
تشرفت اليوم بحضون حفل تخرُّج ابني وبن أخي العزيز الراحل ألّا داداه رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته .
من كلية الطب، وهي مناسبة لأتقدم لكافة أفراد أسرته الكريمة بالمباركة وللدكتور مختار ألّا بأحر التهاني والتبريكات مع الدعاء بالتوفيق في مقتبل أيّامه مع البركة في مساره المهني .
ومن أغرب الذي لا حظت على متن حفل التخرج، الحيف الظاهر الذي يسكت عنه الحقوقيون رغم أنه من أبجديات حقوق ما يزيد على ثمانين في المائة من ساكنة هذه البلاد!! وهو "القهر اللغوي" فجميع العناوين في هذه الكلية باللغة الفرنسية، وعلى الرغم من أن الأساتذة المناقشين ناطقون بالعربية وكذلك الطبيب المناقَش مع كامل الجمهور الحاضر ؛ فإن ذلك لم يجعل الكلية الموقرة تعير بالا لحق الجميع في سماع لغته والإفادة من النقاش الذي كان قطعا بالنسبة لأكثر من تسعين في المائة من الحضور (زي اطيور )
لي أن أسأل كل محتقر للغته مغرور بلغة المتغلب: هل لوكان الحفل في دولة فنلندا سيكون بالغة الفرنسية هل لوكان في اليابان يكون كذلك وهل لوكان أكرانيا يكون بأي لغة؟! إنّ جميع الأمم الواعية الحرّة تقدّس لسانها وتحترم لغتها وعاء فكرها وتاريخها وحضارتها وديوان أمجادها.. لكم أن تتخيلوا أن دولة إيسلندا (ربما لم يسمع عنها أغلب الناس) لا يتجاوز سكانها ثلث المليون، ومع ذلك فإن لغة الإدارة والتعليم اللغة الرسمية هي الإيسلندية بها يعلّم الطب والفيزياء والعلوم والفنون.. إن الإنسان لا يبدع إلا بلغته الأم ولا مكان له بين الأمم المحترمة إلا باحترام خصوصيته الثقافية والحضارية.

