الإبداع منهجًا ثابتًا".

استهل الأمسية الشاعر اليمني زهير الطاهري، الذي بارك لدولة الإمارات اتحادها، وهو يقول:
حتى نحلّقَ في أقصى السماواتي
نحتاج أجنحةً حجم الإماراتِ

أحتاج قافية ضوئية ويدا
ككفِّ زايدَ تجلو ليليَ العاتي

وألقى نصًّا للشارقة، تجلّت فيه روح المحبة التي زينتها اللغة المسافرة في مدن الدهشة والصور الآسرة، فقال:
لِشارقِةِ الدنيا وظلّي خَلَعتُهُ
لألبِسَها طفلاً وكهلاً وسيدا

لعينيكِ إذْ صارتْ لُعرييَ بُردةً
فعانقتُ فيها سيد الخلق "أحمدا"

لكِ الآن يا سُجادة القلب ما على 
يديَّ مِنْ النجوى وقد جئتُ مُنشِدا

بأشواقِ صنعاءَ التي أبدعَتْ فمي
بما تركتْ ألوانُها - فيَّ - مِنْ صَدى

ثم قرأ نصًّا بعنوان "ركعة في زجاج الجسد، متأملا الكون وهو يتجاوز الحذر، ليكتمل مع بحر القصيدة ويتجلى بقوله:
لم أنتبهْ أنَّ الشرودَ بلا بَصَرْ
عيناي من لغةٍ ورأسي من حَجَرْ

لم أنتبهْ للنجم وهو يقولُ لي:
ستطولُ في عينيكَ أغصانُ السَهَرْ

كانَ الزجاجُ مهيأً لصلاتِنا
لكنه في الركعةِ الأولى انكَسَرْ

وأنا انكسرتُ.. كأن شيئا في يميني 
أو شمالي ضاع من فرط الحذرْ

قرأ بعده الشاعر النيجيري علي مصطفى لون، الذي حلق عاليا، واستهل بقصيدة أهداها إلى دولة الإمارات، منها:
عيناك في صفحة التاريخ تتسع
أنا المعري قولي كيف أطلع 

كأن عشبا يضيئ الآن في جسدي 
لأن ظبيك في الصحراء يلتمع

ليل بقافلة الأضواء يخبرني 
حيث الإمارات تمشي سوف أتبع

حيث المجرات أم في حكايتها 
تعلم الحب موسيقى فنستمع 

هنا الإمارات ما زالت بها سحب 
تبلل الحزن في قلبي فينقشع

المستحيل صبي كلما اشتعلت
دموعه قلت مهلا سوف أخترع 

سبع من النخل أم سبع لقافيتي
أم سبعة من سماء فيك تجتمع 

ثم واصل التحليق وهو يحاول عبور القمر، وقدم نصًّا أهداه إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، ومنه:
معِي من القريةِ السَّمْرَاءِ أغْنيةٌ
يزُفُّهَا لَكَ بوحٌ من فَمِي سَلِسُ

يا سدرة المجدِ يا سلطانَ أفئدةٍ
يا مُهْجةَ الضوءِ يا مِرآةَ مَنْ طُمِسُوا

غَرَسْتَ في روحِنَا نخلَ الثقافَة والــ
فكرَ المنيرَ فكُنتُم خَيرَ مَن غرسوا

آوَيْتَ نجمًا شريدًا نامَ من تَعَبٍ
أمرُّ مِنْ حيِّهِ لَيلًا فأحْتَرِسُ

 ثم قدم لوحة راقصة باللغة والمعاني، وقرأ "رقصة على اللوحات" منها:
لِتكتَمِلَ اللوْحاتُ قالتْ بأنها
تحبِّذُ أن يُضْفِي عَلَى الرَّسْمِ ريفَهُ

وكانَ لهُ لَونٌ تدَلَّى بوَجْهها
فقرَّر أنْ يختارَ منهُ شفيفَه

أشار لها لوحاتِهِ البكرَ فوقها  
مشاهدُ يتلُوها لِكَي تَسْتضيفَهُ

وفيها يتامَى الليلِ جَاعُوا وأمُّهُ 
تُعِدُّ لهمْ وِجْدانَهُ لا رَغِيفَهُ

واختتم القراءات الشاعر السنغالي محمد الأمين جوب، الذي استهلّ بأبياتٍ أهداها لدولة الإمارات بمناسبة عيد الاتحاد، منها:
مجدٌ يُعادُوهذا الكونُ يَحتفِلُ
بِهِ لأَمرٍ عظيمٍ صاغَهُ الأُوَلُ

والإتحادُ الذي يَسمُو كعادَتِهِ
كنجمةٍ بمعانِي الخٌلدِ تتصلُ

سبعٌ تسامتْ إخاءً بهجةً ورُؤى
في عُمقهَا كُلُّ فخرِ الكونِ يُختزَلُ

تظلُّ شارقةُ الإبداع شاهقِةً
بغيرِهَا كُلُّ عدٍّ ليْس يكتملُ

ثم قرأ نصًّا بعنوان "معراج الرؤى" فاض محبة ومديحا نبويًّا، فقال:

أَرَاهُ فَوْقَ المَعَالِي تَاجَ كُلِّ ذُرًى
مُوَشَّحًا حَيْثُمَا الأَجْرَامُ تنسَحِبُ

مُفَخَّمًا فِي لِسانِ الكَوْنِ مُتَّشَحًا
عِيَالُهُ الوَرْدُ إِذْ إخْوَانُهُ الرُّطَبُ

يَدَاهُ رَيْحَانَتَا عَطْفٍ ومَكْرُمَةٍ
فَيّاضَةٍ في حِيَاضِ الرُّوحِ تنسَكبُ

وقرأ نصًّا آخر بعنوان "سقوطٌ فجائي من نافذة الحياة" وفيه يقول:
مُلْقًى عَلَى جَبَلٍ عَالٍ يُلَمْلِمُهُ 
وَهْمُ الطَّرِيقِ  وَأَوْجَاعٌ تُقَسِّمُهُ

مُلْقًى بِلاَ جَسَدٍ يَمضِي  وَأَلْفُ يَدٍ 
تَضُمُّهُ وَضَجِيجُ الكَوْنِ يَفْصِمُهُ

مُلْقًى عَلَى طَرَفِ الدُّنيَا بِلاَ شَفَقٍ
عَلَى الرَّحَى شَارِدًا لاَ شَيْءَ يَحْكُمُهُ

لَمْ يَلْتَقِطْ فِي اصْطِفَاءِ الخَلْقِ حِصَّتَهُ
يَبْنِي مَلاَذًا وَكَفُّ الرِّيحِ تَهْدِمُهُ

 وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.