رئيس جنوب أفريقيا في الفعالية الخاصة بتمويل الصندوق العالمي، 21 نوفمبر 2025 (فرانس برس)
نجح الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في جمع 11.34 مليار دولار أميركي، في حدث أقيم في جوهانسبرغ بدولة جنوب أفريقيا، الجمعة، مع العلم أنّ المبلغ المعلن عنه أقلّ من الهدف الذي وُضع من أجل العمل في الفترة الممتدّة ما بين عامَي 2027 و2029.
ويحاول هذا الصندوق العالمي، الذي يُعَدّ إحدى أكبر المبادرات الصحية العالمية التي تعمل في مجال مكافحة الإيدز والسل والملاريا، جمع 18 مليار دولار لجهوده في الفترة المشار إليها آنفاً. لكنه يواجه تحديات صعبة في التمويل مع تراجع العديد من الحكومات المانحة، وعلى رأسها الولايات المتحدة، عن تقديم المساعدات.
ويحاول الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، الذي يتّخذ من مدينة جنيف السويسرية مقرّاً له، جمع 18 مليار دولار لتمويل جهوده، غير أنّه يواجه تحديات صعبة في ظلّ ظروف قاسية. فتمويل الصحة العالمية شهد تراجع كثيرين من كبار المانحين، بعد اقتطاعات المساعدات التي اعتمدها الولايات المتحدة الأميركية منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ولاية ثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.
وخلال الفعالية التي أُقيمت، اليوم الجمعة، على هامش قمّة مجموعة العشرين التي تضمّ أكبر الاقتصادات عالمياً، قال المدير التنفيذي للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا بيتر ساندز إنّ "المال سوف يكون شحيحاً، لذا يجب علينا أن نكون أكثر ذكاءً". وإذ أشار إلى أنّ "النموذج القديم" لتمويل التنمية انتهى ومن الضروري أن تصبح البلدان أكثر اعتماداً على نفسها، حذّر ساندز من أنّ التحوّل المفاجئ جداً من شأنه أن يعرقل التقدّم. وذكر أنّ الصندوق العالمي يخطّط لتخفيض تكاليف التشغيل بنسبة 20% في عام 2026.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا أشاد، اليوم، بالدعم "الكبير" الذي قدّمته ألمانيا في وقت سابق لجهود الصندوق. فقد أعلنت برلين، في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تخصيص مليار يورو (1.15 مليار دولار أميركي) لدعم جهود الصندوق في مكافحة الإيدز والسل والملاريا. أتى ذلك في افتتاح مؤتمر القمة العالمية للصحة في العاصمة الألمانية، وقد صرّحت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان، حينها، بأنّه من خلال الالتزام المالي الذي أعلنت عنه لمصلحة الصندوق، "نبعث بإشارة مهمّة، مفادها أنّ ألمانيا سوف تواصل التزامها بحماية الناس من الأمراض في كلّ أنحاء العالم".
يُذكر أنّه قبيل إصدار الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا تقريره لعام 2025 في سبتمبر/ أيلول الماضي، تعهّد مديره التنفيذي بتحويل مزيد من موارد هذه المبادرة إلى الدول الأشدّ فقراً، بهدف مساعدتها في إدارة تخفيضات المساعدات الدولية، في حين حذّر ساندز من اتّساع التفاوت في الخدمات الصحية عالمياً. يأتي ذلك خصوصاً منذ عمليات تجميد المساعدات التي أقرّتها إدارة ترامب منذ تسلّمه ولايته الرئاسية الثانية في مطلع هذا العام. يُذكر أنّ الاستثمار في هذا الصندوق يُعَدّ من أكثر الطرق فعالية لإنقاذ الأرواح وتحسين صحة كثيرين وتعزيز الأمن الصحي العالمي.
(رويترز، العربي الجديد)

