نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 ندوة من ندوات "مقاربات نقدية" حول موضوع " شعرية السرد النسائي في موريتانيا " وقد استضافت الندوة الدكتورة تربة عمّار، والباحثة حياة جبريل، وقدم لها الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر.
وفي مستهل الندوة قدم البروفيسير عبد الله السيد تمهيدا عاما لموضوع الندوة تطرق خلاله إلى نشأة الشعرية والسرديات في تاريخ الدراسات النقدية الغربية وظهور المصطلح في الدرس الفكري العربي باعتبارهما علما حديثا وظهورهما في النقد العربي، مؤصلا للجذورو والروافد التراثية المغذية للثنائية الجمالية المتداخلة بين الشعر والنثر.
وقد أحال الكلمة إلى الأستاذة تربة عمّار، باحثة مهمتمة بالتاريخ الإسلامي والتاريخ النسائي على وجه الخصوص، حاصلة على شهادة دكتوراه في التاريخ الإسلامي، وهي أستاذة جامعية للتاريخ الإسلامي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط العصرية، مديرة مساعدة بوزارة الثقافة.
وقد أثارت خلال المحاضرة بعض الإشكاليات حول تجربة المرأة العربية المعاصرة مع الكتابة السردية دون غيرها من الأجناس الأدبية الأخرى، ورأت أنّ الكتابة النسائية في موريتانيا تعترضها جملة من العوائق أبرزها الخوف النسوي من الرقيب الاجتماعي خشية الإسقاط والوصم، مما جعلها تظل كتابة فردية، متطرقة إلى التجربة الكتابية للمرأة المغاربية والعربية، داعية إلى التحرر من عقدة الرهاب، والكتابة بدافع الإنسانية بكل جرأة وثقة، وترك التلقي للأجيال مفتوح القراءة.
وقد جاءت المحاضرة الثانية مع حياة جبريل وهي باحثة في سلك الماستر مهتمة بالكتابة الإبداعية والآداب، حاصلة على الباكالوريا الأدبية، والليسانص في الدراسات العربية وآدابها، صدر لها مؤخرا كتاب "امرأة بنكهة الوجع"، تحضر حاليا للماستر في اللغة والنقد.
وقد تطرقت في محاضرتها إلى شعرية السرد باعتبارها المؤثر الأول في أي عمل سردي لكون اللغة الشعرية قادرة على تمرير التلقي بإدهاش وخلق مساحة تأويلية لا تتوقف عند حدود معينة، معتبرة أن كتابها "امرأة بنكهة الوجع" صورة صغرى من معاناة المرأة الموريتانية الناتجة عن الحواجز والسلاسل الاجتماعية الواصمة لكل أنثى خارجة على القوالب القديمة الرافضة للمرأة المثقفة المعبرة عن ذاتها وتحولاتها العاطفية وتجاربها المصيرية، واصفة المرأة منكّهة بشكل مسبق بجملة من الآلام والأوجاع في بيئة ترى فرح النساء بالمنجزات جميعها ومنافسة الرجل على المكانة الفكرية فوضى مخالفة للعقل الذكوري المدافع عن استبداده بتعاليم فقهية وتقاليد مجتمعية خارج العصر الحديث.
وانتهت الجلسة بمداخلات ومناقشات لمجموعة من الباحثين وتعقيبات، عقبتها صورة تذكارية جماعية لضيوف الندوة وسط حضور متنوّع الخلفيات والمشارب لجمهور بيت الشّعر.